قائد أحلام المغرب في المونديال.. من رحم المعاناة يُولد حكيم زياش

كتب-: سليمان غريب

"وراء كل نجم كرة قدم قصة حزينة".. هكذا كان الوصف الدقيق لرحلة صعود الجناح المغربي حكيم زياش نجم تشيلسي الإنجليزي والذي لم تخلو حياته من المعاناة والصعوبات داخل وخارج المستطيل الأخضر.

زياش الذي بدأت طفولته بمعاناة وهو في العاشرة من عمره عندما افتقد والده بعد وفاته متأثرًا بالمرض، ليجد نفسه أمام صعوبات الحياة والتي طاردت حلمه باحتراف كرة القدم.

واستمرت معاناة زياش حتى بات مدمنًا للمخدرات ووجد نفسه في مهب الريح قبل أن يعود إلى الطريق الصحيح على يد أحد اللاعبين المغاربة السابقين وهو عزيز ذو الفقار والذي كان المُنقذ لأحد المواهب العربية.

وبدأت رحلة التألق من بوابة فريق تفينتي عام 2014 ثم انتقل زياش إلى أياكس ليكتب اسمه بحروف من ذهب في الملاعب الأوروبية بعدما سجل 49 هدفا وصنع 81 تمريرة حاسمة في 165 مباراة.

زياش رفض هولندا ليصفه فان باستن بـ"الغبي"

في عام 2015 اتخذ زياش قرارًا حاسمًا بعدما رفض اللعب لمنتخب هولندا الأول وفضل الانضمام لأسود الأطلس، ليصفه أسطورة الطواحين الهولندية ماركو فان باستن بالغبي.

وبدأت من هنا حملة إعلامية وجماهيرة في هولندا ضد اللاعب والذي لم يتراجع عن قراره بعدما أعلن أنه اختار المغرب بقلبه.

الأزمة الأولى

وبعد أقل من عامين على انضمامه للمنتخب المغربي، سرعان ما ظهرت أزماته بعدما استبعده الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني إنذاك من قائمة أمم أفريقيا بالجابون 2017 بسبب خلافات كثيرة بين الطرفين.

هدد حينها جناح أياكس في ذلك الوقت بأنه لن يلعب للمغرب تحت قيادة رينارد قبل أن يتدخل رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع وينهي الخلاف بين الثنائي.

وكانت بداية الصلح بين زياش ورينارد هو تواجد اللاعب في القائمة المشاركة بكأس العالم بروسيا 2018.

حرب وتوتر مع خليلوزيتش

انتهت مرحلة رينارد بحلوها ومرها وجاء المدرب البوسني خليلوزيتش والذي كان أكثر حسمًا مع حكيم زياش بعدما أدى توتر العلاقة بينهما إلى استبعاد اللاعب تمامًا من صفوف أسود الأطلس.

ووصلت علاقة زياش وخليلوزيتش بسب خلافات كثيرة بينهما إلى طريق مسدود، ووقتها أكد المدرب أن المنتخب يحتاج للانضباط.

واستمر غياب زياش عن منتخب المغرب طوال الفترة الماضية حتى أثناء تواجده في تشيلسي فريقه الحالي والذي انضم إليه في عام 2020.

ولم يتم استدعاء جناح تشيلسي الحالي في بطولة أمم أفريقيا 2022، ليعلن اللاعب أنه لن ينضم للمنتخب مرة آخرى.

زياش قائد أحلام المغرب في المونديال

وجاءت اللحظة التاريخية والأهم في مسيرة زياش وكانت تتمثل في رحيل المدرب البوسني خليلوزيتش وإنهاء التعاقد معه من جانب الاتحاد المغربي لكرة القدم، لتعود الحياة مرة آخرى لنجم تشيلسي.

ومع إعلان وليد الركراكي مدربًا لمنتخب أسود الأطلس، عاد زياش مرة آخرى ليحمل آمال المغاربة في كأس العالم 2022 بقطر.

ويمتلك جناح تشيلسي 47 مباراة دولية مع المغرب، سجل فيهم 17 هدفا وصنع 10 أهداف.

ويشارك المنتخب المغربي في المجموعة السادسة بمونديال قطر بجوار منتخبات بلجيكا وكندا وكرواتيا.