إلغاء الدوري.. بين حرب المؤجلات والحل الأخير (تقرير)
كتب- محمد يسري مرشد:
تواجه بطولة الدوري الممتاز خطرا حقيقياً أكثر من أى وقت مضي قد يعصف باستمرارها في ظل حرب المؤجلات الدائرة بين الأهلي والزمالك والتهديد المتبادل بالانسحاب.
وأصدر الأهلي بياناً رسمياً مساء أمس، الجمعة، أعلن خلاله رفض استكمال مسابقة بطولة الدوري عقب بطولة كأس الأمم الأفريقية.
ورد رئيس الزمالك وأبدى تمسكه بخوض مباريات الدوري الممتاز وفقًا للجدول المعلن من جانب لجنة المسابقات في اتحاد الكرة.
واتهم رئيس الزمالك مجلس إدارة الأهلي باشعال الأجواء بالبلاد، وعدم تقدير الموقف السياسي.
وتدخلت 4 أندية (سموحة والمقاولون العرب وحرس الحدود والإنتاج الحربي) على الخط وأيدت الأهلي وضرور انهاء مسابقة الدوري قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية.
فيما تراقب4 أندية أخرى (الاتحاد السكندري ، إنبي، بتروجيت ، نجوم المستقبل) الموقف خاصة وأن هذه الأندية وقعت على مذكرة بالغاء الهبوط هذا الموسم ضمن 8 أندية لعدم انتظام المسابقة .
وقال مصدر فى اتحاد الكرة لمصراوي فأن الطريق الثاني لتلافي هذه الأزمة يشمل اقتراحين يدور حولهما النقاش داخل اتحاد الكرة وهما :
1- الانتهاء من جميع المباريات قبل أمم أفريقيا على أن ينضم لاعبو الأهلي والزمالك في موعد متأخر لمعسكر المنتخب.
2- انهاء جميع المباريات والمؤجلات قبل أمم أفريقيا، على أن تُلعب الجولة الأخيرة في موعد واحد بعد انتهاء منافسات البطولة الأفريقية، من أجل مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية فيما يخص صراع الهبوط والقمة.
ووفقاً للمصدر الذى رفض الكشف عن اسمه فإن المكسيكي خافيير أجيري، المدير الفني لمنتخب مصر، لا يمانع تأخر انضمام بعض اللاعبين عن موعد المعسكر المحدد له يوم 6 من شهر يونيو، لكن دون المساس بهذا الموعد أو تأجيله.
وأوضح المصدر، أن أجيري يرحب بأن يبدأ المعسكر بأي عدد من اللاعبين خاصة وأن هناك بعض اللاعبين المحترفين سوف ينضموا للمعسكر يوم 8 يونيو، وبالتالي، يمكن أن يسمح بتأخر انضمام لاعبي الأهلي والزمالك إذا لزم الأمر.
وتطرق المصدر، في حديثه، إلى أن الجهاز الفني للمنتخب، ليس لديه أزمة فيما يخص اللاعبين الدوليين من الأهلي والزمالك، في ظل الإعتماد على لاعب واحد فقط من الـ8 المنضمين من قطبي الكرة المصرية وهو طارق حامد.
الغاء بطولة الدوري سبق وأن تم الحديث عنه بصورة واضحة من مسئوليم ولاعبين قبل اندلاع هذه الأزمة.
محمود فتح الله، مدافع نادي النجوم، كان قد أثار الجدل بتصريح حول إلغاء النسخة الحالة من بطولة الدوري الممتاز بسبب ما تشهده المسابقة هذا العام من أزمات بسبب ترتيب وجدول مباريات البطولة المحلية.
وقال فتح الله، في تصريحات لـ"أون سبورت" فبراير الماذى : "من وجهة نظري الدوري لن يستكمل بنسبة 90%"".
وأضاف: "بالنسبة لي أريد أن يُستكمل الدوري لأن إلغاءه سيلحق الضرر باللاعبين، وأتمنى أن يستمر النجوم في الدوري الممتاز ويُتوج الزمالك باللقب، لكني لا أتوقع استكمال المسابقة".
من جانبه، رد أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة على فتح الله قائلا: "ليس دور اللاعب أن يصرح بأن الدوري سيُستكمل أم لا".
وأوضح: "هناك ضوابط، استكمال الدوري من عدمه أمر لا يخص اللاعب أو المدرب، من حق إدارة النادي فقط أن تتساءل حول الأمر، لكن لا يجب أن يخرج اللاعبون عن الإطار".
وترجع أزمة تضارب جدول بطولة الدوري الممتاز إلى أجندة بطولات أفريقيا للأندية والمنتخبات، بالإضافة إلى اشتراك 4 أندية مصرية بالبطولة العربية، وهو ما أدى إلى مؤجلات بالجملة.
وقال عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، فى تصريح سابق لمصراوي: "الاتحاد الأفريقي قام بتعديلات جديدة من حيث المواعيد في البطولات الأفريقية، سواء في بطولة دوري الأبطال أو الكونفدرالية".
وأضاف: "التعديلات جاءت مفاجأة في البطولتين، من خلال إقامة 16 مباراة خلال ستة أشهر، بدلاً من 10 أشهر".
وأكمل: "كاف صعّب الأمور علينا، لأنه قام بتعديلات، خلال الفترة الانتقالة في نفس الموسم الذي ستقام فيه بطولة كأس الأمم الإفريقية بجانب مباريات للمنتخب في تصفيات أفريقيا والبطولة العربية التي يشارك فيها أربعة أندية مصرية".
وكشف رئيس لجنة المسابقات: "طالبت عامر حسين بانسحاب الأهلي والإسماعيلي والزمالك والمصري من بطولات أفريقيا من أجل إقامة بطولة الدوري العام، وأخبرتهم أم فى حالة الرفض سيعني عدم خوضهم أي مباراة، خلال شهر مارس ومايو، بسبب استعدادات المنتخب، على أن نستأنف المسابقة في يوليو وأغسطس، بعد الانتهاء من البطولة الأفريقية".
محمد فرج عامر، رئيس نادي سموحة، كان أول من توقع إلغاء بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم، بسبب الارتباطات القارية للأندية والمنتخبات.
وقال عامر فى نوفمبر الماضى: "توقعت من البداية فكرة إلغاء بطولة الدوري هذا الموسم بسبب كثرة المؤجلات".
استمرار أزمة المؤجلات بالتزامن مع حصول مصر على حق تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا، فى يناير الماضى، بعد سحبها من الكاميرون أعاد نغمة الإلغاء بقوة.
ورد نادي الزمالك متصدر الدوري على هذه الأنباء: "لا نمانع إلغاء الدوري، مصر أهم من الدوري ومن الزمالك".
اتحاد الكرة قطع هذه التقارير، وأكد على استكمال بطولة الدوري بعد الحصول على تنظيم البطولة، مؤكداً أن قد يضطر لاستمرار المسابقة لشهر أغسطس المقبل.
وقال هاني أبوريدة، فى تصريحات لقناة "أون سبورت" فى الشهر الماضي: تنظيم بطولة أفريقيا لن يؤثر على استكمال الدوري.
وتابع: "لا بد من استكمال بطولة الدوري، وكنا نعلم أنه سيستمر بعد بطولة أفريقيا بغض النظر عن استضافتنا للبطولة".
وأنهى: "لا نية فى إلغاء الدوري".
وأكمل عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، فى وجود رئيس الاتحاد "تقدمت باستقالتي ورفضها أبوريدة".
وأضاف: "اتفقنا مع مسؤولي الأندية على استكمال بطولة الدوري، وكانوا على علم بالصعوبات التى تواجه المسابقة هذا الموسم".
من جهته أكد أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن الدوري العام لكرة القدم مستمر، ولن يتم إلغاؤه بسبب تنظيم بطولة الأمم الأفريقية، لأن هناك رعاة للأندية.
وترعى شركات اتصالات وإلكترونيات بطولة الدوري الممتاز، بالإضافة لشركة برزنتيشن التى استحوذت على رعاية معظم الأندية وهو ما يعني مواجهة الأندية لشروط جزائية فى حالة إلغاء الدوري.
وأضاف خلال ندوة "جهود وزارة الشباب والرياضة في دعم المبادرات الشبابية"، التي عقدت الأحد الماضى، بمعرض الكتاب: "أنا كوزير ليس لي تدخل في عمل اتحاد الكرة، لكن حال وجود أي أحاديث عن الإلغاء سأضطر للتدخل فورا، متابعا: "أنا ضد فكرة إلغاء الدوري".
وأنهى أشرف صبحي: "إلغاء الدوري في الوقت الحالي بعيد تماما عن الاحتراف، في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى مصر بسبب تنظيم بطولة الأمم الأفريقية، ثالث أقوى بطولة قارية على مستوى العالم".
وأكد محمد فضل الله، خبير اللوائح، مستشار هيئة الرياضة بالإمارات، أن اتحاد الكرة لن يستطيع إلغاء الدوري، نظرًا لأن ذلك مخالف للائحة النظام الأساسي بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
وأوضح فضل الله، في تصريحات سابقة لـ"مصراوي"، أن لائحة فيفا تنص على زيادة انتشار كرة القدم والترويج لها، وإلغاء الدورى يتعارض مع هذا المبدأ.
وأكمل: "إلغاء الدوري لا يندرج تحت بند معايير القوة القهرية التي تحول دون ممارسة كرة القدم في البلاد".
ولكن خبيرًا آخر قال لمصراوي إن الأجندة المضغوطة وسحب بطولة أمم أفريقيا من الكاميرون وإسنادها لمصر قبل خمسة أشهر من انطلاقها بالإضافة إلى ضغط البطولات الأفريقية بشكل استثنائى- تدخل تحت بند "القوة القهرية" ولا تتعارض مع مبدأ زيادة انتشار كرة القدم والترويج لها.
واستشهد الخبير الذى اشترط عدم الكشف عن اسمه "دوري المجموعتين تم إلغاؤه من قبل ولم تتعرض مصر لعقوبات، الاعتماد على مبدأ زيادة انتشار كرة القدم سند قانوني لعدم إلغاء الدوري، والترويج لتعرض مصر لعقوبات وجهة نظر غير صحيحة وقياس خاطئ.
فيديو قد يعجبك: