محمد فضل الله يكتب: قوة الميدالية الأوليمبية
بقلم- د/محمد فضل الله:
انتهت منذ أيام الدورة الأوليمبية ريو دى جانيرو بالبرازيل 2016 ، حيث ضم المحفل الأوليمبي ما يقرب من 10000 لاعب ولاعبة، من أكثر من 200 دولة على مستوى العالم.
وهنا يجب أن أشير إلى أحد أهم المفاهيم التى ترتبط بالمجال الرياضي التنافسي، والذى يطلق عليه فى النظم الحديثة لإدارة الرياضة فى العالم والمتمثل فى (قوة الميدالية الأوليمبية)، وهذا الإطار والمفهوم العلمي يرتبط بما تتطلبه الميدالية الأوليمبية من مجموعة من المعايير والمقومات، لكى يتم إحرازها وتحقيقها، من مقومات اقتصادية وفنية وعلمية وإدارية.
هذه المقومات التى ترتبط بتكاملية التخطيط الاستراتيجي للميداليات الأوليمبية، تمثل قوة للدول فى حال تفوقها على مثيلاتها من الدول فى عدد الميداليات، الأمر الذى يترتب عليه تحقيق الهيمنة والتفوق الرياضي على النطاق الدولي.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن قوة الميدالية الأوليمبية لا تكمن فى الحصول عليها بمحض الصدفة، ولكن تكمن فى تطبيق معادلات التنبؤ والتخطيط بصورة علمية محددة قبل انطلاق الأولمبياد، الأمر الذي تستطيع من خلاله الدول الوقوف على عدد الميداليات المحتمل تحققها بصورة تقرب من اليقينية، الأمر الذى يثبت فى حال تحققه قوة المقومات الرياضية فى تلك الدول على دعم عمليات التخطيط، ويبرهن على القدرة فى اكتشاف الرؤية المستقبلية.
الأمر الآخر الذى تفرضه قوة الميدالية الأوليمبية، العلاقة بين قيمة الدول وحجمها الاقتصادي والثقافي والسكاني وبين حصولها على عدد كبير من الميداليات الأوليمبية، حيث أصبح الحصول على أكبر عدد من الميداليات الأوليمبية أكبر مؤشر على قوة الدول وهيمنتها العالمية فى ظل عدد مرات ارتفاع العلم الخاص بكل دولة فى سماء الدورة الأوليمبية.
كل هذا يقودنا إلى أن التعامل مع الميدالية الأوليمبية يجب ان يكون من خلال الاقتناع الكامل بأن هذه الميداليات الأوليمبية مؤشر قوي لتحقيق هيمنة ومكانه الدول، وتحقيق الزعامة الدولية التى تمثل انعكاسا عن مقومات الدول الاقتصادية والثقافية والعلمية.
فيديو قد يعجبك: