حواديت المونديال 8.. حينما أجلس الجوهري اللاعبين في "ثكنة عسكرية"
كتب- مصطفى الجريتلي:
"الوصول لكأس العام كان بالنسبة لنا بمثابة الحلم، فلم يتحقق ذلك الأمر منذ 56 عاماً حينها، وكان الجميع ينتظر تحقيقه حتى إن كابتن الجوهري- رحمه الله- بدأ الاستعداد مبكراً في عام 1988 وألغى الدوري عام 1990 حينما صعدنا للمونديال".. هكذا بدأ أشرف قاسم، حديثه لمصراوي في الحلقة الثامنة من سلسلة حواديت المونديال.
أيام قليلة تفصلنا عن مشاركة المنتخب الوطني في مونديال روسيا بعد غياب 28 عاماً، لذا ننشر 10 حلقات على مدار الـ10 أيام المقبلة على موقع يلا كورة تشمل "حواديت" لمصر في كأس العالم 90 على لسان أبطالها في سلسلة حلقات تحمل اسم "حواديت المونديال".
ويتذكر أشرف قاسم، نجم الزمالك والمنتخب المصري هذه الفترة بقوله:"كان الجوهري دائماً ينظم لنا معسكرات متتالية وأخبرنا أننا سنلعب بطريقة مشابهه لبطل أوروبا 1988 هولندا وهي طريقة 3- 5 - 2 وظلننا ندرسهم ونطبق ما يفعلونه حينها وكانت المفاجأة بالنسبة لنا أننا وقعنا معهم في ذات المجموعة بكأس العالم".
ولم يكن التأهل لكأس العالم 1990 سهلاً: "كان علينا الفوز على الجزائر وبالفعل فعلنا ذلك، وكان أحساسا لا يصدق، فأنت تحلم رفقة 70 مليونا بالتأهل لكأس العالم وفجأة تجد أن الأمر أصبح حقيقة، ولكن حينما تتذكر المشوار تجد أنك بذلت الكثير من أجل تحقيقه".
ولكن واجه نجم حلقتنا اليوم أشرف قاسم في البداية مشكلة: "كنت مُصاباً وأتدرب أنا وعلاء ميهوب، لاعب الأهلي مرتين أو ثلاثة مع إخصائي التأهيل دكتور علاء شاكر حتى نتواجد بصورة جيدة في كأس العالم والحمدلله استطعنا التواجد".
لتُسافر بعثة المنتخب الوطني حينها إلى جزيرة باليرمو الإيطالية تمهيداً لخوض منافسات بطولة كأس العالم:"كان غريب علينا تواجد حارس شخصي مع كل لاعب ولكنهم كانوا يخبرونا أن الوضع مختلف وكانت الجزيرة تُعرف بأنها معقل المافيا بإيطاليا وحينما وصلنا واستقلينا الحافلة كان في مخيلتنا أننا في أوروبا وسنجلس في فندق على الأقل 5 نجوم ففوجئنا بأن الجوهري أختار لنا مكاناً أشبه بالثكنة العسكرية كما كان يفعل معنا في مصر فالأبواب كانت تُغلق في السابعة مساءً ولا تستيطيع الخروج بعد ذلك وكنا نشعر بأجواء كأس العالم حينما نرى الجماهير في ملعب التدريب أو في طريقنا للاستاد فكنا نمازح الجوهري دائماً بسؤالنا عن كيفية معرفته لهذا المكان".
وخاضت مصر مباراتها الأولى بكأس العالم أمام هولندا في الثاني عشر من شهر يونيو 1990 حيث انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما وهي النتيجة التي تكررت أمام المنتخب الأيرلندي قبل أن يسقط المنتخب الوطني أمام انجلترا بهدف نظيف.
ولم يُشارك قاسم، الذي ينشط في مركز المدافع، بالمباراة الأولى:"كنت أنظر للجوهري طيلة اللقاء لكي أرى تلك النظرة التي يقول لي أجهز فكنت أريد أن أشارك أمام ريكارد وفان باستين وغيرهم ولكن لم ألعب ثم جلس معنا الجوهري عقب مباراة هولندا وكنا سعداء فسألته هل سيعتمد علي فقال لي إنك مهم بالنسبة لي وأوصلتني أنت وزملاؤك لكأس العالم وبالطبع سيعتمد عليه".
ويتذكر اللاعب هنا موقفا علمه درساً طيلة حياته:" تفاجأت بلاعبي هولندا يدخلون علينا غرف الملابس، ويشيدون بأدائنا ويطلبون منا تبديل القمصان معهم.. تعلمت درساً لن أنساه فالطواحين كانوا أفضل منتخب بالعالم وبه أفضل لاعبين، ولكن رغم ذلك لم يشعروا بالحرج مما قاموا به".
ويبدو أن الوقت كان قد حان بالنسبة لأشرف قاسم: "جلس معي قبل مباراة إنجلترا، وأخبرني أنه يريدني أن أكون جاهزاً، وأنه سيكون لي دور عندما نتأهل فكنا نحتاج فقط الفوز أو التعادل للتأهل.. فسألته إذا تأهلنا سنواجه من فقال لي البرازيل فأجبته ضاحكاً تتركني ثم تدفع بي أمام إنجلترا، ثم تريدني أمام البرازيل".
وبالفعل شارك اللاعب أمام إنجلترا: "كانت مباراة صعبة، وكان لديهم مهاجم عظيم (جاري لينكر) وكانوا ضاغطين علينا ولكن الهدف للأسف جاء من خطأ منا ونتمنى ألا يحدث مع الجيل الحالي ونصعد للدور التالي من كأس العالم".
وأتم أحد نجوم منتخب مصر في كأس عالم 90 حديثه بالتشديد على أهمية تركيز الجيل الحالي في المباريات وعدم الالتفات لأي شيء آخر حتى يظهروا بصورة جيدة تليق بالمنتخب واسم مصر، ومن ثمّ اسمهم.
فيديو قد يعجبك: