بالتتبع وتحليل البيانات.. من نشر إعلان "اعتذار المنتخب" على السوشيال؟
كتب ـ عبدالله عويس وحسن رمضان:
إعلان لشركة بيبسي، يحمل رسالة "الاعتذار واجب"، لخروج المنتخب المبكر من بطولة كأس الأمم الإفريقية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم الثالث من هزيمة المنتخب المصري من جنوب إفريقيا في الدور الـ16 لأمم إفريقيا، ما تسبب في موجة غضب عارمة ضد الشركة ولاعبي المنتخب الستة الذين ظهروا في الفيديو الذي لم يتجاوز 12 ثانية.
وبعد يوم من انتشار "الاعتذار واجب" خرجت شركة بيبيسي ببيان ينفي مسؤوليتها عن نشر الإعلان، مؤكدة أنه تم تحريفه وتحويل رسالته من "الكورة لسة في ملعبنا" والتي تهدف لتحميس اللاعبين والجمهور للمباريات المقبلة في حال كان أداء المنتخب في دور المجموعات سيئا، إلى "الاعتذار واجب" بعد الخروج المدوي والصادم في دور الـ16.
وبعد تبرؤ الشركة من نشر الإعلان، تتبع "مصراوي" الظهور الأول لفيديو "الاعتذار واجب" على منصات السوشيال ميديا الثلاثة، بحثا عن ناشر الفيديو الذي أغضب المصريين.
الظهور الأول للفيديو الدعائي كان الساعة 12.20 دقيقة بعد منتصف ليلة الثلاثاء- الأربعاء على موقع تويتر ونشره حساب باسم " mohameedtahaa" والذي تم حذفه من تويتر في وقت لاحق. وبعد مرور ساعة و10 دقائق وتحديدا في 1.35 من صباح الأربعاء ظهر الإعلان على موقع فيس بوك. وظهر بعدها على اليوتيوب الساعة 2.30 صباحا، وفقا لما رصدته أداة "inviD" المتخصصة في تتبع الفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي.
الإعلان لم يُنشر على الصفحة الرسمية الموثقة لشركة بيبسي، ولم يعرض علي القنوات التلفزيونية، وأنتجته وكالة الإعلان المسؤولة عن الحملة الإعلانية التي أطلقتها شركة "بيبسيكو مصر" قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019.
وقالت شركة بيبسيكو في بيانها الصادر مساء الأربعاء إن النسخة المنشورة من الإعلان غير رسمية تم تحريفيها وتسريبها. ويري الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة إن توقيت نزول الإعلان والآلية التي انتشر بها الفيديو ربما تكون مقصودة من الشركة لتحدث حالة من الانتقادات والتفاعل مع البراند، "دا ممكن يكون فكرة إعلانية مبتكرة لتعويض خسارتها بعد خروج المنتخب"، لكنهم لم يتوقعوا حجم المخاطر والأضرار التي ترتبت على نشر الإعلان.
بدوره، نفى أحد مسئولي العلاقات العامة بشركة "بيبسيكو" والتي تمتلك العلامة التجارية "بيبسي" أن تكون الشركة وراء نشر الإعلان بطريقة غير رسمية. وأوضح أن تصوير الإعلان تم ضمن حملة إعلانية تم تنفيذها قبل البطولة، وكان مخططا عرضه في حال تحقيق المنتخب نتائج غير مرضية بدور المجموعات وصعوده لدور الـ16 والأدوار النهائية، لكن بعد تحقيق المنتخب العلامة الكاملة في دور المجموعات وخروجه في مباراة دور الـ16 رفضت الشركة نزول الإعلان.
17 ساعة فقط كانت بين نشر الاعلان على تويتر ومن بعده فيس بوك ويوتيوب، وحتى صدور بيان بيبسي الذي لم يوقف رد الفعل السلبي للمتابعين، وكان هناك تفاعل وانتشار متبوع بهجوم وانتقادات من آلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشطت هاشتاجات تنتقد الإعلان ولاعبي المنتخب الستة الذين شاركوا فيه.
هاشتاج "غير مقبول" تصدر توتير يوم أمس الأربعاء بتفاعل 404 آلاف و706 متفاعلين، وفقا لأداة "mediatoolkit" المتخصصة في تحليل البيانات على وسائل التواصل الاجتماعي. وتصدر موقع توتير التفاعل على هذه المواقع، بنسبة 89.7% وجاء فيس بوك في المركز الثاني مسجلا نسبة 5.1%، بينما سجل يوتيوب 5.1 %.
"#غير_ مقبول" انطلق في اليوم التالي لخروج مصر من البطولة وهو يوم الأحد 7 يوليو، أي قبل يومين من نشر الإعلان. وانطلق الهاشتاج بالأساس ردا على اعتذار لاعبين عن أدائهم في البطولة بكتابة تدوينات على صفحاتهم. وقبل ظهور الإعلان لم يتجاوز التفاعل عليه 1090 مستخدما، ومع تداول الإعلان، ارتفع عدد من تفاعلوا مع الهاشتاج، وتباينت تفاعلاتهم بين تحريف الإعلان والسخرية من أبطاله عبر "كوميكات"، منها تحريف ساخر جرى على الإعلان، سواء في المتن المكتوب أو المسموع، "بصوا إحنا نكندنا عليكم نكد السنين، وبصراحة بقى إحنا ملناش فيها وانتو عارفين، وبالنيابة عن وردة بنقولكوا آسفين"، وكانت الجملة التي تتصدر الفيديو في النهاية "الكدب خيبة" بدلا من "الاعتذار واجب".
كما سخرت بعض التعليقات من اللاعبين، منها "هي الاعتذارات دلوقتي بقت في إعلانات ويتدفع للاعيبة فلوس عشان يقولوا آسفين، ده كلام مش منطقي"، بينما سخر آخرون من كتابة كلمة الاعتذار بشكل خاطئ، بعد أن دونت همزة قطع في بداية الكلمة. وعلى يوتيوب كانت هناك نسخ ساخرة من ذلك الإعلان، حصد أحدها 65 ألف مشاهدة في ساعات.
"انفعال لحظي".. كان ذلك تعليق الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، حول انتقادات الجمهور للإعلان. ويرى أن الشركة بمجرد طرحها إعلانا جديدا فإن التركيز مع الإعلان القديم لن يكون قائما: "الإعلانات تتلاشى مع بعضها البعض، وفقا لقانون الأسبقية، والناس هتنسى الإعلان ده بعد نزول أول إعلان للشركة".
كان لظهور الإعلان مساء الثلاثاء 9 يوليو ـ أثر كبير في عمليات البحث والتداول لاسم شركة "بيبسي"، فقد تداول مليون و266 ألفا و149 مستخدما كلمة "بيبسي" بحسب إداة تحليل البيانات "mediatoolkit"، وكان نصيب توتير منها نسبة 85%، بينما سجل فيس بوك 13.4 % من نسبة المستخدمين لاسم الشركة، وسجل يوتيوب 1.2%.
وارتفعت عمليات البحث والتداول لاسم الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، حيث تخطي عدد المستخدمين للكلمة 9 ملايين مستخدم متبوعة بانتقادات للإعلان وأبطاله الستة من لاعبي المنتخب، مقابل 8 ملايين وقت ظهور الإعلان، سجل خلالها تويتر نسبة 79%، وسجل يوتيوب 17%، وفيس بوك 4%.
"قيم اللعيبة اللي ترضى الدفاع عن زميلهم المتحرش، ما تستبعدش إنهم يقدموا اعتذار بمقابل مادي".. وفق ما يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، والذي أضاف: لا يستطيع أحد لوم الشركة المنفذة للإعلان "أي شركة بتحاول تستغل أي حدث للترويج لمنتجها بأي طريقة لتحقيق مكاسب لها".
وبرر أحد مسئولي العلاقات العامة بشركة "بيبسيكو" التأخير في إصدار بيان بشأن الإعلان بقوله: "إحنا عرفنا إن الاعلان نزل صباح يوم الأربعاء، ومن وقتها وفيه فريق من جميع الأقسام شغال على التحقيقات، لمعرفة هل التسريب حدث من داخل الشركة، ولا الوكالة اللي صورت الإعلان، وده خد مننا وقت علشان نجهز رد".
وأوضح أن الوكالة الإعلانية مسئولة عن تنفيذ كافة إعلانات بيبسي، ولكنها لا تتدخل في مضمون أو رسالة الإعلانية، موضحا أن الحملة الاعلانية تم تصوير جميع أجزائها قبل البطولة، وتم وضع خطة زمنية لنزول هذه الأجزاء مع تطور منتخبنا في البطولة، وأن الشركة لم تكن تنوي أن تنشر هذا الإعلان خصوصا بعد خروج مصر من دور الـ16.
فيديو قد يعجبك: