تقرير.. آخرهم الكونغو.. شائعات "باعت وهم المونديال" للجماهير

كتب- علي البهجي:

معظم النيران من مستصغر الشرر، هكذا حال الشائعات، فمع أول كلمة تخرج من مصدرها تضحى خلال ساعات كالنار التي تلتهم الأخضر واليابس، لكن سرعان ما تنطفئ مع أول قطرة مياة تصل إليها، لتخمد مخلفة دخان كثيف، في دلالة دامغة على أن الشائعات أقصر من مروجها.

انتشرت خلال الأيام الأخيرة شائعة مدوية تفيد بانسحاب منتخب الكونغو من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018، وخرج اتحاد الكرة ينفي أنباء انسحاب الكونغو، مؤكدًا أنها لم تكن سوى مجرد شائعات ولا أساس لها من الصحة.

لم تكن شائعات انسحاب منتخب الكونغو من التصفيات المؤهلة للمونديال هي الأولى من نوعية تصدير الوهم للجماهير المصريين، لكن سبقها عدة وقائع نرصدها في هذا التقرير.

- تنظم كأس العالم 2010

في عام 2004 استيقظ الشعب المصري بمختلف أطيافه على خبر اسناد تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب إفريقيا، وحصول مصر وقتها على (صفر) في الترشيحات، بعدما انحصرت المنافسة بين المغرب وجنوب إفريقيا، مرت السنوات والواقعة بكل تفاصيلها في أدراج مكاتب المسؤولين وكأن شيئا لم يكن، بعدما صدروا الوهم للجماهير حول قدرة مصر على تنظيم المونديال، دون النظر لاستعدادات المنافسين، ولا وضع حساب للعلاقات مع البلدان صاحبة الحق في التصويت.

الأخبار الواردة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وقتها كانت تشير إلي أن مصر لن تحصل علي صوت واحد وأن المنافسة الحقيقية بين جنوب أفريقيا والمغرب، إلا أن مسئولي اتحاد الكرة خدعوا الشعب المصري عندما أكدوا أن الملف المصري قوي، في ظل مطالبات البعض بسحب الملف خوفاً من الفضيحة لكنهم كل هؤلاء وضعوا في خانة التخوين وكانت النتيجة فضيحة صفر المونديال.

- مصر تشارك بدلا من جنوب أفريقيا في مونديال 2010

مونديال 2010 والذي خسرت مصر تنظيمه بعد الإعلان عن البلد المنظم في عام 2004، مر عامين وانتشرت شائعات مع حلول عام 2006 حول تفكير الاتحاد الدولي في نقل البطولة من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وترشيح منتخب مصر لتمثيل أفريقيا في المونديال.

خرج جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم وقتها، لينفي ما تردد من أنباء حول احتمال عدول الاتحاد عن نيته تنظيم بطولة كأس العالم المقبلة لكرة القدم عام 2010 فى جنوب أفريقيا اذا ما رأى عدم استعداد البلاد لاستضافة البطولة .

وأكد أن التقارير الاعلامية التى تذهب الى احتمال منح الفيفا بلدا اخر حق تنظيم بطولة كأس العالم 2010 ليس لها أى أساس من الصحة.

- أزمة مصر والجزائر في 2009

يبدو أن مونديال 2010 بجنوب أفريقيا شهدت العديد من الفصول لتصدير الوهم للجماهير المصرية، فمع اقتراب منتخب مصر من التأهل لنسخة كأس العالم في عام 2010 ، ووجود منافسة شرسة مع المنتخب الجزائري لخطف بطاقة التأهل، صدّر البعض أنباء تفيد بأن الفراعنة يكفيهم الفوز على الجزائر في مباراة الإياب بالقاهرة بهدفين دون رد، بعد تسجيل هدف في لقاء الذهاب على ملعب البليدة، في لقاء انتهى بهزيمة مصر بثلاثة أهداف مقابل هدف.

الوهم تبخر مع التأكد من أن قاعدة احتساب الهدف بهدفين لم يكن معمول بها في تلك التصفيات، كما أشارت بعض التقارير الإعلامية وقتها، ليدخل بعدها المنتخب المصري في مواجهة فاصلة بين نظيره الجزائري انتهت بالخسارة بهدف دون رد، تأهل بعدها محاربو الصحراء لمونديال جنوب أفريقيا.

- الكونغو تنسحب من تصفيات كأس العالم

قبل ساعات تناولت بعض التقارير نية الاتحاد الكونغولي عدم استكمال باقي مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بعد أن تذيل المجموعة الخامسة برصيد نقطة واحدة.

ويواجه الاتحاد الكونغولي عقوبات بالجملة حسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا - فى حالة الانسحاب من تصفيات كأس العالم 2018 .

وتعاقب لوائح الفيفا حسب الفقرة الثالثة من المادة السادسة، المنتخب الذى ينسحب اثناء منافسات التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، بغرامة قدرها 500 ألف فرانك سويسري.

الفقرة الرابعة من نفس المادة تمنح الحق للجنة التأديبية للفيفا بفرض عقوبات إضافية بالإضافة إلى حرمان الاتحاد "المنسحب" من خوض تصفيات كأس العالم اللاحقة. وتمنح الفقرة السادسة المتضرر من انسحاب أحد الاتحادات اعضاء الإتحاد الدولي المطالبة بتعويض مالي .

شكل المجموعة فى حالة انسحاب الكونغو تحدثت عنه الفقرة الثالثة من المادة 30 وأكدت أن اللجنة التنفيذية للفيفا هي المعنية بإعادة ترتيب المجموعة فى حالة انسحاب أحد الفرق من التصفيات النهائية وفقا لأحكام المساواة.

ويتصدر منتخب مصر المجموعة الخامسة برصيد 9 نقاط ويلاحقة المنتخب الأوغندي برصيد 7 نقاط ثم منتخب غانا برصيد نقطتين ويتذيل منتخب الكونغو المجموعة بنقطة وحيدة من تعادل مع غانا.

ومن المقرر أن يواجه منتخب مصر نظيره الكونغولي 8 أكتوبر المقبل فى الجولة الخامسة فيما يستضيف المنتخب الأوغندي نظيره الغاني فى 7 أكتوبر.

ويعتقد البعض أن انسحاب منتخب الكونغو سيلغي نتائجه السابقة وهو ما يعني أن مصر ستتصدر المجموعة برصيد 6 نقاط وتبقى لها مباراة أمام غانا وسيكون المنتخب الأوغندي يملك 4 نقاط وتبقى له مباراة مع غانا ايضاً فيما يتذيل النجوم السوداء المجموعة برصيد نقطة وتبقى له مباراتان الفوز بهما يصعد به إلى كأس العالم.

ورد نصر عزام خبير اللوائح على هذه المخاوف مؤكداً أن القوانين واللوائح المنظمة تنص على أن أي فريق قرر الانسحاب بعد انتهاء الدور الأول تظل نتائجه كما هي ولا يتم حذفها، وبالتالي لن يتأثر موقف الفراعنة. وتنص لائحة الإتحاد الإفريقي - الكاف - المؤهلة لتصفيات كأس افريقيا 2019 في حال انسحاب فريق من دوري المجموعات على التالي:

1- في حال انسحاب فريق من النصف الأول لمبارياته في دور المجموعات، تلغى جميع نتائجه السابقة.

2- في حال انسحاب فريق بعد انتهاء النصف الأول من مبارياته من دور المجموعات، فإن انسحابه من أي مباراة يؤدي إلى احتسابها لصالح الفريق الآخر بنتيجة 3-0.

وتبقي الإشارة أن الاتحاد الكونغولي لم تصدر عنه حتي الآن أى تأكيدات تؤيد انسحابه أو تفكيره فى الانسحاب.