القديس "كاسياس" تألق لا ينتهي (تقرير)
(إفي):
ربما لا يوجد في عالم كرة القدم من يستطيع تحدي إيكر كاسياس، قائد ريال مدريد والمنتخب الإسباني، سواء على مستوى الألقاب أو التألق.
أحرز كاسياس (33 عاما) 19 لقبا مع ناديه ومنتخب بلاده، أقلها أهمية قد يفخر غيره بأنه لا يملك سواه في مسيرته، لكن كاسياس المنتشي مؤخرا بثالث ألقابه في دوري أبطال أوروبا، لا يزال يحلم بالمزيد.
ولد إيكر كاسياس فرنانديز في 20 مايو 1981 في بلدة موستوليس، وانضم إلى (المصنع)، الاسم الذي يطلق على مدرسة الناشئين في النادي الملكي، في التاسعة، وتم استدعاؤه للعب مع الفريق الأول للريال في سن السادسة عشرة خلال لقاء أمام روزنبرج النرويجي في دوري أبطال أوروبا.
وبعد منافسة مؤقتة على مركز الحارس الأساسي في مستهل مشواره مع سيزار سانشيز، بات هو المدافع الأول عن عرين النادي الملكي منذ عام 2003.
وعلى مدار مشواره توج الحارس القدير بستة عشر لقبا مع النادي بدأها بدوري الأبطال موسم 1999/2000 ، وينهيها به أيضا موسم 2013/2014 ، علما بأنه نال البطولة أيضا في موسم 2001/2002.
وحصل كاسياس أيضا على بطولات الدوري الإسباني أعوام 2001 و2003 و2007 و2008 و2012 ، وكأس ملك إسبانيا عامي 2011 و2014 ، وكأس السوبر الإسبانية أعوام 2001 و2003 و2008 و2012 ، وكأس السوبر الأوروبية عام 2002 ، وأخيرا كأس إنتركونتيننتال عام 2002.
وعلى الصعيد الدولي، كان هو القائد الذي انتهت معه أسطورة الخروج من دور الثمانية بالنسبة لمنتخب الماتادور، فتألق في ركلات الترجيح أمام إيطاليا بدور الثمانية لأمم أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا، فاتحا الطريق أمام الفريق للفوز باللقب القاري الثاني في تاريخه على حساب ألمانيا، بعد آخر مجهول يعود إلى عام 1964.
وفي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، ازداد كاسياس تألقا حيث تصدى لركلة جزاء من أوسكار كاردوزو خلال مباراة باراجواي دور الثمانية والمنتخبان متعادلان سلبيا، ثم واجه الهجوم الألماني الكاسح في نصف النهائي ليحافظ على هدف كارليس بويول، وفي النهائي أمام هولندا صمد أمام عدة هجمات أبرزها انفراد من أريين روبن، ليرفع كأس العالم للماتادور.
وبعد أن قاد الفريق لتحقيق إنجاز غير مسبوق بتحقيق ثلاثة ألقاب كبرى متتالية، باكتساح إيطاليا في نهائي يورو 2012 ببولندا وأوكرانيا بأربعة أهداف دون رد، يتطلع الآن إلى الحفاظ أيضا على لقب المونديال في قلب بلاد السامبا.
وجاءت أرقام كاسياس في مصلحته هذا الموسم، رغم أن المدير الفني الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي حافظ على تقليد سلفه البرتغالي جوزيه مورينيو، بإبقاء الحارس احتياطيا لدييجو لوبيز في بطولة الدوري، لكن القرار صب في مصلحته بعد فوز الفريق بالبطولتين اللتين شارك فيهما (كأس الملك ودوري الأبطال) مع تألقه في كل المباريات باستثناء هدف أتلتيكو مدريد في النهائي القاري.
ويتحلى كاسياس بالعفوية، وهو ما ظهر في القبلة الشهيرة التي منحها لصديقته المذيعة سارا كاربونيرو وهي تجري لقاء معه عقب نهائي جنوب أفريقيا، كما يتمتع بقدرات قيادية تمثلت في حفاظه على العلاقات ودية داخل المنتخب الإسباني، ولا سيما مع لاعبي برشلونة، خلال حقبة مورينيو المتوترة قبل أمم أوروبا الأخيرة.
وبعد الإصابة التي لحقت بفيكتور فالديس حارس برشلونة وابتعاده عن مونديال البرازيل، ستتوقف أسهم انتقاد المدير الفني فيسنتي ديل بوسكي لقراره بالدفع بكاسياس أساسيا، على أمل أن يواصل حارس الريال تألقه من أجل التفوق على هولندا وتشيلي وأستراليا، وتأجيل المواجهة مع المضيف البرازيل إلى النهائي.
فيديو قد يعجبك: