"لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج".. كثرة حوادث القتل هل هي من علامات الساعة؟
كـتب- علي شبل:
(نجح رجال الأمن في فك رموز الجريمة، بعدما ألقوا القبض على الزوجة والعشيق والشريك في جريمة قتل الزوج)... (في أول ليلة من شهر رمضان، نفذ 4 متهمين جريمة قتل وحرق «مسنة» في الزيتون، فشلوا في سرقتها، فقاموا بتوثيقها وأشعلوا النيران فيها، وفروا هاربين).. حادثتا قتل وقعت أحداثهما في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وتتكرر حوادث القتل لأسباب تبدو تافهة، وتلوك الألسنة عبارة "هي القيامة قامت" مع كل حادث قتل من دون دوافعه، ويعتقد كثير من الناس بأنه من علامات الساعة.. وهذا ما يرصده مصراوي عبر نصوص الأحاديث وآراء العلماء:
تشير الأحاديث النبوية إلى أن كثرة القتل في آخر الزمان تشير إلى اقتراب الساعة، وأن أغلب القتل يكون فيما بين المسلمين بعضهم مع بعض، وقد ورد عن أبي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَهَرْجًا»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْـهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ»، فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ»، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ» أخرجه ابن ماجه في "سننه".
كما ورد فِي "صَحِيحِ مُسْلِمٍ" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ».
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل".
ويذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن هذه الأحاديث السابقة تشير إلى حقائق، وهي كثرة القتل في آخر الزمان، وأن أغلب القتل يكون فيما بين المسلمين بعضهم مع بعض، وأن السبب الأساسيَّ لهذا القتل يكون جرَّاء نزع عقول أكثر هذا الزمان، فيبقى أناس لا عقول لهم، وليس المقصود فقد العقل بالجنون أو بنوع من الجذب، ولكنه من شدَّة الفتن تطيش الأفكار والآراء حتى يصير الإنسان كالمجنون يقتل ويبطش، كما في أزمان الهرج والمرَج.
فيديو قد يعجبك: