2013.. عام ''القصاص'' للأولتراس في مصر
كتب- أحمد جمعة:
''عام القصاص''.. هكذا هو العنوان العريض لسنة 2013 بالنسبة لروابط الأولتراس في مصر، فالكل يبحث عن ''حقه الضائع''. أولتراس أهلاوي يطالب بالقصاص لوفاة 72 مشجعا من أعضاء الرابطة الذين لقوا حتفهم في فبراير 2012 على إثر أحداث العنف التي وقعت على ملعب بورسعيد، وأولتراس ''وايت نايتس'' يُعلن الغضب على مجلس ممدوح عباس بعد مقتل عمرو حسين، عضو الرابطة، في اشتباكات أمام مقر النادي بميت عقبة.
''محاكمة بورسعيد تتصدر''
شهر يناير من العام الراهن، لم يكن عاديا في أحداثه وتتابعها، فتحديد جلسة محاكمة المتهمين بقتل أعضاء أولتراس أهلاوي يوم 26 من هذا الشهر، جاء لتشهد مصر من أقصاها إلى أدناها تنظيم وقفات احتجاجية للرابطة، وقطع بعض طرق السكك الحديدية والمترو.
وقام العشرات من أعضاء أولتراس أهلاوي برسم جرافيتي وكتابة عبارات تطالب بالقصاص العادل على جدران محطات المترو، كما قاموا بوضع ملصقات وتوزيع منشورات على الركاب، تحذر من رد فعلهم في حالة النطق بحكم غير عادل ضد المتهمين، وعدم القصاص للشهداء.
وظنّ كثيرون أن تلك المحاكمة قد تكون ''القشة التي تقسم ظهر بعير نظام الإخوان''، ويقُضي على حكمها، ومن هنا أصدر الرئيس السابق محمد مرسي قرارا باعتبار قتلى ومصابي أحداث بورسعيد ضمن شهداء ثورة 25 يناير.
وقفت مصر في هذه الآثناء على أنامل أقدامها، انتظارًا ليوم المحاكمة الموعود، 26 يناير، القول الفصل، ولم يقف أعضاء رابطة أولتراس ''جرين إيجليز'' مكتوفي الأيدي، بل حاصر الآلاف منهم سجن بورسعيد، وأعلنوا نيتهم الاعتصام حول السجن لمنع نقل المتهمين إلى القاهرة.
وتصاعدت وتيرة غضب أولتراس أهلاوي، فلم تقتصر احتجاجاتهم فقط على المسيرات، بل امتد الأمر لقطع شريط مترو الأنفاق، وقطع كوبري 6 أكتوبر، وحصار مقر البورصة.
وفي صباح يوم 26 يناير، كانت مصر في انتظار إصدار الحكم في قضية بورسعيد. توافد الآلاف من أعضاء الأولتراس إلى مقر النادي بالجزيرة، وهددت أنه في حالة صدور حكم غير عادل سيكون البديل هو الفوضى.
وخرج الحكم الذي أهدى مصر قبلة الاستقرار في العاصمة، حيث أحالت محكمة بورسعيد أوراق 21 من المتهمين في القضية إلى فضيلة مفتي الجمهورية.
رغم استقرار القاهرة الكبرى نسبيا بهذا الحكم، إلا أن المدينة الباسلة ''بورسعيد'' شهدت أحداث عنف مؤسفة، حاول خلالها أولتراس ''جرين إيجلز'' اقتحام السجن العمومي ببورسعيد، والتعدي على المنشآت العامة والخاصة، الأمر الذي أودى بحياة 35 شخصا، وتحولت بورسعيد إلى ثكنة عسكرية، وفرض الرئيس السابق مرسي حظر التجوال بالمحافظة.
وطالبت رابطة ''جرين إيجليز'' بالقصاص لقتلى الرابطة خلال الأحداث التي أعقبت المحاكمة، وقاموا بقطع خطوط للسكك الحديدية، ومسيرات خرجت تنادي بمحاكمة ''القتلة''.
حريق اتحاد الكرة ونادي الضباط
9 مارس.. كان يوم موعد النطق بالحكم في القضية، حيث تم تأييد الحكم السابق بإعدام 21 من مشجعي النادي المصري، بالإضافة إلى حكمها بمعاقبة اثنين من قيادات الداخلية بالسجن المشدد 15 سنة.
لكن براءة عددًا آخر من قيادات الشرطة ببورسعيد، اثار حفيظة أعضاء بأولتراس أهلاوي، وقاموا بإشعال النيران في مقر نادي الضباط بالجزيرة، وكذلك بمقر الاتحاد المصري لكرة القدم عقب اقتحامه وسرقة بعض الهدايا والكؤوس.
توسكر والهجوم على ''العسكر''
الأحد 7 إبريل.. كان موعدا مع عودة أولتراس أهلاوي للمدرجات بعد قطيعة دامت أكثر من عام كامل، لكنها عودتها لم تك بردا وسلاما، حيث رفعت لافتة لتوثيق أحداث بورسعيد من خلال صورتين شكلتا ''مؤامرة المذبحة'' من وجهة نظر الألتراس. الصورة الأولى حملت صورة للمشير، والثانية حملت رموزا للداخلية والنادي المصري والجيش معا.
الأولتراس والإخوان و''رابعة''
كالعادة، وُجهت اتهامات لروابط الأولتراس بالانتماء السياسي وتواجدهم في اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في ميداني النهضة ورابعة العدوية، في شهر أغسطس الماضي. وأعلنت رابطتي ''أهلاوي ووايت نايتس'' عن كذب هذه الأقاويل، وأصدرا بيانًا نفوا تواجد أعضاء بالروابط داخل الاعتصام بشكل تنظيمي، لكنهم أعلنوا الحرية لكل فرد في ممارسة ما يراه مناسبا بشكل فردي.
المطار.. وأزمات متجددة
مساء 13 أكتوبر، وقعت اشتباكات بين قوات أمن مطار القاهرة وأعضاء بألتراس أهلاوي، أدت إلى إصابة أمين شرطة وجنديين، جراء محاولة شباب الألتراس الدخول إلى صالة الوصول لاستقبال فريق كرة اليد بالنادي الأهلي، بعد عودته من المغرب. وقررت النيابة حجز 25 عضوا بالرابطة، ليبدأ فصلًا جديدًا من الصراع بين الرابطة والأمن، ينتهي بإخلاء سبيل المحتجزين بدفع كفالة مالية.
''وايت نايتس'' تودّع عمرو حسين
مقتل عمرو حسين، كان الحدث الأبرز لرابطة ''وايت نايتس'' خلال عام 2013، والذي لقي مصرعه على إثر مظاهرات تطالب برحيل مجلس إدارة ممدوح عباس، بعد النتائج المخيبة لأمال جماهير القلعة البيضاء للفريق الأول في بطولة أبطال أفريقيا.
وتعود بداية الأحداث إلى يوم الخميس 19 سبتمبر، حين اقتحمت جماهير برابطة وايت نايتس مقر النادي الزمالك. ثم جاء اليوم الأشد قسوة يوم الإثنين 23 سبتمبر، حين سقط عمرو حسين، بعد إصابته بطلق ناري في الاشتباكات التي شهدها نادي الزمالك، بين الجماهير والأمن.
اقتحام مؤتمر وزير الرياضة
قام المئات من أعضاء رابطة وايت نايتس، باقتحام مؤتمر وزير الرياضة، العامري فاروق، لإعلان قانون الرياضة الجديد ولائحة الأندية، حيث قاموا بتكسير محتويات قاعة الفروسية، وأشعلوا الشماريخ داخل القاعة.
يلو دراجونز والقصاص لـ''عمر أحمد''
في 6 فبراير، أعلنت رابطة ''يلو دراجونز'' المنتمية لجماهير النادي الإسماعيلي، اختفاء أحد أعضائها ويدعى ''عمر أحمد''، عقب مشاركته في المظاهرات أمام وزارة الداخلية احياءً للذكرى الثانية لثورة 25 يناير، ليُعثر عليه وبه بعض الاصابات لم يُعرف سببها.
وطالبت الرابطة بـ''القصاص'' لعمر، عبر تنظيم مسيرات جابت أرجاء مدينة الإسماعيلية، وآخرى أمام دار القضاء العالي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: