باحث بالازهر: نص صريح لتعيين ليلة القدر"من كان متحريها فليتحرها ليلة 27"
كتب- محمد قادوس:
أيام مباركة مضت، وأيام مباركة تهل، ومع مغرب اليوم الإثنين تبدأ ليلة 27 من رمضان، وهي تكون رابع الليالي الوترية، والتي في إحداها تكون ليلة القدر، والتي قد أخفاها الله- تعالى- علي العبد لكي يجتهد في طلبها ونيل عظيم ثوابها، وهي التي قال الله- تعالى- فيها "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
ويقول الكثير من الناس أن ليلة 27 من رمضان هي الأقرب لليلة القدر، حيث يوجد بعض الأحاديث الواردة التي تدل على ذلك.
وتواصل مصراوي مع الشيخ أيمن الحجار، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف لكي يوضح لنا هل ليلة 27من رمضان الكريم هل هي الأقرب لليله القدر، موضحا ذلك في نقاط، وهي:
1- أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى التماسها في ليلة السابع والعشرين فإنها أحرى لإدراكها والفوز بثوابها العظيم من مضاعفة الحسنات ومغفرة الذنوب والآثام ،فعَنْ زِرٍّ بْن حُبَيْشٍ، قَالَ سَمِعْتُ أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه، يَقُولُ، وَقِيلَ لَهُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، يَقُولُ:« مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ أُبَىٌّ رضي الله عنه:« وَاللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِى، وَوَاللَّهِ إِنِّى لأَعْلَمُ أَىُّ لَيْلَةٍ هِىَ، هِىَ اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا، هِىَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لاَ شُعَاعَ لَهَا». أخرجه مسلم في صحيحه.
2- أمر أصحابه صلى الله عليه وسلم أن يجتهدوا في التماس ليلة القدر في أيام العشر ففي صحيح مسلم من حديث ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي».
3- ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر شمَّر عن ساعد الجد في هذه الليالي العشر أكثر من غيرها كما روت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ».
4- ورد نص صريح في تعيينها ففي مسند أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ»، وَقَالَ: «تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ» يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ
وهذا نص واضح في كون هذه الليلة ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.
ونصح الحجار، العبد أن يجتهد في الدعاء بقوله اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، مع الإكثار من قراءة القرآن، والذكر والطاعات والقيام بين يدي الله، وإطعام الطعام، والصدقات حتى يفوز بالخير والفضل العميم في هذه الأيام المباركة فإن ثواب إدراك ليلة القدر ثواب رجل عبد الله أكثر من ثمانين عاما فقد قال سبحانه في سورة القدر لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) قد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. أخرجه البخاري.
وأكد الباحث الشرعي، لمصراوي بأنه من المعلوم أن بعض العلماء ذكر أن ليلة القدر تتنقل بين أيام العشر، ولذا فإن على المسلم أن يجتهد في هذه الأيام العشر جميعا ويخص بالاجتهاد والعبادة منها ليلة السابع والعشرين فإنها أرجى للقبول. والله أعلم.
فيديو قد يعجبك: