تامر عبدالحميد يكتب: ما يريده الرئيس وما يريده الشباب.. الواقع (الحلقة الأولى)
بقلم- تامر عبدالحميد:
بين مكتوب لم يدرك ومدروك لم يكتب تضيع الكثير من الفرص، وبين حقيقي لم يظهر وظاهر غير حقيقي يكون الضلال والعبث.
ولعلي قد ترددت كثيرا حول موضوع هذا الأسبوع إلى أن سمعت جزءا ليس بالقليل من الخطاب الأخير للسيد الرئيس، والذي تناول فيه الكثير من الملفات والتي تهم المواطن المصري، وتوقفت كثيراً عند رسائله المتعدده للشباب المصري وخاصة حديثه عن الألتراس ورؤيته وآلية عودته للمدرجات، وعند وضعي رؤوس الموضوع داخل المقال وجدتها كثيرة جداً وعندئذ قررت أن تكون سلسلة من المقالات والتي ستتناول حقيقه هامة ومؤثرة، وهي ماذا يريد الرئيس من الشباب وماذا يريد الشباب من الرئيس.
وكي أكون منصفا فإنني سوف أرصد واقعا فيه الكثير من الحق والحقائق والتي أسأل الله أن يتسع لها صدور السادة القراء، وكذلك المعنيين بالأمر في مؤسسة الرئاسة، فبعضها قد يكون مؤلما، ولكني أثق في الوعي التام لمن أراد منكم الصالح العام، فما سوف نستعرضه بعيد كل البعد عن أي حسابات شخصية أو توازنات مهنية أو تجاوزات لفظية، ولا وجود لمطامع سلطوية فهو اجتهاد جاد للوصول لأفضل الحلول لتضييق هذه الفجوة بين قطاع موجود من الشباب وقيادته، سنرصد الواقع بمفرداته وتفصيلاته ونحلله علميا ومنهجيا ونحاول استخلاص بعض الحلول القابلة للتطبيق في إطار تجميع عمود هام من أعمدة مصرنا الحديثة وهم شبابها.
"الواقع"
هو الحقيقة التي لا جدال ولا شك فيها، وهي أنه ومنذ ظهور عبد الفتاح السيسي كشخصية بارزة علي الساحة السياسية فلقد رصدت أنه قبيل توليه مهمة الرئاسة وأثناء حملته الانتخابية وبعد أن أصبح رئيسا للجمهورية احتوت خطاباته الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة للشباب، فدائما وابدا ما يبرز اهتمامه بهذا القطاع العريض من الشعب المصري.
وأنني إذ أرى علي أرض الواقع محاولاته المستديمة والمستميتة لكسب هذا القطاع، فهو محور هام ورئيسي في تفكيره وفي يقينه ويجتهد بقدر ما يستطيع لتحقيق هذا الهدف، وشهدت على ذلك في رصد بعض القرارات التي أخذها، بداية من تشكيله لمستشاريه ومعاونيه في مؤسسة الرئاسة والتي حظي الشباب بنصيب وافر منها مرورا بتعيين الكثير منهم في مراكز قياديه كمعاونين للوزراء في الدولة، كذلك تعيين البعض منهم كأعضاء معينين في البرلمان وصولا الي تسلمهم لوحدات الإسكان الاجتماعي مؤخرا بكراسة شروط تعطي لهم الأولوية دونا عن غيرهم.
ولم يتغاضي عن رغبة قطاع كبير جداً منهم ( الألتراس ) في العودة للمدرجات فكما أرى فإن الرجل لا يترك شبه فرصة أمامه يستطيع من خلالها حل مشاكلهم ومخاطبة عقولهم والنفاذ إلى قلوبهم إلا واقتنصها، وذلك لأنه يعلم علم اليقين أن الشباب هم القوة الضاربة الحقيقية له كقائد ولنا كدولة، وأن خطة إعادة بناء الدولة لن تتحقق دون شبابها هذا ما فطن إليه الرئيس وما يصبو إليه.
ولكن السؤال الآن هل بعد كل ما فعله السيسي من مجهودات في هذا الإطار قبل وأثناء وبعد توليه مهمة قيادة مصر قد أجمع وإجتمع عليه ومن وحوله الشباب، قولا فصلا واحدا: لا، ولم لا هذا ما سوف نعرفه في باقي الحلقات القادمة بمشيئة الله تعالى.
فيديو قد يعجبك: