إعلان

إسلام بحيري يتحدث عن تفسير النشوز.. وهل يتعلق بالزوجة وحدها؟

04:02 م السبت 18 مايو 2019

هل يتعلق النشوز بالزوجة وحدها؟

(مصراوي):

أثار برنامج "جدل" مع إسلام بحيري، في حلقته الثانية التي تحاوره فيها الكاتبة فاطمة خير، موضوع "النشوز" في الإسلام، والمعنى الحقيقي له، وهل يتعلق بالزوجة وحدها؟ أم بالزوج أيضاً؟.

قال المفكر والباحث إسلام بحيري إنه كان من المفترض أن القرآن الكريم هو الذي يؤثر على المجتمع، الذي كان فيه طبائع غليظة نحو المرأة، وقد غير الإسلام كل ما يستطيع في 23 سنة هي فترة بعث الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن بعد وفاته عاد المجتمع لما كان من أفكار ولكن مصحوبة بنصوص شرعية، وخاصةً بعد العام 55 هجري، وهو بداية عصر التابعين الذين أثروا على النص وسيروا معناه في الطرق التي يريدونها، وأصدروا أحكاماً تتماشى مع رؤيتهم هم، ومن ضمنها بالطبع رؤيتهم عن المرأة، ومن ذلك تفسيرهم لآيات النشوز.
وشرح بحيري بأن النشوز في اللغة هو الارتفاع والعلو، لكن في السياق القرآني غير ذلك، والمعنى المستقر لدى المفسرين هو المعنى اللغوي المتعلق بالاستعلاء والعصيان، وفعلوا ذلك عن قصد، بدليل أخذهم بهذا التفسير فيما يتعلق بالزوجة دون الزوج برغم أن الآيات استخدمت اللفظ نفسه لكلٍ منهما، حيث اعتبروا أن النشوز عند الرجل هو أن يآثر عليها امرأة أخرى عند ابن كثير، والتباعد عند القرطبي، أما الطبري فرأى أنه استعلاء الزوج بنفسه عنها إلى غيرها أثرةً عليها ، وذلك يظهر التدليس حيث في سياق النص قد حولوا معناها ولغوياً تجاهلوا المعنى ، واختلاف التفسير يظهر أن سياق الآيات التالية يحكم، وهي تدلل أن النشوز في الزواج هو نظر فرد من فردي الزوجية لشخص خارج علاقة الزوجية أي التطلع من أحد طرفي الزواج إلى شخص آخر خارج علاقة الزواج، إذن النشوز للمرأة وللرجل، وبطبيعة الحال للمرأة هي مسألة محرمة في كل الشرائع لأن طبيعة المرأة لاتقبل التعدد، والرجل يمكن أن يعدد ولكنه لن يعدل ولأنه لن يعدل فإن زواجه بأخرى هو خيانة بصورة ما للمرأة.

وشرح بحيري أن النشوز وقت نزول أحكامه كان يهدف إلى تهذيب المجتمع في ذلك الوقت، حيث كانت القوانين أخلاقية صارمة تحكم علاقاته، وأكد أن النشوز يرتبط بالشرف، بأن أحد طرفي العلاقة يتطلع إلى آخر، وبذلك فإن الفهم الحالي عن النشوز لا علاقة له بزمان نزول أحكامه ولا بالغرض منه، بل فهم مغلوط يتعلق بآراء أصحاب التفسيرات المشهورة له.

وضرب بحيري المثل بمسألة أن الولد للفراش، فإنه في هذا العصر يمكن اعتبار أن تحليل الدي إن إيه هو بمثابة الفراش، وبناءً عليه فيجب إلغاء نسبة الولد للفراش، وقياساً على ذلك يجب أن نوقف العمل بالقديم من التفسيرات، وأن نفسر مباشرةً من النص حسب فهمنا في هذا الزمان، وأضاف بأن كل ما يحدث من بدايات وقوع الطلاق وما يترتب عليه من تبعات ليس له علاقة بالإسلام؛ فيجب أن يُلغى وأن نبدأ الفهم من جديد، وأسوةً بذلك أيضاً فيما يخص النشوز بما يترتب عليه من تبعات قانونية.

وفي نقاش مع جمهور "جدل" أُثير مدى منطقية وعدل أن يحكم القانون على الزوجة بالنشوز لرفضها العودة لزوج يضربها، وبذلك تسقط حقوقها القانونية، فأكد بحيري أنه لذلك فإن تغيير الفكر الديني يؤثر في تغيير المجتمع، وضرب المثل بالخلع الذي تم إقراره قانوناً بالفرض، وجاء مكسباً كبيراً للمرأة.

وتناول النقاش بين الجمهور وإسلام وفاطمة حول الخلع، بأنه لا يزال محل جدل برغم شرعيته الدينية والقانونية، لكن لأنه مخالف لتصور الفقهاء فهم يرفضونه، كما أن الرجل الشرقي لا يتقبل فكرة أن ترفضه امرأة وتقرر الرحيل، فالرجل يريد ضرب المرأة وأن تتقبل ذلك وإلا تعتبر ناشز، برغم أنه لا يليق أن نناقش في هذا العصر مسائل مثل أحقية الرجل في ضرب زوجته، وللأسف لا نزال نناقش الولاية وأحقية المرأة في تولي رئاسة الدولة والوزارة وعضوية مجلس الشعب.

وأشارت خير إلى إن إساءة تفسير بعض المسائل مثل النشوز، يمكن أن يهدم كيان الأسرة، ليس بالطلاق وإنما بإفساد العلاقة بين الزوجة والزوج، فالزوجة قد لا تستطيع الرحيل بسبب التعسف ضدها فتضطر لتقبل الإهانة وحينها تصبح مشوهة نفسية، وينعكس ذلك سلباً على الأسرة.

وفي سؤال حول السبب في الكيل بمكيالين في موضوع النشوز، أجاب بحيري بأن الأمر لا يتعلق بالنشوز وحسب، وإنما كل التفسيرات القديمة هي ذكورية قبلية وليست إسلامية، فالقرون الأول والثاني والثالث هي قرون السلطة الذكورية التي صبغت الإسلام بلونها، وهي قرون رجع وضع المرأة فيها لأسوأ مما كان في الجاهلية ولكن بشكل فقهي وإسلامي، والسبب في ذلك أن من كان يقوم بالتفسير ذكوري قبلي سلطوي أراد ذلك الوضع لها.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان