إعلان

من الاحباط إلى النجاح.. مواقف يرويها "محمد ريحان عن "النمر الأسود"- ج1

11:33 ص الأربعاء 25 نوفمبر 2015

حوار- منى الموجي وهدى الشيمي:

تصوير- علياء عزت:

من رحم اليتم، ولدت موهبته العبقرية، ومن رحم المعاناة والفقر ولد إصراره على النجاح، لم تكن الابتسامة تعرف طريقها إلى محياه، إلا عندما يقف على خشبة المسرح ويجلس إلى جوار أعضاء فرقة الشرقية المسرحية، ومن بينهم صديقه وأستاذه الفنان محمد ريحان، فيعيش معهم ساعات في عالم خلقه في مخيلته وتمنى تحقيقه على أرض الواقع، ويقضي ساعات الليل في "الهروب" من منزل يقاسي فيه الوحدة، هو رئيس جمهورية التمثيل، الإمبراطور، النمر الأسود أحمد زكي.

رغم الصداقة القوية التي جمعت بين أحمد وريحان، بحكم تواجدهما في محافظة واحدة، واجتماعهما على عشق الفن، لا يعرف كثيرون عن هذه العلاقة شيء، لذلك حاول "مصراوي" أن يزيح الستار ويكشف أسرار عن أحمد زكي لا يعرفها سوى المقربين ومن بينهم ريحان، فإلى الحوار...

الملاذ

البداية كانت مع طالب مدرسة الصنايع، شاب لا يتجاوز الـ 16 من عمره، يشجعه مدير المدرسة وكل من رآه واقفا على خشبة المسرح، ومن بينهم الفنان الشاب في ذلك الوقت محمد ريحان، أحد أعضاء فرقة الشرقية المسرحية، ومخرج في المسرح المدرسي، نشأت علاقة طيبة بين الأستاذ وتلميذه، وأصبح ملاذه الآمن والسعيد جلوسه إلى جوار أعضاء الفرقة، يستمع إلى أحاديثهم، يشاهد بروفاتهم على أعمالهم المسرحية الجديدة، فظهرت لهم عبقريته.

"عبقرية أحمد بزغ نورها للجميع، فما من شخص يقابله إلا واستطاع أن يقلده لنا، مثلا في القطر شاهد كفيف تجلس بجواره فتاة، وأراد الكفيف معاكستها فتلمس يده الفتاة، ويضطرب فيعيدها لمكانها مرة أخرى، فقلده أحمد بقدرات عالية".

فيديو نادر لأحمد زكي يقلد نجوم الفن..

ظروفه المادية الصعبة، موهبته الفذة ورغبته في أن يملأ المسرح بحركته، أسباب جعلت ريحان يقف لجواره ويرشحه لإخراج قصائد في حفلات المدارس، فيحصل اليتيم من خلالها على مال يعينه على مصاريفه.

المُنقذ

"أحمد إنسان عنيد ولديه قوة إصرار كبيرة"، هكذا وصف ريحان رغبة أحمد في أن يحقق أمله، فرغم ظروفه المادية الصعبة قرر الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، للدرجة التي لم ييأس معها بعد فشله لعامين متتاليين في تحقيق الحلم، ففشل ممتحنوه في المرتين في اكتشاف عبقريته، حتى ساق له الله المُنقذ علي فهمي، وكان ضمن لجنة الاختبار بعد عودته من الخارج، فكاد مشهد التجاهل الذي عانى منه أحمد أن يتكرر، إلا أن فهمي منحه فرصته كاملة، ليمنحه جواز مروره لعالم الفن بصورة شرعية عبر التحاقه بالمعهد، وفقا لريحان.

ويؤكد ريحان أن فرحة أحمد بقبوله بالمعهد كانت لا تُقاس، رغم أنه حمل هم مصاريف المعهد، ومكوثه في القاهرة، والتي حلها بجلوسه في بيت خال والدته، وظلت مشكلة مصروفه الشخصي، وهي المشكلة التي بدأت تتلاشى، بعدما بدأ المخرجون في إسناد أدوار صغيرة له.

بين اليأس والعند

مر أحمد بأصعب موقف يتعرض له فنان شاب في بداية طريقه، فعندما ظن أن شمس نجوميته بدأت تشرق، بوقوفه أمام سعاد حسني في فيلم مأخوذ عن رواية للأديب الكبير نجيب محفوظ "الكرنك"، سحب المنتج منه الفيلم بعدما رفض الموزع اللبناني حسين الصباح، مشاركة أحمد في الفيلم قائلا "مين هذا عشان يبوس سعاد حسني".

حاول أحمد الانتحار، بعد شعوره بالإحباط واليأس، وبعد تعافيه من هذه المحاولة تقابل مع الفنانة شهيرة وريحان، وأقسم لهما أنه سيغير مقاييس النجومية في السينما المصرية، وقد كان وتغيرت على يده مقاييس النجومية والبطولة، فكان العند من بين الصفات الأبرز للفتى الأسمر، فعندما حرموه من العمل في "الكرنك"، و"بعد محاولته للانتحار وانتهاء هذه المرحلة، قابلته بعد فترة في الإذاعة، وقلت له ماتزعلش يا أحمد، فرد: هما مش عايزين النجم الحلو أبو عيون خضرة؟ والله لأغير المبدأ ده، وافتكر يا ريحان".

ويضيف ريحان "وبعد سنوات أقامت الزقازيق أسبوع لأفلامه في قصر الثقافة، حضره مع صلاح جاهين ووحيد حامد، وصعد على المسرح وتذكر هذا الموقف قائلا هما منعوني ابوس سعاد حسني انا دلوقتي ببوسهم كلهم".

الأيام

ضحكت الدنيا لأحمد بعدما أسند له المخرج يحيي العلمي شخصية الدكتور طه حسين، ليؤديها في مسلسل "الأيام"، وكان الفنان محمود ياسين قد قدمها في السينما، فاستبعد القائمون على العمل فكرة أن يعيد تقديم الشخصية مرة أخرى في التليفزيون، ورفض الفنان نور الشريف المسلسل، فذهب الدور لأحمد، والذي رغم صغر سنه استطاع استغلال الفرصة واستعد للشخصية جيدا، بذهابه إلى زوجة طه "سوزان" أكثر من مرة، ليتعرف على أدق التفاصيل، حركة رأسه، ويديه، وطريقة سيره وجلسته.

تتر مسلسل "الأيام"...

ويروي ريحان لـ"مصراوي" أحد المواقف التي حكاها له أحمد أثناء تصوير المسلسل، حيث كان يصور في رمضان باستوديو "1" بمبنى ماسبيرو، وكان ريحان يصور فوازير مع الفنانة نيللي في استوديو"2"، ومسلسل "محمد رسول الله" في استوديو "10"، ليلتقي جميع الفنانين وقت الراحة يومياً لتناول السحور، ثم يعودون لاستكمال العمل، وفي يوم تأخر أحمد عن موعده، فذهب ريحان للسؤال عنه فوجد باب الاستوديو مغلق، وفُتح فجأة ليخرج أحمد منه مسرعا وخلفه صوت الفنان حمدي غيث ثائر يصرخ ويتوعده، ويوجه اللوم ليحيي العلمي على اختياره لـ"عيال" حسب قوله، يقفوا أمامه.

وأضاف ريحان "قص أحمد عليّ سبب غضب حمدي غيث، حيث كانا يؤديان سويا أحد المشاهد، وكان على أحمد أن يركز في حركات جسده ورأسه، وفي الكلام الذي يقوله، فاستمر في إعادة المشهد لأكثر من مرة، وهو ما اثار غضب غيث، فقال له دي أخر مرة، فزاد من توتره وأثناء التصوير أوقف التصوير، لكنه اعتذر لأستاذه حمدي غيث بعد السحور وأعادا تصوير المشهد".

نال آداء أحمد في "الأيام" استحسان الجميع نقاد وجمهور، فرغم تمتع ياسين بصوت رخيم جعل كفته الأرجح لقربه من صوت طه حسين، إلى أن أحمد كان يعمل في المقام الأول على روح الشخصية، فطوال مشواره الفني، تبع سياسة لم يغيرها في دراسة الشخصيات التي جسدها، والتي يعيش فيها حتى النخاع، فنجح في الوصول للجمهور.

في الجزء الثاني سيتحدث الفنان محمد ريحان عن تعاونه مع الفنان أحمد زكي في "أيام السادات"، ويبرهن من خلال عدة مواقف عن كرمه، وكيف كان ابنا باراً بأهله في الزقازيق، كما سيتحدث عن علاقة أحمد بـ"الزعيم" عادل إمام.


اقرأ أيضاً:

صورة نادرة من حفل زفاف أحمد زكي وهالة فؤاد

أحمد زكي من البواب للرئيس - (انفوجراف)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان