المفتي السابق: يوضح فضل زكاة الفطر وما المقصود منها شرعًا

كتب-محمد قادوس:

ما هي زكاة الفطر وما هو فضلها؟.. سؤال عرضه الدكتور علي جمعة المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؟

في رده أجاب المفتي السابق أن الله خلق الإنسان واعتنى به، فأرسل إليه الرسل، وأنزل إليه الكتب، وشرع له الشرائع، تلك الشرائع التي تهدف إلى السمو بالإنسانية والرقي بها في أعلى درجات الكمال، ويترتب على الامتثال بها تطهير النفس البشرية من كل دنس، وشفاء القلب من كل مرض، ويتأكد ذلك المعنى بجلاء في الزكاة حيث ينم اسمها على كل تلك المعاني العظيمة، فالزكاة في اللغة تعني: النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء، وما أخرجته من مالك لتطهر به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح.

واستشهد المفتي بقول الله-تعالى-في سورة الكهف،" فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا".

وفي قول الله-تعالى- في سورة النور،"وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا".

وأشار عضو هيئة كبار العلماء علي الزكاة التي يخرجها المسلم من ماله يطهر بها نفسه تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: زكاة المال: وهو مقدار يخرجه الإنسان من إجمالي ثروته بشروط معينة كحولان الحول، وبلغ النصاب، ويخرج هذه المال إلى أصناف محددة من الناس كالفقراء والمساكين وغيرهم، وهي على أي مال سواء كان ذلك المال نقدي، أو ما يشبهه من ثروة حيوانية (الأنعام)، أو ثروة زراعية (كغلال الحبوب)، أو ثروة متداولة كالبضائع (عروض التجارة).

والقسم الثاني من الزكاة: زكاة الفطر: والفطر: اسم مصدر من قولك: أفطر الصائم إفطارًا، وأضيفت الزكاة إلى الفطر؛ لأنه سبب وجوبها، وقيل لها فطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة.

قال الشيرازي صاحب المهذب: ويقال للمخرج فطرة - بكسر الفاء - لا غير، وهي لفظة مولدة لا عربية ولا معربة، بل اصطلاحية للفقهاء، وكأنها من الفطرة التي هي الخلقة؛ أي: زكاة الخلقة، وممن ذكر هذا صاحب "الحاوي".

وأضاف جمعة عبر منشور له على صفحته الشخصية على فيسبوك، أن المقصود بزكاة الفطر شرعًا صدقة تجب بالإفطار من رمضان - ويمكن أن نخرج قبل ذلك - بمقدار محدد على كل نفس، يخرجها العائل عن نفسه وعن من تلزمه نفقته، وتخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرهم الله في آية مصاريف الزكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 60).