لم يتم العثور على نتائج البحث

الدوري المصري

زد

- -
17:00

إنبي

خليجي 26

عمان

- -
16:25

قطر

خليجي 26

الإمارات

- -
19:30

الكويت

جميع المباريات

إعلان

أزمات سياسية وقصص عاطفية.. المهاجرون يتوهجون في مونديال روسيا

10:48 م الثلاثاء 03 يوليه 2018

المهاجرون يتوهجون في مونديال روسيا

كتب- أحمد فاروق:

هي اللغة التي تجمع الشعوب، والأوبرا التي يعزفها البشر جميعًا، هكذا وصف البعض كرة القدم التي أصبحت أكثر من مجرد لعبة، والتي تؤكد يومًا بعد الآخر أنها لا تؤمن بالحسابات المعقدة خارج الملعب، وتمنح الفرصة للجميع على قدم المساواة، وهو ما تجسد بوضوح في كأس العالم 2018، حيث شهد المونديال تألقًا ملفتًا للاعبين ارتدوا قمصانًا لمنتخبات بلدان أتوا إليها مهاجرين، أو وُلدوا فيها لأسر مهاجرة عانت كثيرًا للاستقرار في أراضيها.

شهد كأس العالم عبر تاريخه توهج العديد من النجوم المهاجرين، كان أبرزهم إيزيبيو صاحب الأصول الموزمبيقية والذي أبهر العالم بقميص البرتغال في مونديال 1966، كما رفع الفرنسيون كأس العالم للمرة الوحيدة في تاريخهم عام 1998 بفريق قوامه الأساسي من لاعبين من عائلات مهاجرة كان أغلبهم من الأفارقة.

اهتمت شبكة "ناشيونال جرافيك" بظاهرة تألق اللاعبين المهاجرين، وقدمت إحصائية أظهرت أن 97 لاعبًا مهاجرًا بشكل مباشر ساهموا في تأهل 25 منتخبًا لنهائيات كأس العالم 2018، بينما تأهلت 7 منتخبات فقط بدون مساهمات لاعبين وُلدوا في بلدان أخرى، وهي منتخبات ألمانيا، البرازيل، كولومبيا، المكسيك، إيران، السعودية وكوريا الجنوبية، وذلك بخلاف اللاعبين الذين تمتد أصولهم لبلدان أخرى عن طريق الآباء والأجداد.

النهائيات بدورها شهدت ظهورًا استثنائيًا للمهاجرين، حيث ساهم عدد كبير من اللاعبين ذوي الأصول الأجنبية في تحقيق منتخباتهم لنتائج مميزة، بل وأصبح بعضهم من أهم نجوم البطولة الأشهر في عالم الرياضة، ولم يقتصر الأمر على الآداء المميز، بل صنع المهاجرون الحدث في المونديال بقصص عاطفية لمست قلوب الكثيرين وإيحاءات سياسية أثارت جدلًا واسعًا.

مع الإعلان عن القوائم النهائية للمنتخبات المشاركة في مونديال روسيا، برز اسم الأسترالي دانييل أرزاني، والذي دخل التاريخ كأصغر لاعب في كأس العالم 2018، بعمر لم يتجاوز 19 عامًا، وزاد من قيمة رقم أرزاني أنه شارك في مواجهات المنتخب الأسترالي الثلاثة في المونديال أمام منتخبات فرنسا، الدنمارك وبيرو رغم أنه لم يلعب بقميص المنتخب ذاته سوى في 23 دقيقة قبل كأس العالم.

الموهوب الصغير أرزاني سافر إلى أستراليا مهاجرًا من إيران، حيث وُلد في خرم آباد، قبل أن يرحل إلى القارة الجنوبية التي فتحت الباب أمام موهبته، ليلعب في منتخبات الناشئين والشباب بالقميص الأسترالي، ورغم تصريح البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني بأنه مهتم بموهبة أرزاني، إلا أن الأستراليين لم يفرطوا في نجم ملبورن، وقطع استدعاؤه للقائمة الأسترالية في المونديال الباب أمام محاولات إيران لاستعادته.

تألق المنتخب الروسي صاحب الأرض في كأس العالم 2018، ونجح في إقصاء المنتخب الإسباني أحد أبرز المرشحين للقب من دور الستة عشر، وذلك بفضل دفاع صلب، صمد أمام الهجوم الإسباني الكاسح، وكان الظهير الأيمن ماريو فيرنانديز ذو الأصول البرازيلية أحد أبرز عناصر الدفاع الروسي في تلك المواجهة وفي البطولة بشكل عام.

وُلد ماريو فيجويرا فيرنانديز في مدينة توباراو البرازيلية عام 1990، وبدأ مشواره كلاعب كرة قدم محترف بصفوف فريق جريميو عام 2009، وبعد ثلاث سنوات تألق خلالها مع الفريق البرازيلي الشهير تلقى عرضًا للانتقال إلى فريق سسكا موسكو الروسي، ليواصل تألقه بصفوف عملاق العاصمة الروسية، وهو ما أهله لارتداء قميص المنتخب البرازيلي في مباراة ودية أمام نظيره الياباني في الثاني عشر من أكتوبر عام 2012.

لم ينل فيرنانديز فرصة تمثيل منتخب بلاده مجددًا منذ ذلك الحين، وبعد أربع سنوات من التألق بقميص سسكا، حصل المدافع العملاق على الجنسية الروسية، ليُستدعى لتمثيل المنتخب الروسي مباشرة في معسكره في شهر أغسطس 2016، إلا أن المدافع الذي وطأت قدماه الأراضي الروسية في شهر أبريل عام 2012 لم تنطبق عليه لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" التي تشترط مرور خمس سنوات على إقامة اللاعب المُجنّس في البلد التي يرغب في تمثيل منتخبها، وهو ما اضطره للانتظار للعام التالي، حيث ارتدى قميص المنتخب الروسي للمرة الأولى في مواجهة ودية أمام منتخب كوريا الجنوبية في السابع من أكتوبر عام 2017.

أثار الدنماركي الشاب يوسف بولسن فضول الكثيرين، بعدما ظهر خلال المواجهة الأولى لمنتخب بلاده في كأس العالم أمام بيرو بقميص يحمل إسم "يوراري"، واكتملت الإثارة بتسجيل بولسن لهدف الفوز الدنماركي، والذي كان له الفضل في تأهل المنتخب الأوروبي للدور الثاني بعد تعادله في المواجهتين التاليتين مع منتخبي أستراليا وفرنسا.

اللاعب الدنماركي ذو الأصول التنزانية كشف بعد المواجهة أنه قرر تخليد إسم والده الراحل يوراري شيهو، والذي أتى مهاجرًا من تنزانيا وتزوج من دنماركية أنجبت له يوسف، إلا أنه رحل عن الدنيا قبل أن يكمل الصغير يوسف عامه السادس، لكن نجله الذي أصبح نجمًا متألقًا في صفوف لايبزج الألماني لم ينس والده الراحل، وقرر تكريم إسمه على طريقته الخاصة.

في مباراة مثيرة لعبت دورًا هامًا في تحديد المصاحب للمنتخب البرازيلي إلى الدور الثاني عن المجموعة الخامسة، حقق المنتخب السويسري فوزًا دراميًا على نظيره الصربي بهدفين مقابل هدف، ورغم تسجيل المنتخب السويسري لهدف الفوز في الوقت القاتل من عمر المباراة، إلا أن الإثارة الكروية لم تكن الحدث الأبرز الذي شغل المتابعين، حيث خطفت طريقة احتفال نجمي سويسرا جرانيت شاكا وشيردان شاكيري صاحبي هدفي منتخب بلادهما في اللقاء الأضواء مما سواها.

احتفل تشاكا وشاكيري بهدفيهما عن طريق تحريك أيديهما بطريقة جناحي النسر باتجاه الجمهور الصربي الذي تواجد في ملعب اللقاء، في إيحاء سياسي للطائر الذي يتوسط علم ألبانيا، بسبب انتماءات اللاعبين التي تعود للأراضي الألبانية، ومعاناة عائلتيهما بسبب الخلافات السياسية مع دولة صربيا في الماضي.

تعرض والد جرانيت تشاكا للسجن في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يغادر الأراضي اليوغوسلافية مصطحبًا عائلته إلى سويسرا، حيث وُلد جرانيت في مدينة بازل، وهناك وُلد أيضًا أخوه تولان الذي اختار لاحقًا اللعب لمنتخب ألبانيا، وتسبب ذلك في واحدة من أشهر المواقف العاطفية في تاريخ كرة القدم، عندما لعبا وجهًا لوجه في كأس الأمم الأوروبية 2016.

وعلى الجانب الآخر وُلد شيردان شاكيري في جيلان بإقليم كوسوفو الألباني، والذي قادت صربيا حملة رفضًا لاستقلاله، وبقيت غير معترفة بدولة كوسوفو الناشئة، والتي اعترفت بها أكثر من 100 دولة، وبسبب المعاناة مع الصرب هاجر شاكيري صغيرًا مع عائلته إلى الأراضي السويسرية، قبل أن يتألق ويصبح أبرز نجوم الكرة السويسرية، ليمثل منتخبها الأول قبل أن يتجاوز 19 عامًا.

طالب الاتحاد الصربي لكرة القدم نظيره الدولي بتوقيع عقوبة على النجمين السويسريين، حيث يشدد الأخير باستمرار على رفضه لاستخدام الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم، وتوقع كثيرون أن يتم إيقافهما، إلا أن FIFA اكتفى بتوقيع غرامة مالية بلغت 10 آلاف فرنك سويسري على كل منهما.

بقميص المنتخب الفرنسي الذي اشتهر تاريخيًا بأنه أشهر المنتخبات التي يتألق بقميصها لاعبون مهاجرون أو من ذوي أصول أجنبية، أبهر الصاعد كيليان مبابي العالم، وأصبح مرشحًا لنيل جائزة أفضل لاعب في كأس العالم 2018، بعدما سجل هدفين وتسبب في ركلة جزاء ليقود منتخب بلاده باقتدار للدور ربع النهائي على حساب المنتخب الأرجنتيني.

في العاصمة الفرنسية باريس، وُلد مبابي لأب مهاجر من الكاميرون يُدعى ويلفريد وأم جزائرية تُدعى فايزة، ومن ضاحية بوندي التقط كشافو موناكو موهبة مبابي في السابعة من عمره، ليبدأ مشوارًا انتهى بمكافأة موناكو على نظرته الثاقبة بحصوله على 180 مليون يورو قيمة بند أحقية الشراء في تعاقد نادي الإمارة مع نظيره باريس سان جيرمان الذي تعاقد مع الموهوب الفرنسي على سبيل الإعارة في صيف 2017، قبل الفوز بخدماته نهائيًا في العام التالي.

وفي واحدة من أكثر مباريات الدور الثاني إثارة نجح الإسباني الشاب روبيرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي في قلب الطاولة أمام المنتخب الياباني الذي فاجأ العالم بالتقدم بهدفين في مطلع شوط المباراة الثاني، حيث دفع بلاعبي خط الوسط مروان فيلايني وناصر الشاذلي ذوي الأصول المغربية، ونجح الأول في تسجيل هدف التعادل بعد تقليص زميله فيرتونجين الفارق، قبل أن يسجل الشاذلي هدفًا قاتلًا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع قاد بلجيكا إلى الدور ربع النهائي.

تألق الثنائي ذو الأصول المغربية قاد المغاربة لاستدعاء تصريح فيلايني، الذي أكد في وقت سابق أن المدير الفني المغربي فتحي جمال رفض ضمه لمنتخب الشباب المغربي عام 2005، وطالبه بلعب كرة السلة بسبب طوله الفارع، بينما استعادوا أيضًا ذكريات خوض الشاذلي لمواجهة ودية بقميص منتخب المغرب أمام أيرلندا الشمالية عام 2011، قبل تفضيله اللعب بالقميص البلجيكي بعد ذلك، على غرار العديد من النجوم المغاربة الذين مثلوا منتخبات أوروبية أبرزها بلجيكا، هولندا وفرنسا.

تألق المهاجرين وأبنائهم حكاية لم تنته في مونديال 2018، حيث تنتظر جماهير المنتخبات التي تأهلت للدور ربع النهائي تألق من كانوا ضيوفًا على أوطانهم، وأصبحوا بفضل كرة القدم أبطالًا قوميين، تتعلق بأقدامهم ورؤوسهم آمال الملايين في المونديال الذي جمع قلوب العالم حول الساحرة المستديرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان