حوار- محمد رجاء: بطل "بالحجم العائلي" يشبه "الفخراني".. "وبقينا مأفورين في السعادة والكآبة"
حوار- منى الموجي:
يرى أن الفن هدفه الأهم والأرقى هو التسلية، يسعى لتقديم أعمال اجتماعية تتحدث عن المجتمع المصري بملامحه ومشاكله وقضاياه بصدق، هو السيناريست محمد رجاء، الذي قدم لجمهور رمضان 2018 مسلسل اجتماعي "لايت"، يجمع من جديد وبعد سنوات طويلة من الغياب بين الفنان يحيى الفخراني والفنانة ميرفت أمين. "مصراوي" التقى رجاء وكان لنا معه الحوار التالي..
في البداية.. ما سر حرصك على تقديم مسلسلات تنتمي للدراما الاجتماعية في ظل سيطرة أعمال الإثارة والأكشن؟
الدراما المصرية هي بالفعل دراما اجتماعية عائلية، من أيام الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، فجأة بعد تراجع قطاع الإنتاج والتليفزيون المصري عن الإنتاج بدأ هذا النوع في التدهور، وكان آخرها "امرأة من زمن الحب" و"أميرة في عابدين"، وبعد 2011 قُتلت الدراما الاجتماعية بظهور مسلسلات قائمة على العنف والبلطجة ورجال الأعمال والمستفيدين من النظام السابق، وهي مسلسلات تجعلنا نشعر كما لو كنا في شيكاغو، حتى المسلسلات التي تُقدم الآن وتتناول فترات زمنية بعيدة تقدم شخصيات لا علاقة لها بمجتمعنا.
تعاونت لعامين متتاليين مع الفنانة يسرا فلماذا لم تكررا التعاون هذا العام؟
ليس شرطًا أن يتكرر التعاون بيننا، فأنا ضد الزواج الكاثوليكي بين المؤلف والممثل، لأنه سيحجمني، فمثلًا طموحي الفترة المُقبلة تقديم مسلسل يقوم على البطولة الجماعية وهذا لا يناسب الفنان يحيى الفخراني وبالتالي سأقوم بالتعاون مع آخرين، وخرجت من تجربتين مع يسرا وبيننا احترام متبادل، لكن في حال وجود فكرة تصلح لها سأقوم بطرحها عليها.
وما الفرق بين العمل مع يسرا ويحيى الفخراني؟
الفرق في الوقت، ففي التجربتين مع الفنانة يسرا، كنت أدخل التجربة قبل عشرين يومًا من بدء الشهر الكريم، لأقوم بكتابة معالجة للحلقات السابقة واستكمال العمل، فلم يكن هناك وقت لنقاشات كبيرة بيننا، ولكن في مسلسل "بالحجم العائلي" المنتج كلمني في 23 رمضان الماضي، وجلست لمدة طويلة مع الدكتور يحيى، كما أن الفنانة يسرا لا تثق سريعًا فيمن أمامها تخاف أكثر وهو خوف ناتج طبعًا من حرصها على العمل، لكن الدكتور يحيى يثق سريعًا، ومع يسرا كان هناك مشرف درامي على العملين هو الدكتور مدحت العدل، فالتعامل كان غير مباشر معها، عكس تجربتي مع الدكتور يحيى، الذي كان يقرأ الحلقة التي أرسلها له في وقت قصير جدًا ويتصل بي ليناقشني فيها.
ألم تخش المنافسة مع مسلسلات الإثارة والغموض والأكشن التي يعتبرها كثيرون حصانًا رابحًا؟
لا أهتم كثيرًا بالتنافس في رمضان، المهم هو تقديم مسلسل قوي يعجب الناس، وأن يرى الجمهور نفسه في شخصيات "بالحجم العائلي"، واخترت تقديم دراما اجتماعية لايت في رمضان 2018 مستغلًا وجود دكتور يحيى الفخراني، وكنت واعي تمامًا لاختلافه عن المسلسلات الأخرى، وقصدت أن يكون المسلسل الذي يريح أعصاب الجمهور عند مشاهدته.
وكيف جاء التعاون مع الدكتور يحيى الفخراني؟
الدكتور يحيى شاهد مسلسل "الحساب يجمع"، وقبله "مسلسل "فوق مستوى الشبهات"، وأُعجب جدا بالسيناريو والحوار، لأنه معني جدًا بالحوار ويحبه أن يكون ذكي وقوي ورشيق ومختلف، وطلبني وجلسنا تقريبًا لمدة شهرين نتناقش في الأفكار لنختار فكرة نقدمها في رمضان، وفكر في أن يقدم دور أب وجد ومرجعه "بابا عبده"، واخترنا تقديم مسلسل اجتماعي لايت. دكتور يحيى نجم كبير وله حسابات ويعرف ما الذي يريد تقديمه في هذا التوقيت، وكتبت معالجة نالت إعجابه، وأعجب جدًا بنادر ووجد أنه يشبهه فهو سفير ترك العمل الدبلوماسي، من أجل هوايته، وفي الحقيقة هذا ما حدث مع الدكتور يحيى ترك الطب واتجه لتمثيل، الفرق أن نادر لم يجد الدعم الذي وجده الدكتور يحيى من زوجته.
وبماذا تفسر اعتقاد الجمهور أن المسلسل يشبه "يتربى في عزو" الذي قدمه الفخراني قبل سنوات؟
ليس هناك علاقة بين العملين، وهو ما أثبتته الحلقات الماضية، لكن البرومو ربما كان خادعًا بعض الشيء للجمهور، في "بالحجم العائلي" تراجيديا لم تكن موجودة بنفس القدر في "يتربى في عزو".
وهل حقًا استلهمت أول خيوط المسلسل من تتر فوازير "المناسبات"؟
صحيح. كنت قد شاهدت فوازير "المناسبات" وعمري 5 سنوات، وشاهدت الدكتور مرتديًا "المريلة" ويرقص في التتر، والمشهد ظل عالقًا في ذهني واستدعيته عند كتابة المسلسل، وكذلك كان في الذاكرة مشاهده في فيلم "خرج ولم يعد" المرتبط بالأكل الكثير، كنت أشعر طوال الوقت أن الدكتور يمكنه تقديم هذه الشخصية.
وهل كان لك دور في ترشيح الممثلين؟
رشحت المخرجة هالة خليل بعد الحلقة الخامسة، وأثناء جلسات العمل التي جمعتني بها، رشحت "ندا موسى وديانا هشام" عملت معهما في مسلسل "الحساب يجمع"، ورشحت عمرو صالح ولطيفة فهمي وليلى عز العرب.
من صاحب فكرة الاستعانة بصوت محمد فوزي في "بالحجم العائلي"؟
فكرة وجود مطرب يكون "نادر" واحدًا من محبيه، كانت موجودة في السيناريو من البداية، وكنت قد اخترت مطربة من جيل الوسط، لها أغاني "مطرقعة"، لكن دكتور يحيى وجد أنه من الأفضل اختيار مطرب كلاسيكي لأن الأمر سيكون مناسبًا أكثر لشخصية السفير، وفكر في الاستعانة بمطرب أجنبي، لكن وجدت أن الجمهور المصري سيتفاعل أكثر إذا كان المطرب مصري، وأطل في ذهني المطرب محمد فوزي، واعتبرت أن "الميدلي" الخاص بأغانيه والذي قدمته فرقة "فابريكا" ضمن الأحداث إهداء لهذا الفنان العظيم الذي لم يأخذ حقه.
صرحت أنك كنت تفضل وجود أغنية للتتر.. فما سبب عدم تحقيق ذلك؟
صحيح كان نفسي في أغنية للتتر، الموسيقى لطيفة لكن رأيت أن هذا النوع من الأعمال يحتاج لأغنية في التتر، لكن الاكتفاء بموسيقى كان اختيار المخرجة، وبشكل عام أنا كسيناريست مسؤوليتي تنتهي عند كتابة السيناريو بشكل معين، ومراجعته في جلسات "الترابيزة"، وتنتهي بمنحه للمخرج الذي يبدأ في تنفيذه وفقًا لوجهة نظره، وفي هذا الأمر أحاول أن أكون موضوعي في الاختصاص.
البعض انتقد وجود الكثير من المشاهد التي بها شرب "خمر".. ما تعليقك؟
شرب الخمر لم يكن موجودًا في السيناريو بهذه الكثافة التي ظهر عليها في الحلقات، لكن كما قُلت هذه رؤية المخرج، في السيناريو كان هناك خمر لوجود احتفال برأس السنة وفي مرسى علم، فمن الطبيعي وجود أشخاص يشربون خمر، لكن لم أكتب أن كل مشهد سيظهر فيه أشخاص يحملون كؤوس الخمر.
وماذا عن فكرة البنت العائدة من الخارج ومعها طفل دون زواج.. الجمهور أيضًا انتقد هذا الأمر لأنه ضد تقاليد مجتمعنا؟
الأمر لم يمر بشكل طبيعي في المسلسل، وهذا ما ظهر في بعض جمل قالتها الفنانة ميرفت أمين وفي طريقة تعامل الشقيق الأكبر مع شقيقته، ومن بين الجمل التي قالتها "ثريا": "كان المفروض أسيب مراد يقتلها".
وما تعليقك على سخرية الجمهور من ارتداء أحمد مجدي لنفس "البدلة" لفترة طويلة وسخريتهم من لونها أيضًا؟
البدلة اختيار الاستايليست، لكن عدم تغييره لها أمر منطقي لأنها "يونيفورم"، وهو موجود في مكان عمله طوال الوقت، والأحداث تقع في فترة زمنية قصيرة.
كيف ستكون نهاية "بالحجم العائلي"؟
أعرف كيف ستكون النهاية منذ بداية كتابة القصة، لكن لن أقول شيئا عنها، الجمهور سيراها بعد أيام.
بشكل عام هل ستكون وردية كما فعلت مع "الحساب يجمع"؟
نهاية "الحساب يجمع" كانت من أصعب النهايات، تركت الأحداث هي التي تحدد كيف ستكون النهاية، وكان فيها بعض القسوة بدخول ابنتها الكبرى المستشفى، وطالما أعادت ما سرقته فلماذا لا تكون النهاية وردية، حتى لا "نكئب" الناس.
"الهدف الأول والأهم والأرقى التسلية، اتسلوا والإحساس نعمة".. هذا ما كتبته على "فيسبوك" فهل ترى أن البعض يحاول تعميق كل شيء؟
حقيقي، "بقينا مأفورين"، وهذا ما يقدمه إعلان إحدى شركات الاتصالات، إعلان معبر جدًا عن الحالة المصرية، نحب أن عيش التراجيديا "بناخد الأمور على صدرنا، والسعادة تبقى سعادة أوي والكآبة كآبة أوي، مبقاش فيه تسلية ولا مواضيع".
فيديو قد يعجبك: