إعلان

"راح فين زمن الكرم؟".. عادات شهر رمضان أكلتها نار الأسعار

01:38 م الخميس 24 مايو 2018

عادات شهر رمضان أكلتها نار الأسعار

كتب- محمد زكريا:
تصوير- أسامة عبدالنبي:

كان طقسًا رمضانيًا مُعتادًا أن يدعو محمد أسامة عائلته وأصدقاءه إلى بيته للإفطار، فالعزائم هي أكثر ما يُشعر الشاب بحلول الشهر الكريم. لكن تضاعف أسعار السلع مقارنة بعام زواجه، الذي مر عليه أربعة أعوام، جعله يلجأ إلى حيلة تضمن له الالتقاء بمحبيه وتناول الفطور معهم.

"لا أحملك ولا تحملني"، كان هو الشعار الذي رفعه أسامة. جاء الاتفاق مع عائلته دون تعقيب، وكأن إرادة الجميع تلاقت في جلسة القرار؛ وهو أن تُحضر كل عائلة طعامًا معينًا، يجتمعوا به في مكان أحدهم، حتى يضمن الجميع تناول أصنافًا من أكل شهي.

في أبريل 2016، صدق مجلس النواب على برنامج اقتصادي، عنونته الحكومة بالإصلاحي، وجاءت مسودته لتقول إن أحد أهدافه هو "تطبيق منظومة ضمان اجتماعي لحماية محدودي الدخل"، لكن وصل التضخم إلى مستويات غير مسبوقة وتجاوز 33% في يوليو 2017، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

محمد مصطفى، اعتاد اصطحاب والديه كل عام لشراء مستلزمات الشهر، قبل أن يبدأ رمضان، توجهت الأسرة الصغيرة إلى أحد محلات الجملة ليشتروا "الياميش"، وهو مكسرات وفاكهة مجففة. كانت النية شراء المجموعة كاملة، لكن ارتفاع سعرها لما يزيد على الضعف مقارنة بالعام الماضي، جعل الأسرة تُقرر شراء البلح وقليلًا من الأنواع الأخرى، لربما يأتيهم الضيوف، فرب الأسرة من ميسوري الحال، وهمه الحفاظ على وضعه الاجتماعي.

لم تعد مائدة إفطار محمد أحمد ممتلئة كما كانت الحال في الأعوام الماضية، كان طقسًا رمضانيًا أن تحمل سفرتهم أنواعًا مختلفة من الطعام، بهجة الفطور بعد ساعات طويلة من الصيام، لكن هبت رياح الأسعار لتعصف بدخل عائل الأسرة، الذي يتقاضى معاشًا يقل عن 2000 جنيه، لديه 4 أولاد، أصغرهم عمره 21 عامًا، ومتطلبات الحياة لا تنتهي.

ورغم انخفاض وتيرة التضخم إلى 12.9% في أبريل الماضي مقابل 13.1% في مارس 2017، بحسب الإحصاء الحكومي، طال لهيبه غالبية المواطنين، وتسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات في ضيق البعض منهم.

تزيين كمال بدر شرفة منزله بأجواء رمضان، أكثر ما يُشعر الشاب بشهر الصيام، لمبات ملونة وفانوس صغير هي أدواته، لكن تلك الأشياء باتت رفاهية مقارنة براتبه الضعيف، ألف ومئة جنيه، لذلك تخلى عن الأمر في العام الحالي.
"مش معقول أجيب فرع "اللمض" الصغير بـ50 جنيهًا، والفانوس بـ200 و250 جنيهًا.. كان زمان 100 جنيه تروق البلكونة، دلوقتي أنا محتاج مش أقل من 400 جنيه.. منين بقى؟" يقولها ضاحكًا.

يكتم بدر ضحكته، قبل أن يحكي عن رفضه لدعوات أصدقائه بتناول الفطور أو السحور خارج المنزل، كما اعتاد صاحب الـ26 عامًا طيلة السنوات الماضية، حضر رمضان هذا العام بعد منتصف الشهر الميلادي، ولم يعد من راتبه إلا ما يُصله بالكاد إلى الراتب الجديد.

الراتب الجديد، حتى وإن حضر في الغد، لن يوجه محمود حسين جزءًا منه إلى شراء فانوس لخطيبته، كل مليم له قيمته في الوقت الحالي، اتفق المحبوبان على الأمر، هناك ما هو أولى بالإنفاق (شقة وعفش و.. )، الأسعار في السماء كما يصفها حسين، لذا قرر تناسي عادته المُحببة، فالزواج هو ما يهدف إليه في الوقت الحالي.

بحلول شهر رمضان، كان أحمد عشماوي يشتري الفوانيس لأطفاله، هي عادة سنوية تدخل السعادة على الصغار، لكن جاء العام الحالي ليقول كلامًا آخر؛ ارتفعت أسعار الفوانيس بشكل يفوق مقدرة الرجل محدود الدخل، فيما لجأ إلى حيلة، لكنها لم تشفع له عند أولاده.

اشترى عشماوي 3 ألعاب "سبونش بوب" لأطفاله، بسعر 100 جنيه، هو المبلغ الذي خصصه لفانوس رمضان منذ البداية، لكن ذلك لم يعجب صغاره، سألوه عن فانوس "بيغني وينور". مطلب الأطفال يتعدى ضعف ما أقره ودفعه، حاول الأب أن يقنعهم بجدوى اللعبة التي اشتراها، وعلى مضض قبل الأولاد الأمر، فيما تمنى هو أن تُسرع الأيام في طبع حكمتها على عقولهم البريئة.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان