حديث ومعنى (21): "لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ"
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، ومنها حديث عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ».
متفق عليه: صحيح البخاري (1957)، صحيح مسلم (1098).
وجاء في تفسير الدكتور عيد حسن حسن، عضو مركز الازهر الشريف، أنه قد يعتقد بعض الناس أن إطالة زمن الصوم بتأخير الإفطار عن وقته أوكد في فضيلة الصوم، وأكثر ثوابا، وفي حديثنا رد على ذلك، فالحديث يؤكد أن المسلمين على هدى وخير" مَا عجَّلُوا الفِطْر " أي مدة تعجيلهم بالإفطار من صومهم عند غروب شمس يومهم مباشرة؛ لما في ذلك من المبادرة إلى قبول الرخصة من الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر نقلا عن المهلب: (وَالْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ: أَنْ لَا يُزَادَ فِي النَّهَارِ مِنَ اللَّيْلِ، وَلِأَنَّهُ أَرْفَقُ بِالصَّائِمِ، وَأَقْوَى لَهُ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَحَلَّ ذَلِكَ إِذَا تَحَقَّقَ غُرُوبُ الشَّمْسِ بِالرُّؤْيَةِ، أَوْ بِإِخْبَارِ عَدْلَيْنِ وَكَذَا عدل وَاحِد فِي الأرجح)( ).
فهذا الحديث أصلٌ في تعجيل الفطر بمجرد تحقُّقِ غروبِ الشمس، وعلامة ذلك عند النداء للصلاة في قول المؤذن: الله أكبر، قال الإمام ابن عبد البر: (أَحَادِيثُ تَعْجِيلِ الْإِفْطَارِ وَتَأْخِيرِ السُّحُورِ صِحَاحٌ مُتَوَاتِرَةٌ)( ).
وأشار عضو الأزهر للفتوى إلى أنه مما يستفاد من الحديث ما يلي:
1-استحبابُ تعجيلِ الفطورِ عندَ تحقُّقِ غُرُوبِ الشمس.
2- يجوز تأخير الفطور إن كان لعذر.
3- رعاية الشرع الحنيف لأحوال الناس.
فيديو قد يعجبك: