من مخيمات اللاجئين إلى العالمية.. كيف أنقذ العلاج النفسي لي سونيسا في أولمبياد باريس؟

كتب - محمد القرش:

دائما ما تشهد دورة الألعاب الأولمبية مشاركة لاعبين لديهم قصص معاناة صعبة في بداية حياتهم المهنية.

وتلجأ عدد من الدول إلى تجنيس لاعبين من دول نامية لا يحصلون على الدعم الكافي الذي يجعلهم يظهرون للعالم إمكاناتهم الحقيقية.

وواحدة من تلك اللاعبات هي الأمريكية المجنسة لي سونيسا، التي فرت عائلتها من دولة لاوس عندما كانت في الثانية من عمرها، وقاموا برحلات خطيرة إلى مخيمات اللاجئين في تايلاند قبل الانتقال إلى مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأت سونيسا التي أطلقت عليها والدتها هذا الاسم نسبة لممثلة المسلسلات التلفزيونية التايلاندية المفضلة لديها، لعب الجمباز في السادسة من عمرها في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي عام 2018، أجبرتها إصابة في الكاحل على الانسحاب من بطولة عموم أمريكا للناشئين 2018 في بوينس آيرس (الأرجنتين).

وزيادة على المعاناة في بداية الطريق، أصيب والدها بالشلل بعد سقوطه من أعلى سلم في شهر أغسطس 2019.

وفي عمر الـ18 فازت سونيسا لأمريكا بثلاث ميداليات في أولمبياد طوكيو (ذهبية وفضية وبرونزية)، وحلمت سونيسا بتحقيق إنجاز أكبر في باريس 2024، إلا أنها تعرضت لانتكاسة.

وتعرضت لاعبة الجمباز الأمريكية في عام 2023، لتورم جسدها بالكامل وضغط دم مرتفع و أرق مزمن ومشاكل فى التبول والتنفس، وتم تشخيصها بمرضين نادرين في الكلية، وقال لها الأطباء أنها لن تتمكت من العودة وممارسة الرياضة.

وبعد علاج لمدة 5 أشهر أخبرها الأطباء أن بإمكانها العودة للتدريب ومواصلة حياتها الطبيعية.

وعادت سونيسا للتدريب مع المنتخب الأمريكي استعدادا لأولمبياد باريس 2024، لكن استعادت لياقتها البدنية ولم تستعد ثقتها في نفسها، حيث كانت خائفة من المشاركة الأولمبية، وصعوبة مجاراة بطلات العالم فى الجمباز بباريس.

وسريعا من فهم المدربين الأمريكيين أن سونيسا لا تحتاج إلى تدريبات فنية، ولكن تحتاج للعلاج النفسي لتخطي الخوف واليأس الكامن بداخلها.

وبالفعل كان العلاج النفسي هو الحل، وفي أولمبياد باريس 2024 استطاعت سونيسا تحقيق ذهبية وبرونزية بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، لتهدي هذا الميداليات لوالدها.