بسبب كورونا.. ما هو حكم الصلاة جماعة في ظل التباعد وعدم اكتمال الصفوف؟
كتبت – آمال سامي:
بعد قرار إغلاق المساجد ثم السماح بإقامة الجماعات على القائمين عليها بعدد محدود للغاية وباتباع الاجراءات الاحترازية التي تم فرضها منذ انتشار فيروس كورونا، نقلت لنا الشاشات عبر العديد من الدول، ومؤخرًا مصر، المصلين وهم ينظمون صفوفهم بحيث تصبح بينهم المسافات الآمنة المقررة احترازًا من كورونا، على الرغم من النص الشرعي الصريح الذي نعرفه جميعًا الذي يفيد بضرورة مساواة الصفوف وسد الخلل والفرجات، وهو ما دفعنا لنتساءل عن الحكم الشرعي للصلاة بهذه الطريقة بدون تسوية وسد للفرجات.
فتوجه مصراوي بالسؤال حول مشروعية ذلك إلى الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الذي أجاب قائلًا إن الأصل أن إقامة الصلاة ورص الصفوف وسد الفرج، وإتمام الصف الأول فالأول، مطلوب شرعًا، وقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله"، ويؤكد ممدوح أن اتمام الصفوف وسد الخلل والفرجات من في قوله صلى الله عليه وسلم "أقيموا الصفوف"، فيقول: "ويدخل في إقامة الصف استواء القائمين على سمت واحد والتصاق بعضهم لبعض بحيث لا يكون بينهم خلل وتتميم الصفوف المقدمة أولا فأولا".
لكن يقول ممدوح إن هذا الأمر من السنن والمستحبات وليس من الواجبات بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "تسوية الصف من تمام الصلاة"؛ فلم يذكر أنه من واجباتها أو أركانها.
والمستحب لا مانع من تركه إذا كانت هناك مصلحة أعظم في تركه، يقول ممدوح مؤكدًا أن حفظ النفس من أعظم المصالح، "فصلاة الجماعة مع وجود مسافات بين المصلين إذا كان هذا مما يساعد في الوقاية من الإصابة بالعدوى ويحد من تناقل وانتشار الوباء تعتبر على هذه الهيئة أمرا حسنا مطلوبا من الناحية الشرعية".
فيديو قد يعجبك: