للحظ دور (4).. عندما نفَذ بانينكا ركلته الشهيرة في شباك الألمان
كتب- إبراهيم علي
تعتمد ركلات الجزاء في أغلب الوقت على الحظ، ولكن تسديد ركلة الجزاء على طريقة "بانينكا" هي الأكثر حظاً، بسبب ضعف الكرة أثناء تسديدها نحو المرمى.
"للحظ دور" هي سلسلة جديدة يقدمها "مصراوي"، حول أبرز الأحداث الرياضية عبر تاريخ كرة القدم، التي لعب فيها الحظ دوراً من أجل حسم بطولة أو مباراة.
ركلة الجزاء المعروفة بإسم صاحبها "بانينكا"، والتي نرى أغلب اللاعبين في الوقت الحالي ينفذونها، وأبرزهم سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد الإسباني، وأندريا بيرلو نجم الكرة الإيطالية السابق، يعود تاريخها إلى عام 1976 عندما نُفذت لأول مرة.
وحالف أنتونين بانينكا أسطورة منتخب تشيكوسلوفاكيا، الحظ بعد أن ابتكر طريقة جديدة لتسديد ركلة الجزاء في المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا عام 1976 أمام منتخب ألمانيا الغربية.
وتعود الواقعة إلى بطولة أمم أوروبا 1976 التي أُقيمت في يوغسلافيا، حيث ضمت البطولة 4 منتخبات هي يوغسلافيا ومنتخب ألمانيا الغربية ومنتخب هولندا ومنتخب تشيكوسلوفاكيا.
جمع النصف النهائي الأول منتخبي تشيكوسلوفاكيا وهولندا، والذي حسمه المنتخب التشيكوسلوفاكي بنتيجة (3-1)، بعد أن امتدت المباراة للأشواط الإضافية، بينما نجح منتخب ألمانيا الغربية في حسم نصف النهائي الثاني بالفوز على المنتخب اليوغسلافي بنتيجة (4-2) بعد أن امتدت المباراة أيضاً للأشواط الإضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي بنتيجة هدفين لمثلهما.
استضاف ستاد كرفينا زفيزدا المباراة النهائية بين منتخبي تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية، وشهدت المباراة تقدم منتخب تشيكوسلوفاكيا بهدفين دون رد مع منتصف الشوط الأول، ولكن استطاع الألمان في العودة بالنتيجة من الهزيمة إلى التعادل بهدفين مقابل هدفين، ليذهب الفريقان إلى الأشواط الإضافية.
حافظ المنتخبات على نظافة شباكهم في الوقت الإضافي المقدر بـ30 دقيقة، وذهبت المباراة نحو ركلات الترجيح، ونجح كل فريق في تسجيل 3 أهداف من الركلات الثلاثة الأولى، حتى أضاع أولي هونيس ركلة الجزاء الرابعة للألمان، قبل أن يتقدم أنتونين بانينكا لتنفيذ الركلة الخامسة لتشيكوسلوفاكيا.
تقدم بانينكا لتسديد ركلة الجزاء الخامسة بطريقة جديدة، حيث عمد رفع الكرة بتسديدة خفيفة إلى وسط المرمى من فوق سيب ماير حارس مرمى الألمان والذي قضى أجزاء من الثانية بعدما اتجه لناحية اليسار للتصدي للكرة، وهو ينظر للكرة وهي ترتفع بخفة في الهواء ثم تسقط وسط مرماه بكل هدوء، لتُعلن هذه الركلة عن فوز تشيكوسلوفاكيا باللقب الأوروبي لأول مرة.
وكشف أسطورة منتخب تشيكوسلوفاكيا، سر الطريقة المميزة لتنفيذه ركلة الترجيح الشهيرة في تصريح سابق: "لقد تدربت لمدة سنتين على تلك الطريقة قبل نهائيات كأس الأمم الأوروبية، ببساطة فهمت أن كل حراس المرمى يختارون جهة معينة ويقفزون إليها، لذلك من الممكن أن تكون فكرة تسديد الكرة إلى وسط المرمى جيدة".
واتهم العديد من الأشخاص، بانينكا بأنه قلل من كبرياء ماير والألمان بتسديدة لركلة الجزاء بهذه الطريقة، إلا أنه دافع عن نفسه قائلاً: "لم أكن أنوي الاستهزاء بسيب ماير، لا يمكنك التفكير بالاستهزاء والسخرية ولقب كأس أمم أوروبا على المحك، ببساطة كانت هذه أسهل طريقة من وجهة نظري لتسجيل الهدف وتحقيق الانتصار".
وقال بانينكا في تصريحات عن إذا كان اخطأ في تسجيل أعجوبته في ذلك الوقت: "سألني الكثير من الناس عما سيحدث لو لم أنجح في تسجيل ركلة الجزاء بهذه الطريقة في المباراة النهائية، أخبرهم أنني كنت سأصبح الآن عاملا في مصنع يتمتع بخبرة 40 عاما"، في إشارة إلى أن فشله في تسجيل الركلة كان كفيلا بإبعاده عن ملاعب الكرة، ليتجه بعدها إلى وظيفة روتينية مملة.
اقرأ أيضاً:
للحظ دورٌ (1).. عندما سجل بديل ألمانيا أول هدف ذهبي في كرة القدم
للحظ دورٌ (2).. عندما فازت إيطاليا باليورو بـ"ملك وكتابة"
للحظ دورٌ (3).. الدنمارك من الاستعداد لقضاء عطلة الصيف للفوز ببطولة اليورو
فيديو قد يعجبك: