إعلان

محمود الهواري يقدم "نفحات رمضانية": ما الهدف الذي تريد أن تخرج به من رمضان (1)

05:00 م الجمعة 24 أبريل 2020

الدكتور محمود الهواري

كتب- محمد قادوس:

في حلقات خاصة لـ"مصراوي"، وعلى مدار الشهر الفضيل، يقدم الدكتور محمود الهواري، عضو المكتب الفنى لوكيل الأزهر، وأحد خطباء الجامع الأزهر، إطلالة رمضانية روحانية تتجدد مع أيام هذا الشَّهر الطَّيِّب، متعرضا لنفحات إيمانية قيمة ونصائح نبوية غالية.

يقول الهواري، عبر فيديو خاص نشره مصراوى عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:
إن أهمّ ما في هذه الأحاسيس والمشاعر الرمضانية أنَّ شهر رمضان شهر عطاء ربانيٍّ؛ شهر ينتظره المؤمنون كلَّ عام، شهر تزيد فيه الحسنات، والبركات، والعطاءات، وتتنزل فيه الرَّحمات، وتغفر فيه الذُّنوب والسَّيئات.

ومن أهم فضائل وبشارات شهر رمضان ما أعلنه رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ قَالَ: «إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ» [الترمذي وابن ماجه].

وقد لا يفطن كثير من النَّاس لمعنى هذه البشارة النَّبويَّة بتصفيد الشَّياطين، ولا يصلون إلى حقيقتها، ظانِّين أنَّ الواقع يعارض هذا حين يرون في النَّاس من يرتكب المعاصي والسَّيئات، وأنَّه لو صفِّدت الشَّياطين وسُلسِلَت ما وقع هذا. والجواب: أنَّ المعاصي والسَّيئات وأخلاق السُّوء تقلُّ في الصَّائمين الذين حافظوا على شروط الصَّوم وآدابه، أو المعنى المقصود أنَّ المعاصي والسَّيئات وأخلاق السُّوء تقلُّ في زمان شهر رمضان -وهذا أمر محسوس-، ولا يلزم من تصفيد جميع الشَّياطين ألَّا يقع شرٌّ ولا معصية؛ لأنَّ لذلك أسبابًا غير الشَّياطين كالنُّفوس الخبيثة، والعادات القبيحة، وشياطين الإنس.

وإذا فهم هذا المعنى فالواجب على الصَّائم في رمضان، أن يغتنم كلَّ لحظاته، فقد ضُيِّقت عليه منافذ المعصية، ولم يبق إلا نفسه وعاداته، ومن يعينه على أمره، وليجعل قدوتَه في ذلك سيِّدنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، يقتدي به، ويهتدي بهديه، ويستنُّ بسنَّته، ويقتفي أثره، وقد كان -صلَّى الله عليه وسلَّم- يخصُّ رمضان بالعبادة ما لا يخصُّ بها غيره.

وليس بعيدًا أن يُقال: إنَّ شهر رمضان زمان يحبُّه الله تعالى؛ إذ جعله محلًّا لنزول كتب السَّماء إلى الأرض، يقول رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ».

وجعل فيه ليلة القدر، وجعل فيه الخيرات والبركات، ولقد أبدع ابن الجوزي –رحمه الله- في وصف شهر رمضان، فقال فيه: مثل الشُّهُور الاثني عشر كَمثل أَوْلَاد يَعْقُوب عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم السَّلَام، وَشهر رَمَضَان بَين الشُّهُور كيوسف بَين إخْوَته، فَكَمَا أَن يُوسُفَ أحبُ الْأَوْلَاد إِلَى يَعْقُوب، كَذَلِك رَمَضَان أحب الشُّهُور إِلَى علام الغيوب.

وأول فهم صحيح للشَّهر أن يَسأل الإنسان نفسه: ما هو الهدف الَّذي تريد أن تخرج به من رمضان؟ وما هو اللَّقب الَّذي تحبُّ أن تذكرَ به عند الله؟ وأيُّ تقرير تودُّ أن ترفعه الملائكة عنك لربِّك؟ يقول النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا لَهُ صِيتٌ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ حَسَنًا وُضِعَ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ صِيتُهُ فِي السَّمَاءِ سَيِّئًا وُضِعَ فِي الْأَرْضِ».

أيُّها الصَّائم، جدِّد نيَّتك، واشحذ همَّتك، واخلُ بنفسك، وناج ربَّك، أن يغفر لك ما مضى، حتَّى تستقبل الشَّهر وصحيفتك نقيَّة بيضاء، وكن نعم العبد، وحقِّق حكمة التَّشريع في الصَّوم: من تقوى الله ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، والإخلاص «فإنَّه لي»، والصَّبر، والعفو، ومكارم الأخلاق.

رزقك الله من رمضان كلَّ خير.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان