إعلان

"نفحات رمضانية" يقدمها الشيخ محمود الهواري: شهر الجود والكرم (17)

02:03 ص الإثنين 11 مايو 2020

الشيخ محمود الهواري


كتب - محمد قادوس:

في حلقات خاصة لـ"مصراوي"، وعلى مدار الشهر الفضيل، يقدم الدكتور محمود الهواري، عضو المكتب الفنى لوكيل الأزهر، وأحد خطباء الجامع الأزهر، إطلالة رمضانية روحانية تتجدد مع أيام هذا الشَّهر الطَّيِّب، متعرضا لنفحات إيمانية قيمة ونصائح نبوية غالية، ومنها شهر الجود والكرم.

يقول الهواري، عبر فيديو خاص نشره مصراوى عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:

من أفضل الأوصاف التي وصف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان أنه كان كريما وأن جوده كان كالريح المرسلة، يقول ابْن عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.[متفق عليه].

إن الكرم صفة من صفات الله عز وجل، وبه تخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من جميل صفاته، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وهذا وصف المتصدق عليهم، فقالوا: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلِموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة[مسلم].

وكان كرمه على كل أحواله، حتى لو أداه هذا العطاء إلى أن يستدين، أو أن يبذل ما يحتاج إليه، ويؤثر غيره على نفسه، وقد ورد أن امرأة جاءته ببردةٍ، قال: أتدرون ما البردة؟ فقيل له: نعم، هي الشملة منسوجٌ في حاشيتها، قالت: يا رسول الله، إني نسجتُ هذه بيدي أكسوكها، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره، فقال رجلٌ من القوم: يا رسول الله، اكسنيها، فقال: «نعم»، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، ثم رجع، فطواها، ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إياه، لقد علمت أنه لا يرد سائلًا، فقال الرجل: والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت، قال سهلٌ: فكانت كفَنَه. [البخاري].

والمؤمن يتأدب بأدب الله، ويسلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينفق حتى لا يكون من البخلاء، ويجود فلا ينتظر من يسأل، ويعطي عطاء الواثق الجزل، فإن الإنفاق قربةٌ إلى الله، وظلةٌ للعباد يوم العرض على الله؛ فالمؤمن ينفق ويجود، ويعطي فيفوز، وهو الذي يثق فيما عند الكريم؛ فقد قال: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96].
إن البخل ليس من صفات المؤمن؛ فهو صفة من صفات المنافقين؛ قال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[التوبة: 67].

أما أهل الكرم والجود والعطاء فقريبون من ربهم، وقريبون من الناس، وقريبون من كل خير، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «السخيُّ قريبٌ من الله، قريبٌ من الجنة، قريبٌ من الناس، بعيدٌ من النار، والبخيل بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الجنة، بعيدٌ من الناس، قريبٌ من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله عز وجل من عابدٍ بخيلٍ» [الترمذي]، فربُّك يحب كل سخيٍ كريم جَوَاد منفق، ويقربه بكرمه من الجنة ويباعد بينه وبين النار، ويكره كل بخيل شحيح ممسك، وهو بعيد عن الجنة وقريب من النار.

وقد شبه بعض العلماء الطاعات وعملها في تقريب الناس لله فقال: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.

إذا أراد الصائم أن يستظل من الحر الشديد يوم القيامة، يوم تدنو الشمس من الرءوس، فعليه بالصدقة؛ فإنها تأتي يوم القيامة ظلة لأصحابها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناسِ» [مسند أحمد].

تذكر أن الكرم والجود من أسماء الله، وأن الله يحب أهل الكرم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخلق بأخلاق الله، فكان جوادا كريما، فتعلم كيف تبذل من نعم الله لأهل الله ما يرجع عليك بالخير.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان