لقراءة المرأة القرآن ومس المصحف.. 5 أحكام شرعية يجب أن تعرفيها
كـتب- علي شبل:
قبل حلول شهر رمضان المبارك وهو شهر العبادة والتقرب إلى الله تعالى بالصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم. يحرص الكثير من المسلمين على قراءة كتاب الله الكريم خلال أيام الشهر الفضيل، وحدد العلماء أحكاما وآدابا شرعية يجب أن يلتزم بها قارئ القرآن، وفي التقرير التالي يرصد مصراوي أبرز 5 أحكام شرعية خاصة بقراءة المرأة للقرآن الكريم، وهي:
1- مس المصحف أثناء الحيض
حول حكم مس المرأة المصحف أثناء فترة الحيض، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن أصحاب المذاهب الأربعة أجمعوا على عدم جواز مسّ المصحف أثناء الحيض، وذهب الجمهور إلى عدم جواز قراءة القرآن كذلك، وفي مذهب الإمام مالك ما يفيد جواز قراءة قليل القرآن بغير مسِّ المصحف أثناء الحيض؛ لكونها معذورة في ذلك، ولطول مقامها حائضًا، وحتى لا يؤدي تركها القراءة إلى نسيان القرآن.
2- حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم بدون حجاب أو بملابس البيت
أما عن حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم بدون حجاب أو بملابس البيت، فتقول أمانة الفتوى الرئيسة بدار الإفتاء إن قراءة المرأة للقرآن من غير أن تضع حجابًا على رأسها جائزة شرعًا؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة ما يأمرها بتغطية رأسها عند تلاوة القرآن، ولو غطته من باب كمال الأدب مع كتاب الله فهو أفضل، فلقراءة القرآن آداب ينبغي مراعاتها لتحصيل أكبر قدر من ثوابها، وقد ذكر الحكيم الترمذي بعضًا منها في "نوادر الأصول في أحاديث الرسول" فقال: [من حُرْمَة الْقُرْآن أَن لَا تمسه إِلَّا طَاهِرًا، وَأَن تَقْرَأهُ وَأَنت على طَهَارَة، وَأَن تستاك، وَأَن تتخلل، وتتطيب، فَإِن هَذَا طَرِيقه، وَأَن تستوي قَاعِدا إِن كنت فِي غير صَلاة، وَلا تكون مُتكئًا، وَأَن تتلبس له كمَا تتلبس للدخول على الأمير؛ لِأَنَّك مُنَاجٍ، وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة بقرَاءَته، كان أَبُو الْعَالِيَة إِذا قَرَأَ اعتَمَّ وَلبس وارتدى واستقبل الْقبْلَة] اهـ.
3- حكم قراءة المرأة الجنب للقرآن
وحول حكم الشرع في قراءة المرأة للقرآن الكريم وهي على جنابة، فيؤكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أنه لا يجوز للمرأة الحائض أو الجنب أن تقرأ القرآن؛ لحديث الترمذي: «لا تَقْرَأ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ شيئًا مِنَ الْقُرْآنِ»، ويُستثنى من ذلك إن قَصدَت الذكرَ والدعاءَ، أو كان ذلك منها على سبيل التعليم، واستثنى بعضُ العلماء إن خافت نسيانَ ما تحفظه من القرآن؛ فلها حينئذٍ أن تقرأه من غير أن تمسَّه إلا بحائل.
4- قراءة القرآن بدون وضوء
أما قراءة القرآن الكريم للمرأة بدون وضوء، فيقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إنه أجمع العلماء على جواز قراءة القرآن الكريم بدون مس المصحف ما لم يكن القارئ جنبًا أو كانت المرأة حائضًا أو نفساء، وهذا يفيد جواز ترديد المحفوظ من القرآن الكريم أثناء القيام بالأعمال المنزلية وأثناء الرقاد أو السير في الطريق؛ قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 191]. وإن كان الأفضل الطهارة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْر» أخرجه أبو داود
5- حكم قراءة القرآن على القبر
وحول حكم قراءة القرآن للمرأة عند القبر، تقول أمانة الفتوى بدار الإفتاء: إنه تجوز قراءة القرآن على الميت وهبة الثواب إليه بإجماع الفقهاء؛ سواء كان ذلك على القبر أو من أي مكان آخر، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، حتى إن الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى قد ذكر أهل السير في ترجمته أن الناس اجتمعوا لختم القرآن له على قبره وفي بيوتهم، والتاريخ محنة المذاهب -كما يقولون-، ويصل الثواب إلى الميت وينفعه ذلك إن شاء الله.
فيديو قد يعجبك: