جيان بيير آدامز.. قصة غيبوبة عمرها 39 عاما
كتب- عمر قورة:
جيان بيير آدامز، اسم قد يتذكره مشجعو كرة القدم الفرنسيون في السبعينيات، باعتباره "الحارس الأسود" كما يلقب في قلب دفاع منتخب فرنسا.
ولد آدامز في داكار بالسنغال عام 1948، قبل أن يسافر مع جدته إلى فرنسا ويبدأ مع بداية السبعينيات مسيرته الكروية في نادي نيم، قبل أن ينضم لاحقا إلى نيس وباريس سان جيرمان.
يبدو هذا سردا طبيعيا لمسيرته، لكن كان هناك منعطف مأساوي حوَّل مسيرة اللاعب إلى قصة درامية سيئة.
تحول مفاجئ
في عام 1982، كان آدامز يبلغ من العمر 34 عامًا ويلعب مع فريق شالون بالدرجة الثالثة، ثم تعرض لإصابة في أربطة الركبة وذهب إلى المستشفى في ليون لإجراء عملية جراحية.
وصل جيان إلى المستشفى وهو يخطط لمشاريعه بعد إعلان نيته العمل في التدريب، إلا أنه لم يكن يدري أن حياته ستتوقف في تلك المحطة، حيث تم إعطاؤه مخدرًا كان يجب أن يظل تأثيره لبضع ساعات، لكن بعد أكثر من 39 عامًا، لم يستيقظ بعد.
دخل آدامز، الذي خاض 22 مباراة دولية مع المنتخب الفرنسي بين عامي 1972 و1976، في غيبوبة منذ 17 مارس 1982 حتى يومنا هذا، لتنقلب حياته بوحشية رأسا على عقب.
سجن وتعويض
خلصت المحكمة في وقت لاحق إلى أن الإهمال من قبل موظفي المستشفى كان مسؤولاً جزئياً عن الحادث.
وفي منتصف التسعينيات، عندما فصلت المحكمة في القضية، حُكم على كل من طبيب التخدير والمتدرب بالسجن لمدة شهر مع وقف التنفيذ، مع فرض غرامات مالية قدرها 815 دولارًا.
وتم إلزام المستشفى بدفع تعويض مالي لأسرة اللاعب.
وأمضى جان بيير الخمسة عشر شهرا التالية في المستشفى، بعدما فشلت جميع المحاولات لإفاقته، واستمرت زوجته برناديت آدامز في تلبية احتياجاته رافضة التفكير في القتل الرحيم.
"بيت الرياضي النائم الجميل"
قررت برناديت آدامز اصطحاب زوجها إلى البيت بدلا من المكوث في المستشفى، التي لم تعد بإمكانها رعاية آدامز، ليتم نقله إلى منزل أقامته برناديت خصيصا لزوجها، وأُطلق عليه اسم "بيت الرياضي النائم الجميل".
لم يكن جيان بيير آدامز يتكلم أو يمشي أو يحرك أيًا من أطرافه مرة أخرى، لكن الآن، يمكن لآدامز فتح وإغلاق عينيه فقط، والسمع، والتنفس دون مساعدة من آلة وهضم الطعام المخلوط.
آدامز بلغ 73 عامًا في 10 مارس الماضي، وتزوج من برناديت في إبريل 1969 ولهما ولدان، لوران وفريدريك، ويعيش الزوجان في منزلهما في قرية كيسارج، بالقرب من نيم في جنوب فرنسا.
لدى أدامز غرفته الخاصة، حيث يقضي معظم اليوم في نوم السرير المعدل الموجود عادة في المستشفى، وتعتني برناديت بزوجها منذ ذلك الحين على مدار العقود الثلاثة الماضية، وتأمل أن يعود زوجها من الغيبوبة ليمنحها أعظم هدية في الحياة.
فيديو قد يعجبك: