حوار- عامر ''مكتشف صلاح'' يتحدث عن بداية اللاعب والعرض الذي أغراه قبل الانتقال لبازل
حوار- علي البهجي:
تصوير- محمود أبو ديبة:
كثير من المدربين ينهون مسيرتهم مع عالم الكرة دون ترك بصمة لدى مشجعي الكرة، باكتشاف مواهب كبرى وتقديمها لعشاق المستديرة.
محمد عامر، رئيس قطاع الناشئين السابق في النادي الأهلي، لك أن تلقبه بصائد المواهب أو مكتشف النجوم، المدرب الذي تربى بين جدارن القلعة الحمراء خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي.
ساهم عامر في بزوغ نجم العديد من المواهب خلال فترة التسعينيات، وبعد تركه العمل في قطاع الناشئين في النادي الأهلي والتفرغ للتدريب، حاول صنع إنجازات كمدرب مع مختلف الأندية التي دربها في دوري الدرجة الثانية والممتاز، ليتولى مهمة المدير الفني للعديد من الأندية مثل بلدية المحلة، الذي كان بداية انطلاق أحمد عبد الظاهر، مهاجم الأهلي الحالي.
ودرب أندية بترول أسيوط، وأسمنت السويس، والمقاولون، وساهم خلال فترة توليه مهمة تدريب الذئاب تصعيد العديد من اللاعبين الشباب للفريق الأول، ليصبحوا فيما بعد نجوما في الدوري المصري، أو في الدوريات الأوربية، وعلى رأسهم محمد صلاح، لاعب فيورنتينا الإيطالي.
مصراوي التقى بمحمد عامر في محاولة لكشف سر ''اكتشاف النجوم''
محمد عامر اسم لمع في الأهلي.. فكيف كانت البداية؟
نشأت في محافظة كفر الشيخ، ومارست هناك كرة القدم في نادي داخل المحافظة، حتى رحلت إلى القاهرة متجهًا لناشئي النادي الأهلي، لأبدأ هناك مشواري الحقيقي، والحمد لله شارك في العديد من المباريات مع فرق الناشئين، حتى تم تصعيدي للفريق الأول، وخضت وقتها مباريات عدة وزاملت العديد من النجوم في تلك الفترة، وكذلك انضممت للمنتخب الوطني، في فترة كانت أغلب الأندية في مصر تتميز بوجود عدد كبير من النجوم.
حدثنا عن تجربتك مع التدريب؟
بدأت مدربا في قطاع الناشئين بالأهلي حيث اكتسبت خبرات كبيرة وساهمت في ظهور عدد من اللاعبين الشباب لأبدأ بعدها كمدير فني لأول مرة مع فريق الشرقية للدخان خلال موسم 1995، بعدها تلقيت عدة عروض من عدد من الأندية في القسم الأول والثاني بالدوري، كان أبرزها بلدية المحلة، واستطعت خلالها تقديم أحمد عبد الظاهر للجمهور، مهاجم الأهلي الحالي.
كما توليت تدريب بترول أسيوط، وأسمنت السويس، ثم المقاولون العرب والذي اعتبره التجربة الأهم خلال مسيرتي.
ولماذا تعتبر فترة عملك في المقاولون هي الأهم؟
المقاولون من أهم الفرق في الدوري، ولدية قطاع ناشئين جيد، ويمتلك إدارة حكيمة تسهل مهمة أي مدرب للعمل هناك، الأمر الذي جعلني أعمل بدون ضغوط، وحاولت خلال فترة عملي كمدرب عدم الاعتماد فقط على اللاعبين الكبار، ولكن تصعيد الناشئين وإعطائهم بعض المباريات، إيمانا مني بقدراتهم، وهذا ما فعلته مع العديد من اللاعبين.
ما أهم الأسماء التي اكتشفها محمد عامر؟
خلال تواجدي في المقاولون العرب، دربت العديد من المواهب أبرزهم محمد النني ومحمد صلاح وعلي فتحي وباسم علي، وفي الأهلي حاليا استطعت اكتشاف العديد من المواهب وتقديمها للفريق الأول مثل كريم بامبو ورمضان صبحي ومحمد هاني، الذين يشاركون حاليًا بشكل أساسي مع الفريق الأول.
محمد صلاح.. كيف ساعدته ليبدأ التألق مع المقاولون؟
محمد صلاح كان يتم تصعيده للفريق الأول قبل قدومي لنادي المقاولون، لكنه لم يشارك نظرًا لصغر سنه في ذلك الوقت، لكنني بعد رؤيته في تدريبات الفريق، وتأكدي أنه يختلف كثيرًا عن زملائه الأكبر منه سنًا، قررت الدفع به أساسيا، الأمر الذي جعل الجميع يلتفت لموهبته، وبدأت العديد من الأندية داخل مصر تعمل على ضمه لكنني كنت دائما أنصحه بعدم الاستمرار في مصر، وعليه الذهاب للاحتراف في أوروبا.
كيف كانت علاقتك بصلاح خلال تلك الفترة؟
محمد كانت يعتبرني بمثابة والده، نظرًا لاهتمامي به، بعيدًا عن كوني مدربه، فكان حريصا على الأخذ برأيي وكنت أنصحه وأحاول نقل خبراتي له، وكنت على يقين أن صلاح سيصبح نجما كبيرا.
هل هناك موقف ما تذكره مع محمد صلاح؟
المواقف عديدة، لكن أبرزها، في يوم جاء إلي صلاح وأبلغني أن هناك لاعبا شهيرا - رفض ذكر اسمه - حاول إقناعه بترك النادي والهرب لأوروبا، ليبدأ مشوار النجومية الحقيقي، وأتذكر وقتها أن صلاح كان لا يزال صغيرًا ولا يستطيع أخد قرار نهائي في هذا الأمر، لذلك نصحته بالاستمرار حتى لا يتأذى من عواقب هذا القرار، ويحصل على عقد احترافي موثق يصون حقوقه، وحقوق المقاولون، وبالفعل أخد محمد صلاح بمشورتي واستمر في النادي، ومن جانبي لم أقف مكتوف الأيدي وذهبت لمجلس إدارة نادي المقاولون وطلبت منه توثيق عقد احترافي مناسب لصلاح، لأحفظ حقه ويخرج من بوابة النادي مرفوع الرأس.
كيف رأيت تجربة محمد صلاح مع بازل السويسري؟
شاهدت صلاح بعين المدرب خلال تجربته الأولى مع بازل، فاللاعب بذل أقصى ما في وسعه لإظهار أحقيته بالاحتراف، وقد كان، فصلاح استطاع في فترة قصيرة جذب الأنظار إليه بشده، نظرًا لما كان يقدمه مع بازل في الدوري السويسري والأوروبي، وهذا ما جعل أغلب الأندية ترغب في التعاقد معه.
هل أخطأ صلاح في الموافقة على الانتقال لصفوف تشيلسي؟
لا أرى ذلك، فأي لاعب في موقف صلاح كان سيختار اللعب لتشيلسي، فحلم اللعب في الدوري الإنجليزي يظل على أولويات أغلب نجوم الكرة الشباب، لكنه صلاح واجهته صعوبات منذ وصوله لتشيلسي، وحاول التغلب عليها والتأقلم مع الظروف المحيطة، لكن في النهاية اللاعب لابد أن يشارك حتى يحافظ على لياقته ومستواه، ولذلك وافق صلاح على الإعارة لفيورنتينا الإيطالي.
من وجهة نظرك.. لماذا لم يعتمد جوزيه مورينيو على صلاح بشكل أساسي؟
الجميع يعلم أن مورينيو يمتلك عقلية مختلفة عن باقي المدربين في أوروبا، فهو يحتاج من أي لاعب الالتزام بالجانب الدفاعي بجانب واجباته الهجومية، وأعتقد أن محمد صلاح واجهته صعوبات في بداية مسيرته مع تشيلسي لأنه لا يجيد الدفاع، كما اعتاد خلال فترة تواجده في بازل على الهجوم فقط، إضافة إلى أن المركز الذي يلعب فيه صلاح يوجد به العديد من اللاعبين المميزين، وأصحاب خبرة في الدوريات الأوروبية أكثر من صلاح، فكان من الصعب جلوسهم على دكة البدلاء والبدء بصلاح أساسيًا.
هل ترى أن فرصة محمد صلاح ما زالت قائمة في اللعب مرة أخرى لتشيلسي؟
أعتقد أن بعد الأداء الذي يقدمه صلاح حاليًا مع فيورنتينا، سيجعل مورينيو يفكر بشكل آخر في مسألة عودة صلاح وإشراكه أساسيا، لأنه اكتسب العديد من الخبرات مع فيورنتينا، فالدوري الإيطالي من الدوريات القوية، وما ظهر عليه صلاح يدل على ارتفاع مستواه، والأهم من ذلك عودة الثقة لصلاح التي فقدها عقب الرحيل عن تشيلسي.
كيف تستقبل مباريات محمد صلاح مع فيورنتينا؟
أجلس أنا وأولادي ننتظر مباريات فيورنتينا، لكي أرى محمد صلاح وهو يتألق، وافتخر بكل مباراة يلعبها محمد صلاح، وأشعر أن أي إنجاز يحققه صلاح إنجاز شخصي، وأتمنى التوفيق له والوصول واللعب لأعظم الأندية العالمية.
هل سيؤثر الإعلام بالسلب أم بالإيجاب على محمد صلاح؟
لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور الإعلام في دعم صلاح منذ رحيله عن المقاولون إلى أوروبا، ولكن يجب عليهم عدم المبالغة فيما يقدمه صلاح، فاللاعب مازال صغيرًا وبالتأكيد يتأثر بما يدور حوله، وعلى صلاح التركيز فقط في مستقبله في أوروبا ولا ينصت كثيرًا لوسائل الإعلام.
هل كان صلاح بحاجة لأبو تريكة في الملعب مع المنتخب؟
بالتأكيد وجود أبو تريكة في الملعب كان سيضيف لصلاح كثيرًا، ولا يستطيع أحد أن ينكر ما قدم جيل قاده أبو تريكة وبركات والحضري وغيرهم، لكن هكذا حال الدنيا وحان الوقت لتجديد الدماء، وهناك بعض اللاعبين الجيدين في الوقت الحالي القادرين على صنع إنجازات جديدة للمنتخب الوطني، وعلى رأسهم محمد صلاح، لكن يجب عدم تحميل صلاح فوق طاقته فاللاعب لا يزال صغيرًا، وهو يعتبر لاعب ضمن الفريق.
أي الأندية تحب أن ترى صلاح يلعب لها؟
أتمنى رؤية محمد صلاح في أقرب وقت ممكن في الدوري الإسباني، بقميص برشلونة أو ريال مدريد، لكني أحب طريقة وأسلوب لعب البارسا.
هل هناك لاعبين أخرين يستطيعون أن يتألقوا في أوروبا مثل محمد صلاح؟
أرى رمضان صبحي، لاعب الأهلي لو التزم سيكون له شأن كبير في الاحتراف، لكن كريم نيدفيد، زميله المعار لحرس الحدود، اعتبره لاعب بمواصفات أوروبية، وأتمنى أن تتذكر كلامي هذا، وفي حال تصعيده للفريق الأول ولعب كأساسي لن يستطيع أحد إخراجه من التشكيل
فيديو قد يعجبك: