الشخصية تنتصر.. لماذا أحب المشاهدون عم "سباعي" في "بـ100 وش"؟
كتبت-رنا الجميعي:
عم سبعبع أو سباعي، الشخصية التي أحبّها الجمهور في مسلسل "بـ100 وش"، رُبما لا يعرف المتابع اسم الممثل الحقيقي، أو يعرفه، لكن اسم الشخصية عم سباعي، الرجل السكّير خفيف الظل، هو من سيظل في أذهان الناس، كأنهم عرفوه وقابلوه بالفعل، شخصيات عدّة انتصرت مقابل اسم الممثل نفسها، ليس أولها عم سباعي.
لم تكن المرة الأولى التي ترى فيها منى محمود الممثل "شريف الدسوقي"، الذي لعب دور عم سباعي، فقد شاهدته قبل ذلك في دوره بفيلم "ليل خارجي"، للمخرج أحمد عبدالله، والذي حصل فيه على أحسن ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي عام 2018، لكنها لم تُحبّه "كرهت الشخصية جدًا، كانت شخصية وحشة"، لتتبدّل مشاعرها مع عم سباعي حين شاهدته في المسلسل "بيضحكني جدًا بتعبيرات وشه".
خلال المرتين لم تسعْ منى للبحث وراء اسم الممثل، فليست من اهتماماتها، تعرف أنها تنجذب للممثل بسبب الشخصية التي يقوم بدورها، ليس إلا، كذلك أحبّت شخصية "الواد حمادة"، التي لعب دورها الممثل إسلام ابراهيم، في نفس المسلسل "الشخصية بتأثر عليا أكثر من الممثل، حبيت اسلام عشان خفة دمه وجدعنته".
ليست تلك الشخصيات الوحيدة التي علقت بذهن المُتفرجين، تزدحم الدراما المصرية بالعديد من الشخصيات، ففي رمضان 2018 مثلًا احتلّ "عم ضياء"، الذي لعب دوره الممثل "محمد جمعة" في مسلسل الوصية، مكانة كبيرة في قلوب المتابعين، بجملته الشهيرة "كله رايح"، ولا ينْس أيضًا الزوجان إم إم وعرونوس، في مسلسل "السبع وصايا" قلوب المتفرجين بسبب علاقتهما الرومانسية المختلفة، وقد لعب الدوران هنا شيحة ووليد فواز.
"بتبقى مكتوبة على الورق أقرب للشكل الكاريكاتيري، فيها مبالغات".. هكذا يُحلل الناقد الفني طارق الشناوي حب الناس لشخصية عم سباعي، ويكمل رأيه بأن سمات تلك الشخصيات الكوميدية تسرق العين ما إن يتابعها المشاهد، ليس ذلك كل ما في الأمر، هناك أيضًا قدرة الممثل على الدخول لعمق الشخصية، وأيضًا ألا يكون للمثل نجاحات واضحة سابقًا "صحيح هو أخد أحسن ممثل في مهرجان القاهرة، لكن الناس معرفتوش غير من دور عم سباعي".
لا يقتصر التفاعل فقط مع الشخصيات الكوميدية، فلازال المتفرج مُتذكرًا لشخصيات مثل عبد الغفور البرعي، في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، أو شخصية سنبل التي لعب دورها محمد صبحي، ويُعلق الشناوي قائلًا "بتكون شخصيات مكتوبة كويس والناس حبتها"، فيذكر الشناوي مثلًا شخصيات مسلسل ليالي الحلمية بأجزائه، والذي ظهر في مطلع التسعينيات، مثل شخصية نازك السلحدار وسليمان غانم، ولا ينْس الناقد الفني الندوة التي عقدها في نقابة الصحفيين ليناقش فيها مسلسل ليالي الحلمية "دخل علينا صلاح السعدني بلبس العمدة سليمان غانم".
تلك "الحرفنة" في كتابة الشخصية لا تأتي إلا من كاتب جيد مثل أسامة أنور عكاشة، أو كما ذكر الشناوي موقف آخر مُدللًا على الإتقان، ففي فيلم "الكيت كات"، وبطله الشيخ حسني الذي لعب دوره محمود عبد العزيز، يحكي الشناوي أنه خلال التصوير حدثت وفاة والد الشناوي، وجاء لعزائه محمود عبد العزيز ومخرج الفيلم داوود عبد السيد، ولاحظ الفنانان الشيخ المقرئ، وقد كان كفيفًا، اسمه عيد الأبيض "عجبهم الشيخ عيد الأبيض، واستوحى محمود عبد العزيز بعض تفاصيله في شخصية الشيخ حسني، حتى إن عيد الأبيض نفسه جاء في مشهد من الفيلم كمقرئ في سرادق العزاء".
فيديو قد يعجبك: