"روشتة إيمانية" للتغلب على الهم والكرب والحزن.. ينصح بها عمرو خالد
كتب- محمد قادوس:
كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن "روشتة إيمانية" للتغلب على الهم والغم والكرب والحزن، موضحًا أنه لاحل للتغلب عليها إلا بالتسليم والإحسان والذكر، مما يؤدي إلى الاطمئنان ووقف المعاناة، والتغلب على القلق.
وفرّق خالد في الحلقة الحادية عشر من برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان"، عبر قناته على موقع "يوتيوب" بين المنكدات الأربعة، قائلاً": "الهم: اضطراب القلب على مخاوف المستقبل.. ويطلق على كل ما يتعلق بالمستقبل"، والحزن: متعلق بالماضي، وهو اضطراب القلب لذكرى حدثت في الماضي، أو حادثة مؤلمة في الماضي، والغم: ضيق شديد.. ألم ومصيبة في الحاضر، والكرب: اجتماع ثلاثة أو اثنين من الأربعة على الإنسان".
لماذا نفرق بين الأربعة؟
أوضح خالد أن "أول خطوة في الخروج من الألم، الوعي بالمشكلة، ليساعدك على حلها. فلا يوجد إنسان ينجو من الهم والغم والحزن والكرب، فالكل يمر بهذه الأربعة، لأنه جزء من ابتلاء الدنيا: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"، "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"، لكن الهدف هو تقليل أثر الألم والمعاناة الناتجة عن الهم والحزن والغم والكرب".
كيف تتعامل مع المصائب "المنكدات" الأربعة؟
حذر خالد من "الاستسلام لها، وتضخيمها، والاسترسال معها حتى تسيطر عليك وتصبح مدمنًا للهم والغم، وتصل للاكتئاب، وكل هذا من وسائل الشيطان أن يبث بداخلك الخوف والحزن.. " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ" لزيادة الهم والغم، "وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا".
وقال إن "أول حل يخفف ألمك ومعاناتك هو: اقطع سلسلة الهموم.. لا تسترسل. علم النفس الإيجابي ينصح بممارسة تمارين التنفس، افتح غرفة في عقلك، واخرج الهم المتضخم منه"، مشيرًا إلى أنه "بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد، حزن الصحابة بشدة، فنزل قول الله تعالى: "وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ" (غم وهم)، ليس نهيًا عن الحزن، لكن النهي عن مضاعفة الحزن والاسترسال معه".
لذا فسر خالد الدعاء في أذكار الصباح والمساء: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن"، لتجنب الاسترسال، لذلك حدث نفسك كل يوم، وقل لها: "من سترني في الماضي يسترني في القادم".
ودعا خالد إلى التغلب على المنكدات الأربعة من خلال "التسليم"، مبينًا أن ذلك "ليس معناه إلغاء الألم، فالألم مفيد لتصحيح المسار، لكن الخطأ أن يتحول إلى معاناة، والتسليم يخفف المعاناة للحد الأدنى".
وشدد خالد على أنه "عند التسليم لابد من إحسان العمل، فالتسليم ليس عملاً سلبيًا، بل هو عمل إيجابي فعال: تسليم وإحسان، فلا فائدة من أن تسلم بدون إحسان، لأنك ستعود لدائرة الهم والغم والحزن وأقوى وأشد. التسليم يرفع عنك الضغط، وهو الهم والغم والحزن، فتفكر في البدائل، لتحسن وتتحرك وتنجح".
خلطة روحية من القرآن تعالج الهموم والغموم
أورد خالد أقوى خلطة روحية تعالج الهموم والغموم كما وردت في 3 آيات رائعة بالقرآن:
-" بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، لا مضاعفة للحزن.
-"وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"، منتهى القوة في مواجهة تحديات الحياة
-" ومَن أحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وهو مُحْسِنٌ"، خلطة الإحسان والتسليم تؤدي إلى نتائج روحية مضاعفة تقهر الهم والغم والحزن والكرب.
واستلهم خالد من قصة يوسف عليه السلام، حلولاً للألم والمعاناة عندما تجتمع مصيبتان على الإنسان، على النحو التالي:
الأول: الأمل في الله وحسن الظن بالله، فالله سبحانه وإن وصف ألم يعقوب، لكن القرآن أورد عنه في الآية التالية: " يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ"، لا زال لديه أمل وحسن ظن بالله بعد 40 سنة من غياب يوسف.
الثاني: تعلم فن الشكاية والمناجاة إلى الله، لو كنت مهمومًا أو موجوعًا أو مظلومًا، ومعناها: أن تكلم الله سبحانه وتعالى وتشتكي إليه وتفضفض معه حتى لو بالعامية وبإحساسك، ولا يشترط الالتزام بشكل معين مثلاً، حتى لو أنت في سريرك وتضع رأسك على الوسادة وموجوعًا، وعيونك تذرف الدموع، أو تقود سيارتك ومهمومًا وقلبك موجوعًا، أو لو كنت مدينًا وحالتك المادية صعبة وموجوعًا".
لماذا تأتي المصائب في حياتنا مجتمعة؟
قال خالد إن هناك ثلاث حكم ربانية في منتهى العجب والرحمة من الله سبحانه وتعالى:
الأولى: ربنا سبحانه وتعالى جعل الدنيا دار اختبار وابتلاء، أما وإنها دار ابتلاء فهو يختبرك، فأنت مكتوب عليك عدد محدد من الابتلاءات، وقد يشاء ربنا أن تجتمع هذه الابتلاءات في وقت واحد، حتى لا يمتد بك زمن الابتلاء على فترات طويلة فتعيش السنة كلها في حالة نكد.. تتجمع الابتلاءات ثم تصفو الحياة بعد ذلك، رحمة من ربنا.
الثانية: تجتمع الابتلاءات حتى يرسل لك ربنا رسالة بأنك محتاج إلى تصحيح مسار، أو تطوير حياتك، يعني جرس إنذار لك، وليست عقوبة.
الثالثة: حتى تتعلم تسلم لله، فتتحل الأمور وتصفو الحياة وترى ساعتها عجائب عظمة الله.. سلم لله واعمل أحسن ما لديك.
شاهد الحلقة:
فيديو قد يعجبك: