بعد 5 سنوات.. مارسيليا بوابة "كوكا" للاحتفاء بذكرى والده

كتب ـ مصطفى الجريتلي:

لم تكن العادة أن يتواصل معه شقيقه عبر اتصال هاتفي لذا كانت "رنّة" الهاتف بمثابة إنذاراً لأحمد حسن "كوكا"، لاعب سبورتنج براجا البرتغالي الذي يستعد لحضور المؤتمر الصحفي لمباراة فريقه أمام نظيره مارسيليا بالدوري الأوروبي في اليوم التالي 21 أكتوبر 2015.

"أنت فين، عاوزك تهدأ وتمسك نفسك.. بابا مات"، رغم صعوبة الموقف فضّل شقيق كوكا مهاتفته بدلًا من الاكتفاء برسالة عبر تطبيق واتساب وهي الكلمات التي كانت قاتلة للاعب المصري البعيد عن أسرته.

كوكا، الذي كان يضع جسده في الثلج، للتعافي قبل مباراة مارسيليا الفرنسي كان هائماً وسط معسكر فريقه لايعلم ماقد يفعله في مثل هذا الموقف:"الجميع كان يسألني ماذا حدث ولكنني لم أكن أرد وأخبرت المدرب بأنني لن أظهر معه في المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة".

باولو فونيسكا، مدرب كوكا حينها خيره بين النزول لمصر أو الاستمرار:"لا أعلم كيف عدت للمنزل ولا أعلم لماذا جاء في ذهني المشاركة ولكنني كنت أعلم أن أكثر شيء يُسعد والدي رؤيتي ألعب الكرة وأسجل الأهداف فقررت أن أُشارك وأسجل هدفاً له".

اللاعب صاحب 22 سنة ذهب لمدربه يُطالبه بالمشاركة أساسياً ليتفاجيء بأن المدرب كان ينوي الدفع به أساسياً:"أخبرته أنني سأجلس هذا اليوم في المنزل ثم أنضم لمعسكر الفريق لخوض المباراة وبالفعل شاركت وسجلت أجمل هدفاً في حياتي لا أعلم كيف تم ذلك".

وقد لا يجد أحمد حسن كوكا، صاحب الـ 27 عاماً، أي رابط بين مصادفة مباراة مارسيليا، اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2020 الذكرى الخامسة لوفاة والده، فقد غرد قبل اللقاء:" الذكري السنويه الخامسه علي وفاه والدي - اللهم اغفر لأغلي من غابوا عن هذه الدنيا وارحمهم واجعل ملتقانا بهم في الفردوس الاعلي يارب العالمين ، ستظل يا ابي حبا يحكيه دعائي دائما ( اللهم لا تحرم ابي من الجنه فهو لم يحرمني من شيء في الدنيا".

ولكن ربما كوكا الذي واجه اليوم مارسيليا في دوري الأبطال وهو بمقيص أولمبياكوس اليوناني، سيجد من ذكرى والده يوماً للذكرى أيضاً في مشواره الكروي فسجل هدف الفوز لفريقه اليوم بالفريق ذاته عقب 5 سنوات.