المفتي في حوار لـ مصراوي: هذه علامات قبول الصيام وهكذا نتأسّى بأخلاق النبيّ
حوار - محمد قادوس
قال الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن التوفيق للعبادة السليمة والعمل الصالح هي نعمة كبيرة من الله تعالى، ولا بد أن يتبعها نعمة القبول، والصوم مراتب منها الظاهر: وهو الأكل والشرب وسائر الشهوات، وهذا صوم العوام، ومنها الباطن: وهو أعلاها، حيث يتعهد القلب وينقيه من أدرانه؛ لأن الإنسان كلم ارتقى عن المباحات وعن كل ما حرم الله يرتقي شيئًا فشيئًا إلى صوم الخواص، وهو أعلى درجات الصوم وفيه تخلص النفس الإنسانية إلى أعلى درجاتها
وأكد المفتي أن علامات قبول الصيام عديدة متى لمسناها تيقنا بقبول صومنا ومنها الثبات على الطاعة وعدم الرجوع للذنوب، والخوف من عدم قبول الطاعات، فالمؤمن يشفق على نفسه، ويخاف من أن يحرمه الله تعالى من قبول طاعاته، وكذلك فعل الطاعات يدل على قبول الطاعة السابقة، فالحسنة يتبعها حسنة، وعدم الشعور بالغرور بسبب الأعمال التي قام بها، بل يشعر بصغر ما قام به مقارنةً بنعم الله تعالى عليه، اضافه الى كره المعصية وعدم الإقبال عليها، وكثرة الدعاء والخشوع والخضوع لله تعالى، وكذلك الاستغفار الدائم، و الاستمرار بالعبادات نفسها بعد انتهاء رمضان كوصل الأرحام، والصدقات، وصيام النوافل. إخلاص العمل لله تعالى .. وإلى نص الحوار:
ـ يتفرغ البعض خلال شهر رمضان للتعبد والطاعة على حساب اهمال العمل، فكيف يوازن الصائم بينهما؟
الصوم جاء لغذاء الروح حيث تنتفع به الروح كما ينتفع الجسد بالطعام، وهكذا نوازن بين العمل والعبادة، ومن ثم يجب علينا ترتيب أولوياتنا في رمضان، فلا يجوز تقديم السنَّة على الواجب، ولا يجوز أن نسرف في السنَّة ونضيِّع الواجب، وعلى المسلم أن يوازن بين العبادة والعمل، فلا يسرف في صلاة التراويح ليلًا وقراءة القرآن ثم يذهب إلى العمل صباحًا مجهدًا ولا يؤدي عمله على الوجه الأكمل فيضيع بذلك مصالح الناس، وشهر رمضان يحدث التوازن لدى المسلم.
ـ كم عاما صامها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف نتأسى بأخلاقه واغتنامه فضل الشهر الكريم؟
صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين؛ كما قال الإمام النووي في "المجموع": [صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رَمَضَانَ تِسْعَ سِنِينَ؛ لِأَنَّهُ فُرِضَ فِي شَعْبَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِن الْهِجْرَةِ، وَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إحْدَى عَشْرَةَ مِن الْهِجْرَة.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلغنا رمضان لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان؛ لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية، وكان يستقبل شهر رمضان المبارك بالفرح والسرور، ويُذكّر أصحابه -رضي الله عنهم- وأمّته من بعده بعِظم فضائل هذا الشهر، ويبيّن لهم كيفية اغتنام لياليه لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يستعدون قبل دخول الشهر الفضيل ويدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان، وبعد أن ينقضي الشهر يدعون اللهَ تعالى أن يتقبل منهم.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، وقد رُوي عنه أنه قال: (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ)،وكان يُفطر على عدد فردي من الرطب، فإن لم يجد فمن التمر، فإن لم يجد كان يكتفي بشرب الماء، أما السحور فكان يؤخره إلى ما قبل صلاة الفجر بوقت يسير، ويحث أمته على المواظبة عليه، حيث رُوي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)، كما كان يكثر من الصدقات وقراءة القرآن الكريم، كما كان يحرص على قيام الليل كما روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة، وكان يطيل القراءة فيها، فضلا عن اعتكافه وترقبه ليلة القدر.
ـ وما هي نصيحتكم للصائمين لتعظيم الاستفادة من الشهر الفضيل وبذل خصال الخير فيه؟
شهر رمضان تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وعلى ذلك فهو فرصة للصائم أن ينهل ويغتنم هذا الشهر حتى لا يضيع عليه مثل هذا الثواب العظيم، وهذا الشهر يعد فرصة عظيم لأن الوقت يمكن أن يجزأ فيه بين العمل والعبادة والصداقات وصلاة التراويح.
وشهر رمضان له مكانة عظيمة عند الله، حتى أن الله سبحانه وتعالى جعل نفحات هذا الشهر الكريم كثيرة ومتنوعة، بالإضافة إلى الثواب فيه سراً بين الله وعبده، نظراً لما يترتب عليه من مشقة كبيرة يتحملها العبد من أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى، هذا الشهر، ويجب علي الصائم ألا يُعرّض صيامه لما يفسده ويضيّع ثوابه فيمسك أعضاءه وجوارحهعن كل ما يغضب الله تعالي، ويضيع الصوم، كالغيبة والنميمة والقيل والقال، والنظر إليما حرّمه الله تعالي والخصام والشقاق وقطع الرحم، وغير ذلك من الأمور التي من شأنها ضياع ثواب الصوم عملاً بقوله صلي الله عليه وسلم: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر»، فكل قول أو فعل يذهب التقوي أو يؤثر فيها يضعف ثواب الصيام أو يذهب به، فالغرض من الصيام أن يتحلى الإنسان بالتقوي.
ـ كيف يرتب الصائم أولوياته في شهر رمضان؟
شهر رمضان يتطلب الهمة العالية والحرص على آداء الأعمال والوظائف والعبادات بإخلاص وعلى أكمل وجه.
ومن أفضل العبادات في رمضان المبارك قيام الليل، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، فقد كان قيام الليل دأب النبي وأصحابه، فمهما كانت حالة الإنشان عليه أن يحرص على القيام لقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها: «لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا»، والتزم بذلك أصحابه حيث كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يصلى من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة، الصلاة.. ويتلو: «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى».
وكذلك الصدقات في رمضان من العبادات المهمة لأنها نوع من التكافل الاجتماعي الذي حثتنا الشريعة الإسلامية عليه، وإطعام الفقراء وإفطارهم، فقد كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة صدقة فى رمضان»، لما لها من مزية وخصوصية فعلى الجميع المبادرة إليها والحرص على أدائها ولتكن فى عدة صور منها إطعام الطعام: لقول الله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}؛ فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات.
ـ شرع الإسلام مجموعة من الضوابط في احكام الصيام والافطار خلال شهر رمضان نودمن فضيلتكم ايضاحها؟
النصوص الشرعية في القرآن الكريم، وما تم أخذه من سنة رسول الله، تحمل دلالات كثيرة لتيسير الدين على المسلمين، فما جعل الله عليكم في الدين من حرج، وقال عز وجل فيمحكم آياته "إن بعد العسر يسرا، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها" ليس فقط في الصيام، كذلك في أمور النفقات وغيرها، وقد ذكرها كذلك في مكملة آية شهر رمضان "إن يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، الله يريد من العبد الامتثال والخضوع للنص الشرعي للقرآن دون إرهاق، ولا حرج على الإنسان أن يُيسر الأخذ بالأمر الأشد على النفس وإن كان فيه بعض الاحتياط، فتكليف الصوم يراعى اليسر والسماحة ولا يضيق على الإنسان، وإذا كان أمر الصوم يشق على الإنسان ويخرج عن المعتاد ويؤدي لإرهاقه بشكل لا يجعله يقوم بأعماله اليومية، يجوز له الإفطار، حسبما ذكر الله في آياته، وهناك حالات يجوز فيها الإفطار بضوابط محددة مثل السفر لمسافة القصر والتي تقدر بـ85 كيلو، إلا في حالة قدرة الإنسان على الصيام والسفر فهذا خيرًا له، كما يمكن لبعض الحالات المرضية الإفطار حسب رأي الطبيب، مصداقا لقوله: "من كان منكم مريض أو على سفر فعدة من أيام آخر"، ويجوز تعويض هذه الأيام في فترة أخرى أو إطعام المساكين.
ـ في كل عام يثار الجدل حول جواز إخراج زكاة الفطر مالًا وليس حبوبًا .. فما الصحيح في ذلك؟
لا داعي لهذا الجدل .. فكلا الأمرين مبارح، والقاعدة الشرعية تقول: "إنما ينكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه"، والذي نختاره للفتوى في مسألة زكاة الفطر ونراه أَوفَقَ لمقاصد الشرع وأَرفَقَ بمصالح الخلق هو جواز إخراج زكاة الفطر مالا مطلقًا، وهذا هو مذهب الحنفية، وبه العمل والفتوى عندهم في كل زكاة وفي الكفارات، والنذر، والخراج، وغيرها، كما أنه مذهب جماعة من التابعين.
ـ ما حكم احتكار السلع خلال شهر رمضان؟
احتكار السلع بقصد رفع أسعارها من الأمور المحرمة شرعًا، ومحتكر السلع يرتكب فعلًا شائنًا ويتخذ مظهرًا من مظاهر الكذب، ورد النهي عن الاحتكار في عدة أحاديث عده، منها: «الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون» «رواه ابن ماجه والبيهقي في السنن» وحديث معمر: «لا يحتكر إلا خاطئ» (رواه مسلم)، وفي رواية: «من احتكر فهو خاطئ»، ومنها: حديث أبي أمامه: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُحتَكَر الطعام». (رواه الطبراني). ومنها: حديث أبي هريرة: «من احتكر حكرة يريد أن يُغْلِيَ بها على المسلمين فهو خاطئ» (رواه أحمد والحاكم والبيهقي). وحديث معقل بن يسار: «من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليُغْلِيَه عليهم فإن حقًّا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة» (رواه أحمد والحاكم والبيهقي والطبراني). وروي بسند ضعيف: «الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون".
لذا يجب الضرب بيد من حديد على كل من يحاول المساس بأي من مقومات الحياة لأي مواطن، وعلى جميع المؤسسات بأن تضطلع بدورها في اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد حدوث مثل هذه الأمور على أي سلعة من السلع الأساسية.
-وما الجديد الذي ستقدمه دار الإفتاء هذا العام؟
لدينا مجموعة من الخدمات الشرعية التي تسهل عملية التواصل بين المفتي والمستفتي، وتقدم الدار خدمة البث المباشر بشكل يومي على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء للإجابة عن تساؤلات الصائمين.
- يحدث لغط كل عام بسبب رؤية هلال شهر رمضان .. نود أن نلقي الضوء على أسباب تلك الدعاوى وأهدافها؟ وكيف تتوافق استطلاعات الدار مع الهيئات المتخصصة في علوم الفلك وما شابه؟
دار الإفتاء تستطلع أهلة الشهور القمرية كلها عن طريق لجان شرعية علمية تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك، حيث إن للدار 7 مراصد موزعة على مستوى محافظات الجمهورية لرصد الهلال، وذلك في مناطق مدينة 6 أكتوبر وسيوة بمرسى مطروح، وقنا وتوشكى بأسوان، وسوهاج والوادي الجديد، ومرصد حلوان والقطامية بالقاهرة.
ولجان الدار تسير عند استطلاعها للأهلة وَفق خطة من أرشد الخطط في هذا الأمر، حيث تستعين بالرؤية البصرية سواء كانت بالعين المجردة أو بالعين المسلحة، التي تعتمد على استخدام المراصد والآلات، بالإضافة إلى الحساب القطعي، كما أن هذه المراصد مزودة بأحدث الأجهزة العلمية وخرائط تحدد اتجاه زاوية الهلال، فضلًا عن وجودها في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصرية ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، لتتوفر فيها شروط الجفاف وعدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال.
وقد تختلف رؤية الأهلة في بعض الدول عن بعضها نتيجة لاختلاف المطالع بينها، فإذا استحالت رؤية الهلال في بلد كانت دعوى رؤيته في بلد آخر غير ملزمة لهم، إلا أن الحج هو حيث يحج الناس، وهذا واحد لا اختلاف فيه؛ جمعًا لكلمة المسلمين.
ولدينا رؤية علمية وقطعية، أما العلمية فهي ما تقرر شرعًا من أن القطعي مقدَّم على الظني؛ أي أن الحساب القطعي لا يمكن أن يعارض الرؤية الصحيحة، ولذلك صدر قرار مجمع البحوث الإسلامية سنة 1964م، واتفقت المؤتمرات الفقهية كمؤتمر جدة وغيره على الاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أن الحساب ينفي ولا يثبت، فإذا نفى الحساب القطعي طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية في إثبات طلوعه منعدمه، ويجب على كُلِّ أهل بلدٍ متابعةُ إمامهم في رؤية الهلال من عدمها؛ وذلك بشرط إمكان الرؤية بالحساب الفلكي.
ـ هل إذا ثبت الهلال في بلد، هل يلزم الصوم جميع الناس ولو اختلفت مطالع البلاد، أم لا؟
قد تختلف رؤية الأهلة في بعض الدول عن بعضها نتيجة لاختلاف المطالع بينها، فإذا استحالت رؤية الهلال في بلد كانت دعوى رؤيته في بلد آخر غير ملزمة لهم، إلا أن الحج هو حيث يحج الناس، وهذا واحد لا اختلاف فيه؛ جمعًا لكلمة المسلمين.
والمتتبع لتاريخ المسلمين يجد أن المسلمين قد برعوا في علم الفلك ومع ذلك لم يستغنوا عن الرؤية الشرعية للأهلَّة على مدار العصور ليقينهم بالأهمية الشرعية للأهلة، فالأهلة الشرعية يترتب عليها أحكام الحج والعمرة وعِدد النساء وغيرها من الأحكام، ولا تعارض مطلقًا بين علم الفلك وبين الشرع المتمثل في الرؤية الشرعية فالعلمان متكاملان وليسا متعارضين.
- يتساءل كثيرون لماذا لا تؤهل دار الإفتاء مفتيات من النساء للرد على فتاوى المرأة؟
لدينا بالفعل مفتيات من النساء، كما لدينا متدربات كثيرات في برامج التدريب على الإفتاء التي ترعاها دار الإفتاء المصرية من خلال إدارة التدريب حيث تتبنى هذه الإدارة منظومة من المفاهيم التدريبية الحديثة المستقاه من افضل مناهج التدريب المعاصر عملا بأوامر الشرع الشريف التي تحث المسلمين والمسلمات على أن يأخذوا بأفضل سبل العلم، ولدى الإدارة اكثر من برنامج تدريب من بينه تدريب الطلاب المصريين من خريجي الكليات الشرعية من جامعة الازهر في مجال الإفتاء وعلومه سواء الذكور او الاناث والبرنامج يجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي على الإفتاء، حتى يخرج الطالب او الطالب هم تقنا لمفاهيم وأدوات الإفتاء الشرعة المنضبط، والتمرس على منهج دار الإفتاء المصريةفي الفتوى ، واتقان مهارة التعامل مع المستفتيين ، وكذلك فن التعامل مع الخلاف الفقهى.
-يقدم المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء رؤية معاصرة لكافة الأحداث والموضوعات المثارة على الساحة العربية والإسلامية.. لماذا لا تترجم الدار مخرجات المؤشر وغيره من منتجات الدار وتعميمها على دور الإفتاء والمراكز الإسلامية في الغرب؟
بالفعل تتم ترجمة كافة مخرجات مراكز الدار البحثية والمؤشر العالمى للفتوى من خلال إدارة الترجمة الخاصة بالدار، كما يتم نشرها على الموقع الرسمي للدار، وفى نفس السياق ومن خلال التنسيق المتبع مع دور الإفتاء في العالم يتم التواصل عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وإيصالها إليهم وهم بدورهم يتبادلونها مع المؤسسات الشريكة.
-ما دور دار الإفتاء المصرية في مواجهة قضايا الأقليات مثل الإسلاموفوبيا وعدد ساعات الصوم المرتفعة التي تصل إلى 19 ساعة في بعض البلدان؟
"الإسلاموفوبيا" أحدُ المصطلحات المستحدثة التي تعبر عن حالة الكراهية والاستعداء والتحامل والخوف اللاعقلاني تجاه دين الإسلام والمسلمين، والعوامل الحقيقية التي أدت لانتشار مصطلح الإسلاموفوبيا وأنتجت آثاره الفكرية والعملية، ترجع إلى الدور السلبي المشبوه الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي، التي تعمل على تصوير الإسلام على أنه دين إرهاب يكره المخالفين ويعاديهم، والزعم بعدم وجود مشترك إنساني بين المسلمين ومخالفيهم في العقيدة، وذلك بهدف خلق حالة من العداء غير المبرر ضد المسلمين وهو نوع من أنواع العنصرية البغيضة وسلوك إقصائي ليس له مبرر معقول أو مقبول، ومن اجل هذا سارعت دار الإفتاء في انشاء مرصد خاص لعلاج ظاهرة الاسلاموفوبيا في عام 2015 هدفه تتبع ظاهرة "الإسلاموفوبيا" ومعالجتها بثلاث لغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، بهدف الحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.
وبخصوص عدد ساعات المرتفعة والتي تصل الى 19 ساعه فلدى دار الإفتاء فتوى في هذا الشأن مفادها ان المفتي به أن الصوم في هذه البلاد يكون على عدد ساعات مكة المكرمة؛ لأنها أمُّ القُرى، وعلى ذلك يبدأ المسلمون من أهل تلك البلاد بالصيام من وقت فجرهم المحلي ثم يتمون صومهم على عدد الساعات التي يصومها أهل مكة المكرمة في ذلك اليوم والذي يمكن معرفته عن طريق المواقع الإلكترونية، فلو كان الفجر في تلك البلاد مثلًا في الساعة الثالثة صباحًا وكان أهل مكة يصومون خمس عشرة ساعة، فإن موعد الإفطار يكون في الساعة الثامنة عشرة؛ أي السادسة بعد الظهر بتوقيت تلك البلاد، حيث يصعب على الإنسان صيام ثماني عشرة ساعة متواصلة ويزيد، وذلك بقول المختصين الذين يقررون أن الامتناع عن الطعام والشراب طوال هذه المدة يضر بالجسد البشري.
فيديو قد يعجبك: