عمرو خالد: هذه أفضل نهاية للعلاقة بين الزوجين.. وهكذا تنجح في اختيار شريك حياتك
كتب-محمد قادوس:
قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن فكرة التوكل مريحة لمن اختارها طريقة للعيش بها في الحياة، ولايملك خبرات فيها كبيرة، ولايجيد التعامل مع البشر، ويعاني من صعوبات جمة، وأيضًا لمن هو مقبل على مشروع مهم في حياته مثل الزواج، أو شراكة في عمل.
وأضاف في الحلقة التاسعة من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله- الجزء الثاني"، أن التوكل لم يرد في القرآن إلا مع العلاقات، "علاقات الأذية"، فلو كنت خائفًا من إيذاء البشر توكل على الله.. "ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله".
وأوضح خالد أن "حسبي الله ونعم الوكيل ليس معناها الدعاء على أحد، ولكن معناها: يكفيني الله.. ونعم الوكيل، هنيئًا لمن كنت له وكيلاً".
وحث على أنه عند التحرك، أو الدخول في علاقة جديدة وفي كل مقابلة وكل لقاء، قل: "يا وكيل توكلت عليك.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم".
وأكد أن من يتوكل على الله فهو ضامن أن النتائج في صالحه 100 في المائة، لكنه شدد على لأن التوكيل الرباني بحاجة إلى تجديد يومي، لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على قوله 4 مرات كل يوم في أذكار الصباح.
وأشار إلى أنه على الإنسان عندما يحرر عقد التوكل مع الله بلسانه وقلبه، أن يجدد العقد يوميًا ليحميه من الناس، "بشرط أن تحسن وأنت تتوكل، لا أن تتوكل وتنام.. فلن يقبل عقدك حتى تخرج أحسن ما عندك.. شرط التعاقد مع الله: الإحسان".
وشدد خالد على أن أصعب جزء في العلاقات هو البداية والنهاية، لذا جاء في القرآن: "وقل رب أدخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق"، لم يتكلم عن المنتصف لأنه عندما تضبط البداية والنهاية سيكون ما في الوسط سهلاً.
وكشف خالد عن ثلاث قواعد يمكن من خلالها ترجمة حسن التوكل إلى تعامل مع الناس في بدء وختام العلاقات، كلها من القرآن والسنة، قائمة على الإحسان والتوكل.
أولاً: ابحث عمن هو شبهك.. سواء في زواج، صداقة، شراكة، صداقة، اختر من هو شبهك.. شبه تربيتك.. شبه قيمك.. شبه أهلك.. شبه مستواك الاجتماعي.
وأورد مثالاً على ذلك بالصداقة التي جمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، إذ أنهما كانا صديقين أصلاً قبل الإسلام، وظلا صديقين حتى بعد النبوة وحتى الموت، فهما كانا يشبهان بعضًا بشكل كبير أخلاقًا وصفات.
ونصح خالد عند الزواج، بتنفيذ النصيحة الغالية والحكمة القرآنية الغالية.. "الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين"، وتطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، مبينًا أنه "لم يقل الدين فقط، بل الأخلاق والدين معًا، وكلمة ترضون معناها: تدينه شبه تدينك".
وقال إن "التوكل الدائم على الله هو الذي يرزقك زوجة تشبهك"، مشددًا على الحاجة لإحسان الاختيار، والتوكل على الله لتصل إلى الصحبة الصالحة، وتحقيق المعادلة: إحسان+ توكل، هو الذي يقود إلى النجاح والبركة من الله.
وأوصى خالد عند اختيار الصداقات بتجنب الشخصيات المسمومة، حادة التغير، العنيفة، المتسلطة، النرجسية، المتكبرة، الغامضة، البخيلة، التي دائمًا ما تنظر إلى أخطائك وتسلط الضوء على عيوبك، أو دائمًا تستهزأ بك وتصرفاتك.
حذر خالد من الاندفاع في العواطف في بداية العلاقات، والإفراط في العطاء، بل عليك بالتقارب التدريجي للتأكد من جدية الطرف الآخر.
وذكر أنه عند اختيار الزوجة، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر لها حتى يحدث القبول الشكلي قبل القبول العقلي، إذ لابد أن الزواج بعقلك الواعي بعد الإعجاب المبدئي.
وشدد على أهمية إدخال الجانب الروحي في العلاقة لتوازن الهرمونات "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ أمرأته فصلى ركعتين فإن فعلا كُتبا عند الله من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات".
وبين أن أفضل أنواع الزواج هو نتاج لخلطة من الإعجاب العاطفي والوعي بالصفات المشتركة. والتوكل على الله يوزن مشاعرك ويقلل هوس البدايات، والوكيل هو سندك وحاميك لو الطرف الآخر غدر بك.
واستشهد خالد بقصة موسى والخضر في الإشارة إلى فن شروط البدايات والفراق بسلام، "فلا يكفي الحماس .. "لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا"، وبعدها الشروط.. "فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا"، بعد الشروط "فانطلقا"، ثم قال الخضر لسيدنا موسى: "هذا فراق بيني وبينك،"، انتهت العلاقة، لكن ظلت قصة موسى والخضر جميلة بالرغم من "هذا فراق".
وأوصى خالد بالحفاظ على التوكل في كل الخطوات اليومية في العلاقات وغيرها، اجعله جزءًا من يومك وحياتك.
وأكد في الوقت ذاته، أن النهايات أحيانًا ما تكون شيئًا صحيًا ومفيدًا للجميع، عندما تحسن وتتوكل على الله.. سيخفف ذلك كثيرًا من آلام الفراق والفقد ومعاناة إنهاء العلاقات.
وأوصى خالد قائلاً: لا تضح بالعلاقات الجميلة بسهولة، لأنه في الصداقة حسن العهد من الإيمان.
وأوضح أنه "لا شيء يحدث فجأة.. هكذا خلق الله الحياة.. لكن يمكن أن تمنع النهايات، من خلال جودة مراقبة البدايات وإصلاحها فتحمي نفسك من النهايات السيئة". وبين أن "التوكل يفتح عينيك على المقدمات فيحمي قلبك من النهايات المؤلمة المفاجئة".
كما نصح عند إنهاء العلاقة بأن يخرج الإنسان أحسن ما لديه، متسائلاً: ما المانع أن تنهي العلاقة بين الزوجين وتظل جيدة، يقول الله تعالى: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، تستطيع أن تخرج بإحسان، ويقول تعالى "واهجرهم جميلاً"، لا بالصدام أو التشهير ببعض، حتى يندم الطرف الآخر أنه بعد عنك.
وختم خالد بذكر القاعدة التاسعة، وهي: أبدأ علاقات مع الناس وأنت تحمي نفسك بحسن التوكل على الله.. وأنه علاقاتك مع الناس وأنت تحمي قلبك بحسن التوكل على الله "وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا".
فيديو قد يعجبك: