تحليل.. كيف هُزم الزمالك أمام صن داونز؟
تحليل - محصطفى الجرتيلى:
لقى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، يوم أول أمس السبت، هزيمة قاسية بثلاثية نظيفة، من نظيره صن داونز، في ذهاب دور نهائي أبطال أفريقيا، ليصعب المهمة عليه في لقاء الإياب؛ حيث يحتاج الفوز بفارق 4 أهداف للتويج بالبطولة الغائبة منذ 14 عامًا.
"مصراوي" يُحلل عن طريق لقطات لأحداث المباراة، ماذا حدث داخل الملعب:
بدء المدير الفني للزمالك، مؤمن سليمان، بالتشكيل التالي:
حارس مرمى: أحمد الشناوي.
خط الدفاع: معروف يوسف " ظهير أيسر"، إسلام جمال "قلب دفاع"، علي جبر "قلب دفاع"، أحمد توفيق "ظهير أيمن.
خط وسط: طارق حامد "ارتكاز" وإبراهيم صلاح "ارتكاز"
خط وسط متقدم: ستانلي "على الجانب الأيمن"، أيمن حفني "في العمق"، شيكابالا "على الجانب الأيسر".
مهاجم: باسم مرسي.
حيث خاض أول شوط من المباراة بطريقة لعب 4 – 2 – 3 – 1، على أن يعود ثلاثي خط الوسط المتقدم مع لاعبي الارتكاز لأداء الأدوار الدفاعية ويتقدم الخماسي حالة الهجمة المرتدة لخلق زيادة عددية.
ولكن عانى الزمالك من عدة أمور في الشوط الأول:
1) ضغط متقدم من لاعبي صن داونز
عمد لاعبو فريق صن داونز، الجنوب الأفريقي الضغط المبكر بأكثر من لاعب على حامل الكرة في الزمالك لسد أي زاوية للتمرير وتأخير وإفساد بناء الهجمة.
لاحظ بالصورة 6 لاعبين من فريق صن داونز في نصف ملعب الزمالك؛ حيث يتواجد 7 من لاعبين الأبيض، مما يصعب عملية التمرير من قبل الشناوي فيدفعه لتحويل الكرة لنصف ملعب الفريق الجنوب إفريقي حيث يتواجد 4 مدافعين و3 لاعبي الأبيض.
لاحظ الصور التالية، ضغط متكرر من لاعبي صن داونز على حاملي الكرة في العديد من الأماكن في الملعب:
2)ثغرة "الجبهة اليسرى"
فضّل مؤمن سليمان، الدفع بلاعب الوسط النيجيري، معروف يوسف، كظهير أيسر؛ لسد العجر في هذا المركز بسبب مشكلة القائمة الأفريقية وعدم إجادة رمزي خالد في ذلك المركز، على أن يُساعده شيكابالا بأداء أدوار دفاعية، ولكن ما حدث هو عدم أداء لاعب خط الوسط المتقدم دوره الدفاعي أو الانطلاق لقيادة مرتدات أو بناء هجمات من تلك الجبهة لتقليل الضغط على ظهير الزمالك.
لاحظ الصور التالية ستجد لاعبو صن داونز يمررون الكرة من خلف معروف الذي لا يُجيد الارتكاز كظهير أيسر ومن ثمّ أصبح مجال الخطورة للفريق الجنوب أفريقي:
لاحظ هنا معروف ضم بجوار قلبي الدفاع، فيما وقف شيكابالا مشاهدًا خارج اللعبة.
لاحظ هنا معروف ضم كقلب دفاع فيما تظهير الجبهة اليسرى كأنها ممر لأي لاعب من صن داونز في ظل عدم رجوع شيكابالا لأداء أدواره الدفاعية.
3) رعونة خط الوسط المتقدم
بالرغم من عود ثلاثي خط الوسط المتقدم أحيانًا كثيرة لدعم لاعبي الارتكاز ومن ثمّ خلق كثافة عددية في وسط الملعب "5 لاعبين" إلا أن كان هناك بطء في العودة ورعونة في الضغط على الخصم مما سمح له التحضير الجيد والتمرير وبناء الهجمة، لاحظ الصور التالية:
لاحظ هنا فريق صن داونز يلعب بذات خطة الزمالك تقريبًا ولكنه ينفذها جيدًا من جهة الضغط والارتداد، هنا رباعي وسط صن دونز تقدموا لدعم جناحين ومهاجم الفريق لعمل زيادة عددية في ملعب الزمالك وبالفعل عاد لاعبو وسط الأبيض ـ وفقًا للخطة الموضوعة ـ إلى ملعبهم ولكن دون ضغط.. الخصم يستلم ويمرر بسهولة مما شكل ضغطًا على مرمى الفريق المصري.
عانى الزمالك من هذه الهجمة طوال الشوط الأول، تُقطع الكرة من لاعبيه فيحولها نظرائهم في صن داونز إلى عمق نصف ملعب الأبيض في حين يفضل لاعبا خط الوسط المتقدم "ستانلي وشيكابلا" الوقوف في نصف الملعب وعدم مساندة الظهيرين "توفيق" و"معروف".. فتجد هنا 4 أصفر في اتجاه مرمى الزمالك يقابلهم 4 أبيض فلاعبي الارتكاز خرجا من اللعبة بعد تقدمهم ومحاولة العودة.
لعلك تلاحظ ذلك في كرة الهدف فلاعب صن داونز في وسط الملعب يمتلك الكرة أمامه باسم مرسي وأيمن حفني ولكن دون ضغط فاستطاع التقدم من وسطهم وإيجاد زاوية تمرير لزميله الذي استلمها بارتياحيه وسط مدافعي الزمالك بوجه ثم استدار لينفرد بالشناوي ويسكنها على يساره.. لاحظ الصور التالية:
لاعبو صن داونز بالفعل سيطروا على وسط الملعب مع رعونة نظرائهم في الزمالك:
4) تباعد العناصر الهجومية
بالرغم من تعليمات "سليمان" للاعبي خط الوسط بالتقدم للزيادة العديدة فيصبح 6 لاعبين في نصف ملعب صن داونز على الأقل، إلا إننا نجدها زيادة صورية لاعبا الارتكاز لا يضغطان ولا يستخلصان الكرات ويمرروها لجانبي الملعب "ستانلي" يمينًا "شيكابالا" يسارًا أو لأيمن حفني أو باسم في العمق، فكان حفني يضطر للنزول لاستلام الكرة وصنع هجمة عكس ستانلي وشيكا اللذان لزما جانبي الملعب وباسم الذي ظل يحاول منفردًا دون أي مساعدات لتنقطع الصلة بين الجناحين ورأس الحربة ويفقد لاعب العمق والارتكاز التمرير.
لاحظ الصور التالية:
لاحظ هنا 3 لاعبين أبيض وسط 8 أصفر وسط غياب لنصف ملعب الزمالك بالكامل.
باستثناء كرات الضغط من باسم وأخرى من شيكابالا وستانلي الغير مجدية و"عنترية" حفني في نهائية الشوط، التصويبة التي علت العارضة، لاحظ الصور التالي:
5) سوء تمركز الخط الدفاعي
بجانب أزمة ظهيري الفريق خاصة الأيسر في الشوط الأول إلا أن الزمالك عانى من تمركز خط دفاعه، تاركًا مساحات خلفه تارة ورعونة في الضغط على المهاجمين تارة أخرى، فالركنيات للزمالك كانت خطرة جدًا فلاعبو الأبيض يتمركزون في اتجاه اللعبة تاركين مهاجمي الخصم في مساحات خلفهم تجاه مرمى الشناوي، بالإضافة إلى المرتدات والكرات البينية، لاحظ الصور التالية:
انتهى الشوط الأول بثنائية نظيفة لصن داونز، فيما كانت جماهير الزمالك على أمل أن يُغير مؤمن سليمان من خطته أو تلافي أخطاءه بالشوط الثاني ولكن هذا لم يحدث إلا متأخرًا:
"ثغرة الجانب الأيمن"
فبجانب تمركز الدفاع ظهرت "ثغرة الجانب الأيمن"، أحمد توفيق، وعدم عودة لاعب الوسط لدعمه، لاحظ الصور التالية أكثر:
ولعل كرة الهدف الثالث أبرز مثال، لاحظ الصور اللاعب يمرر من خلف توفيق فيستلم جناح صن دونز ويصوبها تجاه الشناوي بارتياحيه، لاحظ الصور:
حاول مؤمن سليمان، تدارك الأوضاع في الملعب، فقام بإخراج شيكابالا في الدقيقة 55 ليُشارك بدلاً منه رمزي خالد ولكن في مركز الظهير الأيسر ويضم معروف يوسف إلى ثنائي الارتكاز، للتحول الطريق إلى 4 ـ 3 ـ 2 ـ 1 وبالفعل أصبح معروف يوسف فعّالًا في بناء الهجمات وزيادة خط الوسط الهجومي بصورة فعلية، إلى حد ما، لاحظ الصور التالية:
كرة بينية أرسلها معروف من خارج منطقة الـ 18 للخصم، إلى باسم مرسي الذي حولها إلى المرمى قبل أن يُخرجها لاعب صن داونز لركنية.
معروف يتقدم ضاغطًا على ظهير صن داونز هذا بجانب عودته لمساعدة رمزي خالد على فترات.
وبالرغم من اطمئنان لاعبو صن داونز إلى النتيجة والاكتفاء بالضغط على الخصم والمرتدة على فترات إلا أن الزمالك لم يستغل ذلك، فنجد رباعي دفاع الزمالك يبدأ تحضير الهجمة من نصف الملعب ولكنها لا تكتمل إلى مرمى الخصم بسبب التمركز الجيد للمدافعين، وعدم استغلال لاعبو الزمالك لها، لاحظ الصور:
قلب دفاع الزمالك يستقبل الكرة في وسط الملعب:
ويمرر الكرة لجناح الزمالك:
رباعي الزمالك في وسط:
وأدى نزول مصطفى فتحي، في الدقيقة 75 بدلاً من باسم مرسي، لتحريك الكرة بمساعدة معروف وحفني لحد ما إلى نصف ملعب الخصم، بالإضافة إلى الضغط على الخصم ولكن هذا لم يُشكل خطورة تذكرة باستثناء كرة واحدة "عنترية" لمصطفى فتحي لم تقترب من الثلاث عرضات، وكرة إبراهيم صلاح الذي أخرجها مدافعي الخصم، لاحظ الصور:
انطلاقة مصطفى فتحي المفضلة ولكنها تتحول لركنية في النهاية.
مصطفى يراوغ 4 مدافعين صن داونز ويصوب تجاه مرمىى الخصم، ولكنها تصطدم بأحد المدافعين وتخرج لركنية يأتي منها ثاني أخطر فرصة في الشوط الثاني لإبراهيم صلاح بعد كرة باسم مرسي:
كل هذا لم يشفع للزمالك لهز شباك الخصم بالرغم من مساعدة لاعبي صن داونز بتراجعهم بعد الهدف، وتنشيط نصف الملعب بانضمام معروف بعد نزول رمزي ومشاركة مصطفى فتحي.
وخلال المباراة تحصّل لاعبي الزمالك على ركلتين حرتين مباشرتين ولكنه نفذهما بصورة سيئة "تصويبة مباشرة" لا جملة محفوظة وفي مثل تلك المباريات قد تكون تلك الفرص نواه لتشكيل خطوة على الخصم، كما تحصل على ضربات ركنية جميعها رفعت على رؤوس مدافعي الخصم دون محاولة سحبهم من منطقة 18 باستثناء ركنية جاءت على رأس على جبر اسكنها يد الحارس ضعيفة، لاحظ الصور:
فيديو قد يعجبك: