"كنت لاعبًا" (3).. فرانك لامبارد.. اعتذار تأخر 13 عامًا
كتبت - منة عمر:
أن يقودك القدر للاعتذار عن واقعة مر عليها 13 عامًا، أمر قد لا يصدق بالنسبة للبعض، لكن هذا ما حدث مع فرانك لامبارد مدرب تشيلسي الإنجليزي حينما كان لاعبًا.
لامبارد كان ينتمي لعائلة كروية التي ارتبطت بعائلة رياضية أخرى هي عائلة ريدناب، وبدأ مشواره الكروي في صفوف ناشئي وست هام يونايتد، حيث كان والده مساعد مدرب الفريق في ذلك الوقت عام 1994، بعدها بعام وقع عقد مع الفريق الأول، وقبل بداية موسم 95/96 انتقل إلى صفوف سوانزي -الذي كان ينشط بالدرجة الثانية في ذلك الوقت- على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر.
بعد عودته إلى وست هام، عانى اللاعب الإنجليزي من إصابة قوية أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة امتدت لموسم بأكمله، لكن عودته كانت مليئة بالإثارة حيث بدأ الموسم الجديد (1997/1998) وبدأ يتألق ويظهر إمكانياته مع فريقه حتى لفت أنظار أندية تشيلسي، ليدز يونايتد وآستون فيلا.
اختار لامبارد الانتقال إلى ملعب ستامفورد بريدج والتدرب تحت قيادة الإيطالي كلاوديو رانيري، ليبدأ في كسب الثقة يوما بعد الآخر حتى أصبح جزء لا يتجزأ من تشيلسي وأحد أعمدة الفريق الأساسية.
في ذلك الوقت، كان لامبارد لايزال لاعبا صغيرا عمره 22 عاما، وفي إحدى المرات كان نجم البلوز برفقة 3 من زملائه في حالة سُكر ليلة الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 (الهجوم على مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية) وقاموا بالتهكم على بعض السائحين الأمريكيين في لندن.
بحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي نيوز" في ذلك الوقت، فقد وقع الحادث، بعد تعليق مباراة تشيلسي ضد ليفسكي صوفيا البلغاري في كأس الاتحاد الأوروبي تخليدًا للأرواح.
وأضافت الصحيفة أن لامبارد ورفاقه توجهوا في نزهة لمدة 5 ساعات قبل العودة إلى الفندق، لافتة إلى أنهم أساءوا معاملة الضيوف وأبدوا عدم اهتمامهم بما يحدث.
تقول "ديلي نيوز": "كان هناك الكثير من الأمريكيين، وكان الجميع يحاول تهدئتهم، في الوقت ذاته لم يكترث لامبارد ورفاقه وقاموا بالضحك والمزاح وخلع الملابس والإساءة للضيوف".
تم تغريم لامبارد بخصم أسبوعين من راتبه، مع التبرع بالعائدات لضحايا أحداث سبتمبر، لكن هل انتهت القصة؟ الإجابة بعد 13 عاما.
أكمل لامبارد مسيرته بشكل جيد في إنجلترا، وبعد مسيرة طويلة بقميص البلوز استغرقت 13 موسما، قرر لامبارد الرحيل عن تشيلسي فأين كانت الوجهة؟ ساقه القدر إلى أمريكا لينضم إلى صفوف فريق نيويورك سيتي عام 2014.
لم تنس الجماهير الأمريكية تهكم لامبارد، ورفض البعض فكرة التعاقد معه، بل وصف بعض المشجعين الصفقة بأنها غير مدروسة.
أثناء تقديمه لوسائل الإعلام في أمريكا، لم يجد لامبارد مفرا من الاعتذار عما بدر منه قبل 13 عاما، وقال في حديثه: "لم أقصد الإهانة أو التصرف بشكل سيء أمام الأمريكيين، المسألة حساسة جدا، أشعر بالندم بشأن تلك الواقعة، لقد كنت شابا صغيرا في تلك الفترة".
عقب انتقال فرانك إلى نيويورك، تمت إعارته إلى إنجلترا لصفوف مانشستر سيتي ولعب بقميصه لمدة موسم واحد، ثم عاد إلى فريقه الأمريكي وشارك معه لمدة موسمين قبل الاعتزال في عام 2017.
فيديو قد يعجبك: