بعد غناء سورة "الفاتحة".. تعرف على أشهر وقائع غناء القرآن ورأي الإفتاء
كتب – هاني ضوه :
حالة من الجدل والسخط أثارتها المطربة السعودية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية روتانا طرابزوني، بعد أن ظهرت في إحدى حفلاتها الغنائية، وهي تختم حفلها الغنائي الراقص بملابس شبه عارية وتتغنى بقراءة آيات سورة الفاتحة على أنغام الموسيقى بعد وصلة رقص.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي تظهر فيه روتانا طرابزوني على مسرح "فورم" ضمن مهرجان غنائي بولاية أريزونا الأمريكية، وهي ترتدي "توب أستومك" يكشف كتفيها، وبنطال "بانداكور" مفتوح من الجانبين بشكل طولي، وهي تغني وترقص، ثم تغني سورة الفاتحة.
وليست هذه هي الواقعة الأولى التي يقوم فيها أحد الفنانين بغناء القرآن الكريم أو تلحينه، ولكن هناك حوادث سابقة أثارت جدلًا نرصدها في التقرير التالي:
الفاتحة على أنغام الموسيقى
بدأت محاولات لتلحين القرآن مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الجديد، فحاول البعض دمج الموسيقى مع آيات القرآن الكريم، مثلما فعل الموسيقي التركي عمر فاروق في ألبوم "Beyond The Sky" عام 1992، حين قدم سورة الفاتحة مغنّاة مع موسيقى كخلفية لها.
غناء القرآن على طريقة الأوبرا
القرآن كذلك لم يسلم من هذه الأفعال، ففي إندونيسيا قامت فرقة أوبرالية إندونيسية بتلاوة آيات من القرآن الكريم على أنغام الموسيقى بطريقة الغناء الأوبرالي، وهو ما أثار موجة استياء كبيرة داخل إندونيسا.
أذان دي جي
تسبب استخدام مشغل الـ "دي جي" البوسني العالمي ملادن سولومون، للأذان داخل مقطوعته الموسيقية في إحدى حفلاته الشهيرة بمدينة "كابا فوتور" الإيطالية في هجومًا كبيرًا على سولومون خاصة من قبل متابعيه المسلمين المنتشرين في جميع دول العالم.
وعلى الفور تدارك الموسيقى البوسني خطأه ونشر تعليقًا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يعتذر فيه بشده عن استخدامه الأذان في إحدى مقطوعاته الموسيقية".
وتشارك "سولومون" الخطأ ونشر على حسابه الخاص عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك يقول إنه "لم يكن على علم أن المقطع الذى استخدمه ضمن الآذان، وأولا وقبل كل شيء أود أن أعتذر لجميع المسلمين فى جميع أنحاء العالم عن خلط المسار فى مهرجان كابا فوتور، والذى يحتوى على عينة صوتية من الدعوة الإسلامية للصلاة، شكرًا جزيلًا لأولئك الذين أشاروا إلى بأننى دون علم قد ارتكبت مثل هذا الخطأ".
الرقص على الأذان بالموسيقى
لم تكن واقعة مزج الأذان بالموسيقى التي قام بها سولومون هي المرة الأولى، ففي تونس قبل عام قام ملهى ليلي في مدينة الحمامات في تونس بمزج الأذان مع إيقاع موسيقي ليرقص رواد الملهي عليه، وهو ما أظهره فيديو مسرب تداولته وسائل الإعلام التونسية والعربية، وأثار موجة كبيرة من الانتقادات من قبل رواد شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان مشغل ال "دي جي" في الملهي الليلي وهو بريطاني الجنسية قد قام بتشغيل الأذان الإسلامي بصحبة موسيقى "الهاوس"، حيث قام رواد الملهى بالتراقص عليه، وفور انتشار الفيديو المسرب سبب حالة من البلبلة والاستياء التي صاحبته وقامت الجهات الأمنية بإغلاق الملهي الليلي، وإيقاق وكيله بتهمة الاعتداء على الاخلاق الحميدة والتجاهر ما ينافي الحياء.
فيلم "بابا عزيز"
نفس الأمر تكرر من الموسيقي "أرماند أمار" وذلك في إحدى مقطوعات الفيلم التونسي "بابا عزيز"، حيث تعاون مع المنشد السوري حمزة شكور، فألّف أمار موسيقى هادئة، وقرأ شكور بضع آيات من سورة آل عمران عليها، وهو ما أثار حالة من الجدل والاستياء بين مشاهدي الفيلم في ذلك الوقت.
رأي الإفتاء
تناولت دار الإفتاء المصرية في إحدى فتاواها التي صدرت في عهد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق حول حكم تلحين القرآن وغنائه على أنغام الموسيقى، وهو سؤال كان قد ورد من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ببيروت والذي تضمن قيام بعض المغنين في إحدى الدول العربية بغناء أنشودة "أنا يوسف يا أبي"، وفيها عبارة: "هل جنيت على أحد عندما قلت: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾".
وفي هذه الأغنية يكرر الآية المذكورة بمصاحبة الآلة الموسيقية المسماة العود، وأرفق بالطلب صورة لهذه القصيدة بعنوان "أنا يوسف يا أبي"، وتنتهي بنص الآية الكريمة: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾. ويطلب بيان الحكم الشرعي في غناء مقطع من شعر أو نثر مرسل متضمن اقتباسًا لآية أو أكثر من القرآن الكريم مع مصاحبة العود أو أي آلة موسيقية أخرى، وما حكم من يغني ذلك؟
وحينها أكد فضيلة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية في ذلك الوقت أنه لا يجوز غناء وتلحين آية من القرآن الكريم بأي صورة من الصور أو إخراج الآية عن الطريقة الصحيحة للتلاوة، وحكم من يفعل ذلك فهو آثمٌ وعليه ذنب، ويجب أن يستغفر الله ويتوب إليه؛ لأن القرآن هو كلام الله، و«فَضَلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلقت الدار كذلك على هذا الأمر في وقت سابق بأن: "القرآن الملحَّن بالموسيقى ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأمر الله المسلمين بفهم معاني القرآن وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه".
ولفتت إلى أن سماع القرآن كما تُسمع الأغاني يجعله أداة لهو وطرب، تصرف السامع إلى ما فيه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم.
فيديو قد يعجبك: