ضمت مصلى لصلاة التراويح.. قلعة صلاح الدين الأيوبي في رأس سدر شاهد على التاريخ
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
جنوب سيناء – آية السيد:
اهتم السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، بشبه جزيرة سيناء، فأنشأ فيها القلاع، لاعتبارها بوابة مصر الشرقية، وقلعتها الحصينة ضد أي اعتداء من جهة الشرق، وطالما كانت شبه الجزيرة مدخلًا للغزاة والفاتحين عبر العصور.
ومن هذه القلاع، قلعة الجندي، القريبة من مدينة رأس سدر على خليج السويس، في محافظة جنوب سيناء، والتي بناها القائد المسلم من عام 1183 إلى 1187، من الحجر الجرانيتي والجيري والرملي.
قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، إن قلعة الجندي، مسجلة كأثر من الآثار الإسلامية عام 1989، وتبعد 100 كم جنوب شرق السويس، تضم مسجدين ومصلى كان مخصصًا لصلاة القيام، والعيدين، عبارة عن مكان مكشوف له محراب يُحدد اتجاه القبلة في جدار طوله 15.9م، وبني المحراب من الحجر المنحوت، وعرضه 80 سم، وعمقه 84 سم.
وأضاف "ريحان" أن صلاح الدين الأيوبي أنشأ بقلعة الجندي جامعًا كبيرًا يضم مئذنة بقيت قاعدتها بالطرف الغربي من واجهته الشمالية الغربية، وله مدخل معقود بعقد مدبب يعلوه بقايا شرفات، وتُعد واجهته الجنوبية الشرقية من أهم الواجهات، حيث كان يوجد بها النص الإنشائي للجامع والصهريج الموجود أسفله، وهو الآن بمتحف الفن الإسلامي بباب الخلق.
وتوجد بهذه الواجهة فتحة باب تؤدي إلى صهريج أسفل الجامع، كما تتميز الواجهة الشمالية الشرقية بوجود شباكين ويتوج كل شباك عتب حجري به زخارف إشعاعية تخرج من دائرة مركزية تنتهي بأشكال محارية .
وتخطيط الجامع من الداخل مستطيل مقسّم إلى ثلاثة أروقة، وكان يسقف الجامع سقف مسطح من براطيم خشبية "كتل خشبية ممتدة بين طرفي السقف وتغلف بالتلوين والتذهيب" من فلوق النخيل مازالت بقاياها.
وأشار "ريحان" إلى أن شهر رمضان ارتبط بصلاة التراويح، والتراويح جمع ترويحة، وتطلق في الأصل على الاستراحة كل 4 ركعات، وهي صلاة أقامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وأمر الناس بها في شهر رمضان سنة 14هـ، ومن جميل ما اعتاد عليه الوالي عنبسة بن إسحاق عام 238هـ أنه كان يخرج وحده في ظلمات الليل وينادي في شهر رمضان بالسحور، وكان في بعض القلاع الإسلامية مثل قلعة الجندي بمدينة رأس سدر مكان مخصص لصلاة التراويح والعيدين عبارة عن مكان مكشوف وبه محراب يحدد اتجاه القبلة.
وأوضح خبير الآثار أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - دخل مصر عن طريق سيناء متخذًا طريق رفح – العريش - الفرما حيث وصل رفح 10 ذي الحجة 18هـ الموافق 12 ديسمبر 639 م، ولم يجد أي نوع من المقاومة، ثم العريش فالفرما في أول محرم 19هـ الموافق 2 يناير 640م وكانت سيناء أول منطقة بمصر تضاء بنور الحضارة الإسلامية.
وأكد "ريحان" أن العصور الإسلامية تتابعت على أرض سيناء وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضاري من خلال آثار إسلامية عديدة الدينية منها، والحربية، والمدنية، وتعددت أماكن الصلاة فمنها المسجد الجامع الذي يشترط فيه وجود المنبر لإقامة كل الصلوات وصلاة الجمعة، والمسجد لإقامة الصلوات عدا صلاة الجمعة، لعدم وجود منبر والمصلى، وهو مكان مكشوف لصلاة القيام في رمضان وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة، وكانت هذه المنشآت بمثابة القوة الروحية كما كانت مدرسة لطرز العمارة والفنون الإسلامية.
فيديو قد يعجبك: