«أطفال الشوارع» يمثلون مصر في كأس العالم
مشهد مميز يجذب أنظار متابعيه، يتمثل في مجموعة من الأطفال يركضون خلف كرة بكل شغف ويحتفلون بأهدافهم بأفضل صورة، وبعد المباراة يستمعون إلى مديرهم الفني باهتمام.
وفي الأفق يلوح حلمهم بتمثيل منتخب بلادهم يوما ما في كأس العالم، وهو الحلم الذي اقتربوا من تحقيق جزء منه خلال أيام، إلا أن المثير للاهتمام، هو أن هؤلاء هم مجموعة من أطفال الشوارع، لا طالما أهملتهم الدولة، لتنقذهم جمعيات غير حكومية من الحياة التي كادت تقتل ما تبقى من طفولتهم وتلتهم الآتي من مستقبلهم.
بدأت الفكرة عن طريق دور «قرية الأمل» و«أنا المصري» و«مؤسسة face»، والتي تتخصص في رعاية أطفال الشوارع، بعدما بدأت في تأهيل الكثير منهم واختيار فريق كامل يتولى تدريبه كريم حسني، الذي يعمل في بنك استثماري، لتستضيفهم ملاعب الجامعة الأمريكية في مصر، وحاول الفريق دخول النسخة الأولى من «كأس عالم الشوارع» في جنوب أفريقيا عام 2010، إلا أنه فشل في تجهيز الوثائق المطلوبة، ليتحقق بعدها الحلم العام الجاري، حيث ستنطلق البطولة، الجمعة، وتستمر حتى السادس من الشهر المقبل.
من جانبه، أكد «حسني» البالغ «26 عاما» في تصريحات لصحيفة «الباييس» الإسبانية، أن تنفيذ الفكرة كان صعبا من البداية، خاصة بسبب البيئة التي خرج منها الأطفال، موضحا: «في بداية الأمر كانت هناك مشاجرات وشتائم وصراخ، وكان يعبر الأطفال عن غضبهم بأشكال مختلفة، وهو ما تحسن بمرور الوقت، لنصبح فريقا حقيقيا».
وأكد المدير الفني الشاب أن الفريق مدعوم من الجمعيات الثلاث والجامعة الأمريكية في القاهرة، وأن تكاليف سفره ورعايته بلغت ما يتعدى عشرين ألف يورو، إلا أنها ستكون «أفضل استثمار» لتغيير نظرة المجتمع لتلك الطبقة من الأطفال.
وتلقى تلك المبادرة دعما دوليا ملحوظا، وزارت معسكر تجهيز الأطفال مجموعة من لاعبي العالم، على رأسها لاعب الوسط المصري المعتزل محمد أبوتريكة، والأسطورة البرازيلي بيليه.
وأكد مدرب المنتخب أن الجمعيات رفضت أي دعم مالي أو دعوات لشركات من أجل الترويج للبطولة، مشيرا إلى أنه لم يكن يرغب دخول الجانب التجاري إلى تلك الفكرة التي ولدت من أجل تطوير حياة هؤلاء الأطفال.
وبالحديث إلى بعض الأطفال لوحظ بشكل واضح التغير الطارئ على حياتهم، بعد الحياة الصعبة التي نالت من طفولتهم، حيث إن أكبرهم يبلغ سن السادسة عشرة، وستكون تلك الخطوة فرصة للكثير منهم للاحتراف وتمثيل مصر في المحافل الدولية في المستقبل العاجل.
فيديو قد يعجبك: