الجنة .. تعرف على خازنها وأول من يقرع بابها (16)
كتب - إيهاب زكريا:
في حلقات يومية خلال شهر رمضان المبارك، يرصد مصراوي ما ورد حول الجنة التي وعد الله تعالى بها عباده المتقين وما جاء في ذكر مكانها وأسمائها وصفاتها، في الأحاديث الشريفة والروايات الصحيحة.
(16)
أبواب الجنة وخزنتها واسم مقدمهم ورئيسهم
استعرض ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح في بلاد الأفراح" تحت عنوان: " الباب الرابع والعشرون في ذكر أبواب الجنة وخزنتها واسم مقدمهم ورئيسهم " بقوله تعالى: " وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)"، (الزمر)
والخزنة جمع خازن ومثل حفظة وحافظ وهو المؤتمن على الشيء الذي قد استحفظه.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آتى باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بلى أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك". رواه مسلم في صحيحه.
وقد تقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب، قال أبوبكر يا رسول الله: ذاك الذي لا توى عليه، فقال النبي: إني لأرجو أن تكون منهم.
وفي لفظ هل تدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟، قال: نعم أرجو أن تكون منهم، لما سمعت همته الصديق إلى تكميل مراتب الإيمان وطمعت نفسه أن يدعي من تلك الأبواب كلها، سأل رسول الله هل يحصل ذلك لأحد من الناس ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك، فخبره بحصوله وبشره بأنه من أهله، وكأنه قال هل تكمل لأحد هذه المراتب فيدعي يوم القيامة من أبوابها كلها، فلله ما أعلى هذه الهمة وأكبر هذه النفس.
قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة رضوان وهو اسم مشتق من الرضا وسمى خازن النار مالكا وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه.
فيديو قد يعجبك: