عمره 450 عامًا.. "فن المحيا" العثماني يزيّن المآذن احتفالًا بشهر رمضان
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت – سارة عبد الخالق:
على الرغم من أن عمره يصل إلى حوالي 450 عاما إلا أن "فن المحيا" العثماني لايزال يزين المساجد استعدادا لاستقبال شهر رمضان الكريم.
هذه العادة العثمانية القديمة التي تعرف باسم "المحيا" أو تزيين المساجد عن طريق الإضاءة احتفالا بقدوم الشهر الكريم، ظهرت هذه في العصر العثماني لأول مرة في عهد السلطان العثماني "أحمد الأول"، وقد تم وقتها تزيين مئذنتي مسجد السلطان أحمد بإسطنبول- وفقا لما ذكرته وكالة الأناضول التركية.
و"فن المحيا" هو عبارة عن لافتات ضوئية يتم تعليقها في شهر رمضان الكريم والمناسبات الدينية، حيث يتم مد أسلاك بين مئذنتي المساجد الكبرى، ويتم فيها عرض عبارات دينية سواء كانت أحاديث أو أقوال أو أدعية أو رسائل ترحيب وغيرها والتي تتغير على مدار الشهر، ويتم إنارتها منذ وقت إقامة صلاة المغرب وحتى انتهاء صلاة الفجر.
وعادة ما تتضمن هذه اللافتات المزخرفة والمزينة بأشكال الهلال أو النجوم وصور الجوامع عبارات تختلف على مدار الشهر، فعلى سبيل المثال مع بدايات الشهر تعرض اللافتات عبارات (مرحبا يا شهر رمضان) و(صوموا تصحوا) و (سلطان الشهور الأحد عشر) و (أهلا بك يا شهر رمضان)، و عادة ما تستبدل العبارات في آواخر الشهر بالتالي (لا إله إلا الله) و (الشفاعة يا رسول الله) و(وداعا يا شهر رمضان) وغيرها.
وتطورت هذه العادة العثمانية الشهيرة عبر الزمان فبعد أن كانت تضاء اللافتات المعلقة بين مآذن الجوامع بالقناديل الزيتية أو الشمعية أصبحت تضاء الآن بالمصابيح الكهربائية الملونة.
وتشير معظم الروايات إلى أن بدايات هذا الفن ظهرت عندما قام "الحافظ الكوفي" الذي يعد أحد أشهر الخطاطين في عصر السلطان العثماني "أحمد الأول" وأحد مؤذني جامع الفاتح بإسطنبول بتقديم لوحة فنية إلى السلطان "أحمد"، فأثارت إعجابه وأمر بإضاءة اللوحة بالقناديل الزيتية وتعليقها بين مئذنتي الجامع، وبعدها تحولت إلى عادة عثمانية شهيرة بعدما أصدر السلطان فرمانا بتعليق" المحيا" على مآذن المساجد طوال شهر رمضان- وفقا لما ذكره الدكتور علي كرباجلي أستاذ التاريخ العثماني في كلية اللغة والتاريخ في جامعة انقرة في حديث سابق لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، والذي أوضح أن كلمة "محيا" هي كلمة فارسية الأصل وهي تتحدر من كلمة (ماهية) التي تعني الشهري، كما أن كلمة (ماح) تعني في اللغة الفارسية "القمر" وفي اللغة العثمانية القديمة تعنى "نور الوجه".
يشار إلى أن لافتات "المحيا" كانت قد علقت لأول مرةعلى مآذن جامع (أيا صوفيا) في عام 1724 ، ويعتبر "عبداللطيف أفندي" أحد حرفيي المحيا الكبار هو من قام بإدخال تحسينات على هذه المهنة .
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 4 قرون على هذه العادة العثمانية الشهيرة إلا أنها لازالت تعتبر من التقاليد والعادات المتبعة في تركيا احتفالا بقدوم شهر رمضان، حيث يتم تزيين مسجد "أيوب سلطان" الشهير بإسطنبول، وبعده يتم تزيين بقية المساجد في مدن أدرنة وبورصة.
فيديو قد يعجبك: