تحليل.. كارتيرون والانتقام بدماء باردة من الترجي في ليلة سوبر للزمالك
تحليل- أيمن محمد
لا يوجد أسعد حظا من باتريس كارتيرون الذي نال فرصتين لرد الصاع صاعين وحرمان الترجي من التتويج ببطولتي سوبر أمام منافس، نظريا أقل فنيا من الفريق التونسي، ربما لا يبدو هذا مهما للزمالك الآن ولكنه مهم جدا لكارتيرون وللزمالك بعد أسبوعين من الآن.
الزمالك فاز بلقب سوبر مستحق، فكان الأفضل من جميع الوجوه أمام الترجي متخطياً أزمتين عانى منهما ببطولة الدوري.
الأزمة الأولى يرجع فيها إلى خالد جلال الذي أعاد اكتشاف يوسف أوباما ليكون حلقة الوصل بين ثنائي الوسط والمثلث الهجومي وهو الدور الذي غاب عنه أوباما بمجرد انضمام أشرف بن شرقي ليحتل تلك المنطقة، دون جدوى.
بن شرقي يميل إلي الجزء الهجومي، فيجبر ساسي على أن يتقدم أكثر، ومع ضعف القدرات الدفاعية للنقاز ومن بعده حازم إمام يصبح على طارق حامد أن يغطي مساحتي لعب في نفس الوقت، ولكن مع وجود أوباما الملتزم أكثر دفاعيا من بن شرقي يصبح الأمر أفضل نسبيا للزمالك.
الأزمة الثانية في حالة تعظيم دوري بن شرقي وأوباما الهجومي يصبح (زيزو) عنصرا لا بديل عنه في التشكيلة الأساسية؛ لأنه قادر على القيام بدوري الدفاع والهجوم، سواء من منطقة الوسط ليصبح لاعب وسط أيمن في 4-3-3 للتغطية خلف حازم إمام أو أن يصبح جناحا أيمن في 4-2-3-1 بشرط تواجد أوباما في مركز رقم 10 حتى ولو كان أوباما يميل إلى لعب أدوار مختلفة عن صناعة اللعب الصريحة.
مخطئ لو ظننت أن كرة القدم متعلقة بالخطط الرقمية؛ فالأهم اختيار العناصر التي تلائم الأسلوب، وهنا يكون السؤال:
لماذا نجح كارتيرون مرتين مع الرجاء والزمالك في هزيمة الترجي، ولم ينجح في الفوز بدوري أبطال أفريقيا مع الأهلي، رغم سابق فوزه على الترجي مرتين في نفس البطولة ومع الأهلي أيضا؟
للتذكرة، كارتيرون فاز مع الأهلي في دوري المجموعات على الترجي في رادس وفي ذهاب نهائي دوري الأبطال ببرج العرب، وكاد يقتنص تعادلا من الشوط الأول في إياب النهائي لولا خطأين تم تداركهما، أمس.
عندما تمتلك لاعبا مثل مصطفى محمد يجب أن تشعر بالاطمئنان للاعب مصري يتطور في نصف موسم تحت ضغوط فريق كبير مثل مصطفى، رأس حربة مصر القادم الذي يتطور فرديا بشكل سريع، ولو أجاد لعبته التي يتدرب عليها وسجل منها هدفا في الدوري من خارج منطقة الجزاء لأصبح هدفا لأندية أوروبا بشرط الاستمرارية.
كارتيرون مع الأهلي لعب بمروان محسن، ولم يستطع الخروج معه للهجوم، بينما مع الزمالك وجد مصطفى محمد، صحيح أن الترجي غاب عنه مجموعة من النجوم في منطقتي الهجوم والوسط، ولكن نقطة ضعفه الرئيسية (معز بن شريفية) ما زال موجودا وهو ما ظهر في أهداف الزمالك الثلاثة بوضوح أمس.
الخطأ الثاني يتعلق بالأسلوب وما نحتاجه من اللقاء، أمام الترجي في رادس ومن خطأ فردي للسولية في محاولة اقتناص الكرة مبكرا، ظهرت ثغرة، ولم يكن أبناء باب سويقة ليتركوها أمس، قلت إن على لاعبي الزمالك ألا يكرروا هذا الخطأ الذي ظهر في الدقيقة 37 عندما حاول أوباما كسر الستار الحديدي الذي يلعب به كارتيرون محاولا قنص الكرة مبكرا، وهذا هو أكبر خطأ.
هل تتذكر ما قاله بيتسو موسيماني عن أندية شمال أفريقيا؟
الترجي كان يقوم بنقل الكرات عرضيا بشكل مبالغ فيه، لا توجد حلقة ربط بين الدفاع والوسط والهجوم.. ربما يحتاج لاهوني لوقت لاستيعاب ذلك التكتيك، إذا ما تم نقله من الجانب الأيسر إلى عمق الملعب، ولكنك في نفس الوقت ستفقد الجناح الأبرز لديك.
كل ما كان على الزمالك فعله حتى مع التعادل هو الصبر (على طريقة مورينيو مع برندان روجرز في ليلة سقوط جيرارد)... الانتظار والوقوف بشكل سليم أمام منافس لا يريد سوى أن تترك أماكنك ووقتها ينقض عليك ولكن كارتيرون فطن لذلك، ولحسن حظه أن خطأ الترجي أتى بعد ثلاث دقائق فقط من تسجيل هدف التعادل وعاد التقدم مرة أخرى للفارس الأبيض.
هل هذا يعني أن الزمالك بات لديه الحظوظ الأعلى في لقائه مع حامل اللقب في دوري الأبطال بعد أسبوعين؟
بالطبع فقط إذا وجد حيلة بسيطة لخداع دفاع الترجي أثناء الهجوم المنظم سنقوم بعرضها في عقل مباراة أخر.
صحيح أن كارتيرون اعتمد علي مرحلتين فقط في كرة القدم لكسب الترجي مرتين مع الرجاء والزمالك ولكنه أجادهما بسبب امتلاك عناصر تلائم هذا الأسلوب وتبقي الأزمة في الهجوم المنظم.
أخيرًا الترجي لا يمكنه كسب أي نادٍ عربي من الصف الأول، إذا أقيمت المباراة في ظروف طبيعية وعلى الزمالك أن يحسم الأمر في القاهرة.
فيديو قد يعجبك: