مفيش نص يمنع.. المفتي: الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية والموسمية جائز شرعًا
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن المسلمين قد فعلوا كثيرًا من الأمور التي لم يفعلها سيدنا رسول الله، وكان ذلك منهم بعد وفاته، صلى الله عليه وسلم؛ وهي تدل على الجواز؛ لأن لها أصلًا في الدين.
وأضاف علام، خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "كل يوم فتوى"، في معرض رده على سؤال يستفسر عن حكم الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية والموسمية؛ كالاحتفال بذكرى العاشر من رمضان وغيره، مضيفًا أن الاحتفال بهذه المناسبات أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، ولا يوجد نص يمنع ذلك، ومَن يستشهد على عدم جواز ذلك بترك النبي، صلى الله عليه وسلم، والصحابة، الاحتفال بنحو هذه المناسبات، فذلك ليس دليلًا على المنع؛ لأنه لم يَرِد نص ينهي عن ذلك، بل الترك هنا فيه دليل على الإباحة.
وشدد مفتي الجمهورية على أنه ليس كلُّ أمر مُحدَث في العبادات أو المعاملات منهيًّا عنه؛ بل الأمور المحدثة تعتريها الأحكامُ التكليفيةُ بحسب ما تدل عليه الأصول الشرعية، فما كان في حيز ونطاق خلاف ما أمر الله به ورسولُه، صلى الله عليه وآله وسلم، فهو في حيز الذم والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب إليه وحض عليه اللَّه أو رسوله؛ فهو في حيز المدح، لأن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قد جعل له في ذلك ثوابًا، فقال: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا". وقال في ضدِّه: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"، وذلك إِذا كان في خلاف ما أَمر الله به ورسوله.
وأردف علام بأن ترْك النبي، صلى الله عليه وسلم، بعضَ الأمور لا يدل على الحظر أو المنع؛ ما دام لا يوجد دليل وارد في الأمر يمنع منه.
وأكد مفتي الجمهورية أن المتشددين القائلين بحرمة الاحتفال بذلك يضيِّقون واسعًا بهذا الفهم الخاطئ للترْك، وعليه يحرِّمون كثيرًا من الأمور بحجة أن النبي، عليه السلام، لم يفعلها، مستغلين دغدغة مشاعر الناس بالتخويف من مخالفة الشرع الشريف؛ وبحجة أن النبي، عليه الصلاة والسلام، أو الصحابة ثم السلف الصالح لم يفعلوه.
وأضاف مفتي الجمهورية أن بعض المتطرفين أخذونا إلى مكان بعيد عن الشريعة بسبب ذلك، وبدعوى بدعة الضلالة، وهي ميزان يستخدمونه في كل مناسبة ليضيِّقوا على الناس ويشددوا عليهم، وعندما نقرأ النصوص الشرعية مجموعةً نخرج بأن البدعة المحرمة هي تلك البدعة التي تبطل أحكام الإسلام، أما ما تتوافق معها فتدخل في دائرة السنَّة الحسنة، مستشهدًا بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".
فيديو قد يعجبك: