إعلان

بيع "لبن الحمير" في العراق يثير الجدل.. وباحث شرعي يوضح هل أجازه الشرع

02:34 م الخميس 07 مارس 2024

حليب الحمير

كـتب- علي شبل:

أثارت واقعة لبيع حليب أنثى الحمير في إحدى مناطق محافظة البصرة، جنوبي العراق، تداولتها مواقع وصحف عراقية، جدلا واسعا في الساعات الماضية، حيث ظهرت حظيرة فيها عدد كبير من الحمير، يبيع صاحبها حليبها للمواطنين "لأهداف علاجية"، فيما أعلن لاحقا إغلاق الحظيرة، وإحالة أصحابها إلى الجهات المختصة.. أما الرأي الشرعي في تلك المسألة فأوضحه الدكتور عبدالرحمن الفخراني، الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية.

بداية، يلفت الفخراني النظر، في حديثه الخاص لمصراوي، إلى أن هذه مسألة قديمة، وليست نازلة محدثة، ولها في أدبيات الفقه ظل كثيف وأصداء قوية، والكلام فيها على شقين؛ حرمة أكل لحوم الحُمر الأهلية، وحرمة شرب ألبان أتنها ( الأتان أنثى الحمار).

- أما الأول، يقول الفخراني، فلا خلاف بين أهل العلم على حرمة اكل لحومها، إن كان حلالا، بادئ الأمر، ودليلهم ما رواه البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ : نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ، وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْل.

ورواه البخاري ومسلم عن أبي ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه قَالَ: حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ.

- أما الثاني (حرمة شرب واستخدام ألبان الأتان)؛ فيتردد خلاف أهل العلم بين القول بالحرمة المطلقة (للتبعية) وبين القول بالحل المقيد بالضرورة، ولا أعلم من أهل العلم قائلا بالحل المطلق.

وبيان ذلك- يوضح الباحث الشرعي في العلوم الإسلامية، أن أكثر أهل العلم على حرمة شرب أو استعمال لبن الأتن، تابعا لتحريم أكل لحومها؛ ودليلهم قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا)،

وفجر الدكتور عبدالرحمن الفخراني مفاجأة، قائلًا: القول الآخر في تناول ألبان الأتن هو الجواز للضرورة؛ وقد جاء الترخيص في تناول لبن الحمر الأهلية للعلاج عن جمع من السلف في مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وأن علياً ابن الحسين شربه من مرض كان به.

وتابع: للسادة الأحناف قول معتبر في جواز تناوله واستخدامه بالاستحالة (تغيير في خصائصها الكيميائية بحيث تتحول من مادة إلى أخرى، ويجوز استخدامها من باب أولى، شريطة تحقق عدم حصول الضرر عند استعمالها،) فقالوا إن ألبانها تطهر وتحل بالاستحالة، وتنتفي الحقيقة بانتفاء بعض أجزاء مفهومها فكيف بالكل، ونظيره في الشرع النطفة نجسة وتصير علقة، وهي نجسة، وتصير مضغة فتطهر، والعصير طاهر فيصير خمراً فينجس، ويصير خلاً فيطهر، فعرفنا أن استحالة العين تستتبع زوال الوصف المرتب عليها".

وكشف الباحث الشرعي أنه كان للمجيزين- يستوي في ذلك من قال بتناولها على حقيقتها والقائلون بتناولها بعد بالاستحالة- مرجعية من أقوال الأطباء قديما، من ذلك ما ذكره ابن مفلح في الآداب: قد ذكر الأطباء أن لبن الأتن قليل الدسومة رقيق يشد الأسنان واللثة إذا تمضمض به بخلاف غيره من الألبان، جيد للسعال والسل ونفث الدم إذا شرب حليبا حين يخرج من الضرع وينفع من الأدوية القتالة والزحير وقروح الأمعاء وهو غير موافق لأصحاب الصداع والطنين والدود.

ومما قاله ابن المفلح يخلص الفخراني، في حديثه لمصراوي، إلى أمر مهم، وهو أن أشباه ونظائر تلك المسائل بمسيس الحاجة إلى جهود فرق البحث العلمية (حيث لا ينفرد بالرأي والنتيجة واحد، مهما بلغ قدره). تكون مرجعية هذه الفرق مقاصدية الدين ومحكمات الشرع، فمثل هذه المسائل مشمولة بالسعة الاجتهادية، إلا أنني، في الوقت ذاته، احذر من أن السعة في الاجتهاد أغرت نفرا من المتأولين بغير وجه معقول، انتهى إلى صرف أحكام الدين عن غير المراد الإلهي، فبعض أقوالهم لابسة لبوس الاجتهاد، وفي حقيقتها قائمة على تآويل قد تفضي إلى أحكام منكرة تحرّف الدين عن مقاصده، بل قد تؤول إلى هدمه من أساسه.

اقرأ أيضًا:

علي جمعة يوضح المراد من قول النبي "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر"

سنة أم بدعة؟.. أستاذ بالأزهر يوضح حكم القيام عند مرور الجنازة

هل المصحف بطريقة برايل يأخذ نفس أحكام القرآن الكريم؟.. المفتي يوضح

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان