تقرير مصراوي.. "كورونا" يؤجل خطة الحكومة لـ "استلهام تجربة بيراميدز" في الكرة المصرية
كتب ـ مصطفى الجريتلي وشيماء حفظي:
في منتصف يونيه 2018 أعلن محمود الأسيوطي، مالك نادي الأسيوطي ـ أحد الأندية الخاصة الناشطة بالدوري الممتاز ـ بيعه فريق الكرة لصالح إحدى الشركات العربية التي حولت اسمه فيما بعد لنادي بيراميدز يترأسه تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية.
مسؤولو نادي بيراميدز، كونوا فريقًا تخطت قيمته لاعيبه السوقية ـ المليار جنيه مصري ـ في موسمه الأول 2018/2019 تحت قيادة مالكه الجديد مقابل 80:90 مليون جنيه كانت مجموع القيمة السوقية لعقود لاعبي فريق الأسيوطي موسم 2017/2018 ـ بحسب موقع ترانسفير ماركت
وحصل مسؤولو بيراميدز على حق خوض مبارياتهم على ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) ـ بمنطقة التجمع الخامس التابعة لمحافظة القاهرة بدلًا من منتجع الأسيوطي الذي كان يخوض عليه الفريق بمسماه القديم مبارياته.
الأسيوطي كان قد أنهى ـ موسمه الأولى في الدوري الممتاز ـ بالمركز التاسع بجدول ترتيب الدوري برصيد 42 نقطة، بينما خرج من دور نصف النهائي ببطولة كأس مصر.
ومع بداية عمل مجلس إدارة نادي بيراميدز ـ الذي أُعلن في وقت سابق ـ وجاء على رأس حسام البدري ـ المدير الفني الحالي لمنتخب مصر ـ ظهرت أحاديث عن رغبة أحد رجال الأعمال العرب في شراء نادي غزل المحلة أو الاستثمار به.
رئيس مجلس إدارة نادي الغزل المحلة، إبراهيم صادق، نفى حينها ماتردد، مشددًا على أن النادي يتبع وزارة قطاع الأعمال وحال رغبة أي شخص الاستثمار به فهناك العديد من الإجراءات القانوينة.
غير أنه أشار ـ في تصريحات صحفية له ـ إلى إن حلم إنشاء شركة رياضية استثمارية تابعة للنادي لازال حلمًا يراودهم ولكنه يحتاج إجراءات قانونية: "النادي لا يستطع الإنفاق على فرقه".
وحصنت المادة 23 في الفصل الثاني المتعلق بممتلكات الأندية وفقًا لقانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017؛ حيث تم اعتماد اللائحة المالية الموحدة للأندية الرياضية بتاريخ 6 سبتمبر، الأندية من البيع ومنحت القرار للجمعية العمومية في الموافقة من عدمها في إنشاء شركات مساهمة.
ونصت:"يجوز للنادي بعد موافقة الجمعية العمومية والجهة الإدارية المركزية وإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية اللازمة إنشاء شركات مساهمة بهدف تعظيم موارده في المجالات التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالأنشطة الرياضية يساهم فيها النادي وأعضاؤه والمستثمرون وطرح أسهم هذه الشركات للجمهور وفق القانون كما يجوز قيدها في البورصة المصرية شريطة ألا يؤثر ذلك على نشاط النادي في مجال الخدمات الرياضية على ألا تقل نسبة مساهمة النادي في رأس مال تلك الشركات عن 51% وفقًا للقوانين واللوائح والقرارات السارية في جمهورية مصر العربية".
بيراميدز أنهى موسمه الأول في الدوري 2018/2019 بمسماه الجديد في المركز الثالث برصيد 70 نقطة بفارق نقطتين عن الزمالك الوصيف ومن ثمّ حجز بطاقة المشاركة في بطولة الكونفيدرالية كما وصل لنهائي بطولة الكأس ولكنه هُزم أمام الزمالك بثلاثية نظيفة.
وهي التجربة التي شجعت وزارة قطاع الأعمال للتفكير بصورة جدية في تطوير الأندية التابعة لها إداريًا وماليًا بحسب قول وزير قطاع الأعمال، هشام توفيق في تصريحات خاصة لمصراوي.
وتخضع أندية مثل: الألمونيوم، الشرقية للدخان، الحديد والصلب وغزل المحلة لوزارة قطاع الأعمال إدارايًا وماليًا.
غير أن وزير قطاع الأعمال قال:"ولكن سيتم تطبيق التجربة بما يتناسب مع طبيعة ملكية النادي وستكون البداية من نادي غزل المحلة لسهولة تسويقه كونه أحد روافد نجوم الكرة المصرية في فترة سابقة".
وزارة قطاع الأعمال، كانت قد أصدرت بيانًا تفصيليًا أكثر عما سيتم في نادي غزل المحلة ـ في أغسطس الماضي 2019؛ حيث أشارت إلى أن مقترح تطوير النادي يأتي بما يتوافق مع قانون الرياضة الجديد، والذي يشمل الاحتفاظ بنادي العاملين بنشاطه الاجتماعي الرياضي لممارسة الأنشطة الرياضية مع تحسين الخدمات المقدمة للعاملين وأسرهم، على أن يكون له شخصية اعتبارية منفصلة عن شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة ومخصص لأعضائه الحاليين والمستقبليين من العمال حسب الإجراءات والموافقات المنظمة لهذا الغرض.
وأوضحت الوزارة عبر بيانها، أن المقترح يتضمن أيضًا تأسيس شركة مساهمة خاصة برياضة كرة القدم يتم إعطاءها حق استغلال الاسم التجاري "نادي غزل المحلة" والاستاد وملعب للتدريب لمدة 15 عامًا ويتم رسملة حق الانتفاع لتشارك به شركة المحلة في شركة كرة القدم، منوهة إلى إنه سيتم طرح النسبة المتبقية من رأس المال على مستثمر متخصص ومؤهل ولديه رؤية مستقبلية وسابقة خبرة وملاءة مالية؛ لضخ استثمارات تكفي لتطوير الفريق الأول والصعود به للدوري الممتاز والمنافسة في مختلف البطولات وعمل مدارس للناشئين تمكن من تفريخ أجيال جديدة من الموهوبين خلال فترة 5 إلى 6 سنوات.
وشددت الوزراة في بيانها على"شراكة لا بيع" وهو ما أكد عليه وزير قطاع الأعمال العام، في تصريحاته، بأنه لا نية لبيع "سنتيمتر واحد" من نادي غزل المحلة وأن الأمر فقط عملية تطوير تأتي بالشراكة مع مستثمر وليس التخلي عن الأصل.
وهو الأمر الذي لقى صدى لدى طاهر أبوزيد، لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق ووزير الرياضة الأسبق؛ حيث يُشير في مكالمة هاتفية مع مصراوي إلى زيارته مقر نادي غزل المحلة ـ في مطلع العام الجاري 2020 ـ كانت لاكتشاف سبب عدم استغلال أماكن كثير في هذا المنشأ الرياضي الكبير جدًا ـ في إرشارة لغزل المحلة ـ ، منوهًا إلى وجود برنامج لأكثر من زيارة ولكن توقف الأمر بسبب أزمة فيروس كورونا ولم يتم اتخاذ أي إجراء أو خطوة رسمية تجاه مشروعه.
وتابع طاهر أبو زيد:"كنت أنا و أحد الأصدقاء قمنا برحلة استكشافية لبحث تطوير الأمر على أن يعود بالنفع على الوسط الرياضي ومنطقة الدلتا بأكملها فكان لدينا خطط للنادي وأن نقوم بأكثر من زيارة لكن بشكل عام هو مجمع رياضي يجب أن يتماشى مع مرحلة التطوير التي تشهدها بلادنا في جميع القطاعات والمجالات".
واسترسل:"لم نقم بزيارة أخرى وكل الأحاديث مؤجلة ولم نضع تصورًا نرى كل المنشئات الرياضية في مصر التي لا يوجد بها تطوير ونبحث كيفية تطويرها وأن يكون لها مردودًا اقتصاديًا ورياضيًا للدولة، الأمر مرتبط بالإدارة الرياضية وإدارة المنشئات الرياضية فنحن لا نبني عقارات لذا لابد أن يكون هناك متخصصين سواء محلي أو أجنبي الأهم مصلحة بلادنا".
وعن كون اسم نادي "غزل المحلة" مشجعًا للمستثمرين رد بـ:"الفكرة ترتبط بالمنشأ الرياضي وليس الاسم فمجمع رياضي مثل غزل المحلة لابد أن يتم الاستفادة منه في منطقة الدلتا كلها ضمن عمليات تطوير رياضي واجتماعي وثقافي ولا يقتصر الأمر على ملعبين ثلاثة فالدلتا منبع للمواهب الرياضية".
نادي غزل المحلة ـ الذي ينشط فريق كرة القدم به بالدرجة الثانية بالدوري المصري ـ يضم ملاعب للكرة واليد والسلة والطائرة والتنس ومبنى حمام سباحة ونادي للرماية ونادي للكشافة، بحسب ما أورده الموقع الرسمي لشركة غزل المحلة التي يتبع لها النادي.
عضو مجلس إدارة نادي غزل المحلة والمشرف على فريق الكرة، حسام عزو، يُشير في حديثه لمصراوي إلى أن فريق كرة القدم الحالي يكلف خزانتهم قرابة 7 : 8 مليون جنيه سنويًا خلاف الإنفاق على باقِ الألعاب يكلف خزانتهم، مشيرًا إلى إنهم ليسوا أعضاء في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة لذا لا يحصلوا على دعم منه.
وأضاف عزو:"اتحاد الكرة يعتبرنا نادي شركة فلايدعمنا ونحصل على دعمنا من الشركة القابضة حيث يحاول رئيسها دعمنا بشتى الطرق ولكنهم يواجهون أيضًا مشكلة مالية.
وعن كون الاستثمار في النادي حلًا لعودة المحلة، رد عضو مجلس الإدارة:"نحن نتبع الشركة القابضة والمشروع أمامنا ولايوجد لدينا مانع بالاستثمار طالما سيفيد النادي، الآن وقفنا التعامل مع راع الفريق بعدما طُلب مننا ذلك انتظارًا للمستثمر".
قطاع الكرة لا يدر دخلاً كبيرًا بقدر المبلغ الذي ينفق عليه:"لا نبيع لاعبين كل موسم ولكن على سبيل المثال انتقال إمام عاشور للزمالك أنعش خزينتنا".
وكان الزمالك قد توصل لاتفاق مع إدارة نادي حرس الحدود في أغسطس 2019 لقطع استعارته لإمام عاشور من غزل المحلة والتي كانت من المقرر أن تستمر لنهاية الموسم المقبل ليبرم عقدًا مع اللاعب صاحب الـ 22 سنة لمدة 5 سنوات في صفقة أنعشت خزينة المحلة بـ 12 مليون جنيه.
وسبق للمحلة التتويج ببطولة الدوري موسم 1972/1973 برصيد 32 نقطة بفارق نقطة عن الزمالك، كما وصل لنهائي دوري أبطال أفريقيا 1974 ولكنه هُزم أمام كارا برزافيل بطل الكونغو الديمقراطية فهُزم ذهابًا 4-2 وإيابًا 2-1.
نادي غزل المحلة، يُعد أيضًا من أوائل أندية الشركات في مصر؛ حيث تأسس في عام 1936 وتقتصر عضويته على عمال الشركة حتى الآن فتبلغ مساحته 45 فدانًا، كما يمتلك النادي استادًا لكرة القدم يتسع إلى 29 ألف متفرج الذي يُعد واحدًا من أكبر ملاعب منطقة الدلتا في مصر.
لكن كل أمال مسؤولي شركة غزل المحلة ومن قبلهم وزارة قطاع الأعمال في الاستثمار توقفت مع ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا في مصر وتفشي الوباء عالميًا؛ حيث قال وزير قطاع الأعمال، هشام توفيق، ليلاكورة:"الوزارة لم تتلقِ أي عرض للمشاركة في تطوير نادي غزل المحلة، بسبب الأوضاع الحالية وتوقف النشاط الرياضي ضمن الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا المُستجد.
وأضاف وزير قطاع الأعمال "كنا تحدثنا بالفعل مع مستثمرين قبل طرح المشروع على أمل أن تبدأ الشركات مع بداية الموسم المقبل 2020/2021 وعندما تتحسن الأوضاع سنعيد الطرح مرة أخرى، لا يمكننا تنفيذ عملية التطوير بمفردنا، نحن نملك الأصل لكن ليس لدينا خبرة أو قدرات مالية للاستثمار، مازال المشروع قائمًا".
وكانت الشركة القابضة للغزل والنسبج، أعلنت في مارس الماضي، دعوة لإبداء الرغبة لإنشاء شركة مساهمة للخدمات الرياضية لإدارة وتنمية نشاط كرة القدم بنادي غزل المحلة، مع مستثمرين لديهم خبرة في الاستثمار في النشاط الرياضي، في موعد أقصاه 31 مارس الماضي.
يلاكورة كان قد رافق وزير قطاع الأعمال في جولته بشهر سبتمبر الماضي 2019 لعمال شركة غزل المحلة لشرح خطة التطوير لهم بإعتبارهم أعضاء الجميعة العمومية للنادي ولهم حق الموافقة على تأسيس الشركة بحسب قانون وزارة الرياضية المذكوره أعلاه.
رئيس نادي بلدية المحلة، مصطفى السامولي، بسؤاله عن المشروع رد:" تجربة الاستثمار في نادي الأسيوطي التي حولته إلى نادي بيراميدز، لا يمكن تطبيقها في الأندية المملوكة للحكومة، أو التابعة لقطاع الاعمال العام، لأنه يعد بيع أصل يمتلكه شخص وليس من الدولة لمستثمر".
وتابع رئيس نادي بلدية المحلة ـ التابع لمجلس المدينة لا قطاع الأعمال ـ في حديثه لمصراوي:"أندية شركات قطاع الأعمال تحتاج لمثل هذا المشروع لضعف مواردها المالية ولكننا في البلدية لا نحتاج لمستثمر فلدينا موارد دخل جيدة".
الوسط الرياضي المصري لا يضم فقط أندية تابعة للدولة أو لوزارة قطاع الأعمال، محمد الطويلة رجل أعمال ويمتلك نادي نجوم المستقبل، الذي هبط للدرجة الثانية الموسم الحالي 2019/2020 ـ نفى وصله عرض رسمي من مستثمر أجنبي لشرائه؛ حيث قال لمصراوي:"الكلام غير صحيح كما أن بيع النادي وهو في الدرجة الثانية لن يكون بذات المقابل والنادي في الدوري الممتاز ولا أحد سينوي بيع أو شراء نادِ حلال الفترة الجارية بسبب أزمة كورونا"
وبالتوجه لوزارة الرياضة لسؤالها عن دورها في عملية تطوير الأندية التي طرحتها وزارة قطاع الأعمال، قال مسؤول لمصاروي:"الأمر برمته في يد وزارة قطاع الأعمال هي من تتولى الأمر".
فيديو قد يعجبك: