رسالة الـ 26 من يناير .. عندما تحول طفل مورينيو التائه في لندن إلى "الملك مو"

كتب- إبراهيم علي

رسالة ولم تكن كأي رسالة فهي من الاستثنائى ، وقف يحدق النجم المصري الشاب غير مصدقاً من هوية الاسم، أهو المثير للجدل، بدأت احلامه تداعبه وهو لا يدري أنه سيتحول إلى طفل تائه فور العبور من بوابة لندن ولكنه سيعود بعدها عبر ميناء ليفربول فى شمال غرب أنجلترا ليجتاح الإنجليز فى عقر دارهم فالطفل التائه تحول لملكاً ثائراً سيخشاه الجميع.

26 يناير 2014 محمد صلاح إلى تشيلسي

صلاح قدم إلى صفوف تشيلسي في الانتقالات الشتوية لعام 2014 قادماً من فريق بازل السويسري بمبلغ 16.5 مليون يورو، بعد أن لفت أنظار العديد من الأندية الأوروبية في ذلك الوقت، بعدما قدم أداءً رائعاً في موسمين متتاليين أمام البلوز، في موسم 2012-13 ؛ حيث سجل هدفًا في شباك بيتر تشيك حارس تشيلسي في إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي، وفي موسم 2013-14، استطاع أن يقهر دفاع مورينيو بعدما سجل هدفين في إجمالي مباراتي الذهاب والإياب في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

وأكد وقتها صلاح أنه كان يمتلك عرضاً من نادي ليفربول، ولكن الأمور تعقدت حتى وصلت له رسالة من البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي انذاك: "وقت أن كنت لاعبا في صفوف بازل حصلت على عرض من ليفربول وكنت متحمسًا للانتقال إلى صفوف هذا النادي الذي أحبه ، لكن الأمور لم تكن على خير ما يرام، بعد ذلك مورينيو قام بإرسال رسالة لي وطلب مني أن اكون معه في تشيلسي، هذه المكالمة حولت دفة الأمور إلى تشيلسي".

وكانت أول كلمات صلاح عند انضمامه لتشيلسي: "سعيد لإنضمامي لأحد أكبر الأندية في العالم، أريد الحفاظ على مستواي، ورفع اسم بلدي مصر، تشيلسي نادي كبير وعليك أن تبذل مجهود كبير لإثبات نفسك هناك".

صلاح لم يحصل على فرصته كاملة في تشيلسي حيث كان حبيس مقاعد البدلاء تحت أنظار البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث لم يلعب سوى 19 مباراة فقط بقميص البلوز، سجل خلالهما هدفين وصنع 4 أهداف.

لم يرض الفرعون المصري بتلك الحالة، مما جعله يذهب خارج أسوار النادي الإنجليزي، والانتقال إلى دوري مختلف للحصول على مزيد من الدقائق واكتساب الخبرات، وهو ما فعله عندما انتقل مُعاراً لمدة 6 أشهر إلى صفوف نادي فيورينتينا الإيطالي بعد عام واحد فقط على انضمامه لتشيلسي.

أداء اللاعب المصري كان مبهراً مع النادي الإيطالي، مما جعل نادي روما يتعاقد معه على سبيل الإعارة في صيف 2015، قبل أن يُفعل بند الشراء في عقده، في صيف 2016.

وتداولت بعض الصحف الإنجليزية أخبار اقتراب صلاح من العودة مرة أخرى إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عبر بوابة ليفربول الإنجليزي بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه مع الذئاب، وهو ما أكده الريدز، عندما أعلن رسمياً عن ضم الملك المصري من صفوف روما بمبلغ 42 مليون يورو بالإضافة إلى 8 ملايين كمتغيرات.

الطفل يصبح ملكاً

صلاح عاد مرة أخرى إلى البريميرليج ولكن بصورة مُغايرة تماما عن التي وصفه بها مورينيو بأنه كان طفل تائه في لندن، وطفل تائه في العالم الجديد في ذلك الوقت، حيث توج نفسه كهداف للدوري الإنجليزي برصيد 32 هدفاً ليسمع مع كل هدف هتاف جماهير الريدز "مو صلاح .. الملك المصري"، مضيفاً إلى خزانته الخاصة العديد من الجوائز الفردية أبرزها أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وحصوله على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا مرتين متتاليتين، ومنافسته للثنائي كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش على جوائز الأفضل في العالم.

العديد من الجماهير والنقاد الرياضيين في إنجلترا، حملوا المدرب البرتغالي مسئولية مغادرة صلاح لتشيلسي بسبب عدم إشراكه في المباريات، وأنه لم يُقدر موهبته، إلا أن صلاح كان له رأي اخر عندما أكد أن مورينيو وتشيلسي له الفضل أن يعود بذلك المستوى في الدوري الإنجليزي: "كنت أتمنى المشاركة فى المباريات لإظهار قدراتى أمام الجميع لكن هذا لم يحدث، مورينيو كان يمتلك 20 لاعباً وعليه أن يختار 11 لاعباً فى النهاية وكان يجب أن احترم خياراته، تعلمت الكثير في تشيلسي، لم يكن الوقت سهلاً بالنسبة لي، ولكن أنا هنا الآن وسعيد بذلك".

أتوبيس ضد الانتقادات

ودافع البرتغالي مورينيو، الذي يُصادف عيد مولده تاريخ انضمام صلاح لتشيلسي، عن نفسه بسبب هذه الانتقادات قائلاً في أحد الحوارات: "أنا المدير الفني الذي تعاقد مع محمد صلاح، لكني لم أقم ببيعه، أنا الذي تابعت محمد صلاح أثناء اللعب في بازل وأنا من ضغطت من أجل التعاقد معه وفي نفس الوقت كان الفريق يمتلك ايدين هازارد وويليان، محمد صلاح في ذلك التوقيت كان جناح أكثر منه مهاجم بالشكل الحالي، كما أنه كان طفل تائه في لندن، وطفل تائه في العالم الجديد، صلاح كان بحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل ليكون في حالة مثالية، لكن في نفس الوقت كان يرغب في الحصول على مزيد من الدقائق للعب، رحيله إلى الدوري الإيطالي، ونادي فيرونتينا، كان اختيار جيد، وقررنا إعارته في ذلك التوقيت ليلعب في بطولة قوية، لكن عندما قرر النادي بيعه لم أكن أنا المدير الفني، لذلك أنا قررت أن أتعاقد معه ولم أقرر بيعه، محمد صلاح بالتأكيد لم يندم على الإطلاق أنه اتخذ هذه الخطوة لأنه حقق ما يريد للمشاركة بشكل مستمر وحصل على فرصة المشاركة باستمرار وهو أمر لم يكن متوفر له في تشيلسي".

جوزيه مورايس، المدرب المساعد السابق بنادي تشيلسي الإنجليزي، أكد ما قاله مورينيو في حوار سابق أجراه "مصراوي" معه؛ حيث أشار إلى إن جوزيه من أرسله لمتابعة صلاح:" أرسلني لمشاهدة صلاح وشاهدته أكثر من مرة حينها، كان يملك العديد من المهارات التي لم يمتلكها غيره مثل المهارة والسرعة ويستمتع كثيرا باللعب فهو يشبه السمكة في الماء في تحركاته هناك تناغم في تحركاته".