حديث ومعنى (1): خصوصية الأمة الإسلامية بطعام السحور
كتب- محمد قادوس:
يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، والحديث هو:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ».. صحيح مسلم (1096).
وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف:
اختص الله - تعالى - الأمة الإسلامية في شهر رمضان المبارك بشرعية طعام السحور، فقد علم الله - تعالى - من حال الإنسان وطبعه تلهفه إلى الطعام والشراب، فشرع له أكلة السَّحَر ليتقوى بها على الصيام، ووقت السَّحر هو الوقت الذي يكون قبيل طلوع الفجر، ومنه جاء اسم: السحور، وكانوا يسمونه الغداء؛ لأنه بدلًا منه. فقد سماه النبي ﷺ: «الغداء المبارك»، كما في حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - عند أبي داود وغيره، وكان يسمى أيضًا: أكلة بركة، فهو وقت البركة، قال الإمام ابن الملقن رحمه الله: (ولا يبعد أن يكون من جملة بركته ما يكون في ذَلِكَ الوقت من ذكر المتسحرين وقيام النائمين وصلاة المتهجدين، فإن الغالب ممن قام يتسحر يكون منه ذكر وصلاة واستغفار، وشبهه مما يثابر عليه في رمضان).
وتتأكد خصوصية هذه الأمة بهذه الأكْلة بوجود البركة فيه، تلك البركة التي تشعبت أسبابها، كما قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: (الْبَرَكَةَ فِي السُّحُورِ تَحْصُلُ بِجِهَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَهِيَ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَمُخَالَفَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَالتَّقَوِّي بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَالزِّيَادَةُ فِي النَّشَاطِ، وَمُدَافَعَةُ سُوءِ الْخُلُقِ الَّذِي يُثِيرُهُ الْجُوعُ، وَالتَّسَبُّبُ بِالصَّدَقَةِ عَلَى مَنْ يَسْأَلُ إِذْ ذَاكَ أَوْ يَجْتَمِعُ مَعَهُ عَلَى الْأَكْلِ، وَالتَّسَبُّبُ لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَقْتَ مَظِنَّةِ الْإِجَابَةِ، وَتَدَارُكُ نِيَّةِ الصَّوْمِ لِمَنْ أَغْفَلَهَا قَبْلَ أَنْ يَنَامَ).
فعلى المسلم أن يحرص على أكلة السحر، فإنها مما اختص الله به هذه الأمة وشرفها وكرمها بها على غيرها من الأمم، وفضلًا عن كونها مباركة ومعينة على تحمل الصيام بالنهار، فإنها أوقات شريفة يكثر فيها الذكر، وتصفو فيها النفس، وتسعد بالعبادة والفكر، والله نسأل ألا نُحرم هذا الخير.
ثانيًا: ما يستفاد من الحديث:
1- فضل طعام السحور على غيره.
2- تتنوع أسباب البركة في السحور.
3- فضل الأمة الإسلامية.
4- فضل وقت السحر.
5- حرص النبي ﷺ على تعليم أمته.
اقرأ أيضاً..
فيديو قد يعجبك: