تحليل.. فيلم "القرن" ينتهي بفوز الجميع
كتب - محمد يسري مرشد:
نهاية درامية لفيلم "القرن" تفاوتت فيها نسب الفوز بين أبطالها ويتصدرهم عبد الله السعيد أفضل لاعب فى مصر والفائز الأكبر من المعركة بين الأهلي والزمالك التى أطلق عليها "صفقة القرن".
عبد الله السعيد
بطل الفيلم، حدد موقفه وهدفه من البداية، يريد الحصول على أعلى رقم فى مرحلته الأخيرة فى الملاعب التى يستطيع فيها فرض شروطه. مدربه يري أنه بدون بديل وصنع منه أهم لاعب فى مصر، وجهته كانت لصاحب الرقم الأكبر وتلاعب بالجميع حتى حقق ما أراد فى النهاية ليخرج بأكثر المكاسب.
رفض عبد الله السعيد التجديد للأهلي على بياض فى جلسة سابقة مع محمود الخطيب رئيس النادي الأحمر، صمت أمام ارتباط اسمه بالزمالك وبعروض تركية وخليجية، رأى ما دُفع فى صفقة صلاح محسن فعقد العزم على استثمار الموقف والحصول علي رقم أعلي من إجمالي ما دفع فى مهاجم إنبي الشاب.
وقع اللاعب رقم 19 للزمالك ولكنه يبدو حصّن نفسه بخط رجعة وبدعم من وكلاء، ولم يمدد عقده مع الأهلي إلا فى وجود تركي آل الشيخ الرئيس الشرفي للأهلي بالطبع بعدما حصل على ما يريد "أعلي سعر".
الأهلي عرضه للبيع أو الإعارة، لا يهم هذا إذا كان بالاتفاق مع اللاعب أو رد فعل من النادي فهو بدون شك حصل على ما يريد ولو رفض العروض المقدمة سيبقى يحصل على قيمة عقده، خرج بأكبر المكاسب فهو كان لا يكترث بالبقاء فى الأحمر من عدمه أو بمستقبله الإداري والفني. خرج عبد الله فائزاً فى كل الأحوال وحقق ما أراد.
مجلس الأهلي
وضع مجلس الأهلي فى موقف لا يحسد عليه، أهم لاعب على وشك الانتقال للزمالك، الجمهور يرفض لي ذراع النادي ويضغط من أجل مبادئه وقيمه، التجديد لعبد الله بالمبلغ الذى يطلبه سيصنع أزمة فى الفريق.
جلسة الحسم مع عبد الله جاءت فى وجود تركي آل الشيخ الرئيس الشرفي للأهلي وتحمل 4 سيناريوهات: الأول، الاتفاق مع اللاعب على تجديد عقده ومنحه الحرية الكاملة للبيع أو الإعارة أو البقاء. الثاني، منح اللاعب ما طلبه من أموال وإنهاء الصفقة رسميا ببقائه من الأهلي، الثالث، اعتراف اللاعب بالتوقيع للزمالك والاتفاق معه على التجديد والإعارة للخروج من مأزق توقيعه للأبيض للحفاظ على اللاعب وحفظ ماء الوجه للاعب والنادي فهو لو تم عقابه سيقضى فترة العقوبة وهو معار، الرابع، اللاعب جدد وأخفي توقيعه للزمالك.
هدف الأهلي كان فى المقام الأول حرمان المنافس من أهم لاعب، الحفاظ على النظام داخل الفريق وتجنب الفتنة، وحفظ ماء الوجه وتلافي الانتقادات الموجهة بالخروج عن مبادئ وقيم النادي.
قرار الأهلي بعد ساعات من توقيع عبد الله بعرضه للبيع أو الإعارة يفتح المجال أمام أربعة احتمالات:
1- اللاعب رأي استحالة وجوده مع الأهلي فى ظل الغضب الجماهيري وطلب بالموافقة على إعارته أو بيعه بعد استحالة انتقاله للزمالك.
2- مجلس الأهلي رد الكرة للاعب وسط الغضب الجماهيري وعرضه للبيع أو الإعارة.
3- اللاعب أخفي توقيعه للزمالك واتخذ الأهلي قراراً تربوياً بعرضه للبيع.
4- الأهلي تأكد من توقيع اللاعب للزمالك، ورأى أن الأفضل خروج اللاعب للإعارة خاصة أنه معرض للإيقاف للتوقيع لناديين.
الاحتمالات الأربعة قائمة بشدة وفقاً للأربعة سيناريوهات، ويمكن لكل جانب الأخذ باحتمال واحد ولكن فى الحقيقة لا يمكن الجزم ويبقى السؤال الذى يطرح نفسه: ماذا كان يمنع الأهلي من التجديد لعبد الله بالرقم الذى يطلبه ثم عرضه للبيع؟ ولماذا حدث هذا السيناريو فى وجود تركي آل الشيخ فهو معروف بدعمه للأهلي وكان يمكن تنفيذ هذا السيناريو دون وجوده؟.
مرتضى منصور
خسر مرتضى منصور صفقة القرن، ولكنه أيضاً تسبب فى خسارة منافسه لأفضل لاعب، حقق مكسباً يبدو أنه خطط له فعبد الله لاعب فى المنافس ولا يملكه وما يضيره من إفساد وجوده.
موقف مرتضى يبدو غامضاً فمثل هذه الصفقات لا تستلزم كل هذا الشو، أعلن عن الصفقة قبلها بأسبوعين وهو تصرف لا يعقل من رجل قانوني يعرف أن الإفصاح عن صفقة كهذه ستدفع منافسه للقتال من أجل منعها، ربما قصد مرتضى هذا لزرع فتنة فى الأهلي مع المبلغ الذى سيجدد به عبد الله وربما سعى فعلاً للتعاقد معه أو أنه قرر إشغال الرأي العالم بعيداً عن قضية الحجز على أموال النادي ليلصق بالجهة الإدارية فشل التعاقد مع نجم الأحمر.
توقيع عبد الله، أفضل لاعب فى الأهلي للزمالك- حتى وإن حصن اللاعب نفسه بالتوقيع على نسخة أو نسختين أو ثلاثة - يعد مكسباً معنوياً للزمالك، فنجم المنافس وفى حالة الأبيض كان على وشك الانتقال له ليؤكد أن ناديه مازال قادراً على جذب النجوم.
رئيس الزمالك نجح فى إشغال الرأي العام عن قضية أساسية، وحمل الجهة الإدارية مسؤولية الفشل، أفسد علاقة نجم الأهلي بناديه الذى وضعه على قائمة الإعارة والبيع، وقد يتقدم بشكواه أو الاستعراض بما يمكله من توقيع لعبد الله السعيد، مكسب غير مكتمل ولكنه حقق أهدافاً ربما سعي إليها.
فيديو قد يعجبك: