"الكورة غلبت البحر".. كيف استعد المصطافون بالأسكندرية لمباراة مصر والكونغو؟
كتبت - دعاء الفولي:
قبل أسبوع؛ انضم محمد حجاج رفقة ولديه زياد ومصطفى للمصطافين في محافظة الإسكندرية، قضى الثلاثة أوقاتهم بين الذهاب للبحر والنزهات الليلية، لكن اليوم كان مختلفا "مفيش بحر ولا بهدلة انهاردة.. عايزين نبقى فايقين وقت الماتش" يقول الأب.
على مدى النظر، امتلأ كورنيش عروس البحر بالمواطنين، بعضهم انتظر انكسار آشعة الشمس ليأتي للشاطىء، فيما اكتفى آخرون بالجلوس على السور الخارجي والاستمتاع بالنسمات الباردة، لكن كثير منهم قرر تنسيق جدول يومه لأجل مباراة مصر ومنتخب الكونغو، التي تقام على استاذ القاهرة الدولي في العاشرة مساءً.
بعين الخبير يشاهد مصطفى حجاج المباريات، لا يفوت معظمها حتى تلك التي لا يلعبها المنتخب الوطني، مازال يتذكر منذ عدة أعوام حين تصادف وحوده في الإسكندرية مع بطولة الأمم الإفريقية "ساعتها اتفرجت بس مكنش ليها طعم عشان مصر مش فيها"، أما ذلك العام فالبطولة أفضل كثيرا "احساس حلو ان الواحد بيصيف ويشجع في نفس الوقت".
بين كافتيريا وأخرى تختلف أسعار الجلوس، تبدأ من عشرين جنيها مقابل المشروب وتصل أحيانا لخمسين جنيها، فيما لا ينزعج والد مصطفى من غلاء أسعار بعض المحال "ده الموسم بتاعهم واحنا كمان جايين نتبسط".
بامتداد الكورنيش كانت الشاشات الضخمة حاضرة، يراهن عليها أصحاب الشواطيء، بعضهم استأجرها خصيصا لأجل البطولة، كما فعل محمد أبو ضيف، صاحب أحد شواطيء منطقة المندرة.
مقابل ٣٠٠٠ جنيها شهريا استأجر أبو ضيف الشاشة ما أن علم باقتراب البطولة، لكنه تمنى لو يزداد عددزبائنه "الناس بتيجي يوم ماتش مصر بس"، لم يستعد الرجل الخمسيني بالشاشة فقط، إذ رفع عدد العمال في كافتيريا الشاطيء الذي استأجره من المحافظة، كما احضر المزيد من المقاعد في المكان.
العمل خلال تلك المواسم متعب، لكنه يؤتي أيضا بثماره "الحمد لله يوم ما مصر بتلعب عدد الزباين بيكتر وبيبقى رزق كويس"، يضحك قائلا إن بعض المصيفين يبقون داخل الشاطيء "وبيتفرجوا من مكانهم على الماتش لأن الشاشة كبيرة".
بجانب شاطيء المندرة جلس عمرو بلتاجي رفقة زوجته وأبناءهما، جاءوا من محافظة الغربية لقضاء بضعة أيام في الإسكندرية مع أقارب آخرين، لا يشغل الأب باله بمشاهدة مباراة اليوم "اتفقت مع رجالة العيلة هيشوفوا مكان نقعد فيه".
"اللمة" أمرا آخر يحبه بلتاجي في مباريات المنتخب، تصبح الحالة أشبه باستديو مفتوح لنقاش ما حدث، لكن الشاب الثلاثيني يركز على الأماكن التي يجلس فيها لرؤية المباراة "الكافتيريات اللي على البحر بتستغل الموضوع" حسب قوله، لذا سيشاهد المباراة في مقهى شعبي بسيط "أسعارهم حنينة وأهو كله عنده تليفزيونات".
"كان عندنا ٥٠ كرسي بقوا ٢٠٠"، يحكي جمال محمود أحد العاملين بشاطيء العصافرة. لم يتخط استعداد أصحاب الشاطيء زيادة عدد المقاعد "الشاشة موجودة علطول وبنجيب فيها كل الماتشات"، فيما لا يوجد رسم دخول للكافتيريا "بس القعدة بالمشاريب طبعا".
بشكل شهري يزور زياد وهدان وهادي سامح الإسكندرية، يأتي طالبا الثانوية العامة من مسكنهما بالمنوفية بصحبة أصدقاء آخرين. الكرة بالنسبة لهم مقدسة، لاسيما مباريات المنتخب، لذا وقبل أيام من مباراة اليوم يتفق الشباب على مكان المشاهدة، يبحثون عن مقهى منخفض الأسعار وفي نفس الوقت ملاءم لتجمعهم، ينشىء أحدهم مجموعة على تطبيق الواتس آب وتجري النقاشات على قدم وساق "انهاردة هنشوف الماتش في المعمورة".
مجموعة الواتس اب ليست فقط لمكان مشاهدة المباراة، فيها يتناقش الشباب حول المباراة الماضية "أداء المنتخب مكنش كويس"، يقول سامح، فيما يقاطعه صديقه "صلاح كان كويس بس مش أفضل حاجة، تريزيجيه نجم"، يتفق الصديقان على توقع واحد "إن مصر ممكن تتعادل انهاردة مع الكونغو عشان هما اتغلبوا الماتش اللي فات وهيحاولوا يعوضوا"، تكاد الساعة تقارب السابعة والنصف مساءً، فيهم الطالبان بالتحرك لمكان لقاء أصدقاء مباراة اليوم.
فيديو قد يعجبك: