الدلال.. حقيقة أسطورة الصعيد "اللي محدش شافه غير الريس حربي"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- عبدالوهاب عليوة:
في مسلسل "طايع"، وقف "الريس حربي" ـ الذي يقوم بدوره عمرو عبدالجليل وسط حفريات ومعدات وعمال التنقيب عن الآثار، يقنع ولده الأكبر سلطان بأهمية "الدلال"، قائلا: "دلال واحد حقيقي هيوفر الملايين دى كلها، وهيلاقي لنا المقابر ببلاش".
تفشل كلمات الأب في إقناع "سلطان" الذي طلب منه التوقف عن قناعته: "يابوي سيبك من اللي عامل فيها (دلال) ده ونركز في شغلانا.. طيب عليا الطلاق كلهم هجصين"، إلا أن "الريس حربي" أنهى الحوار بحدة: "إنت شوفت دلال حقيقي قبل كده؟ يبقي خشمك ميجبشي هوا، طلما ماشوفتش".
وعلى مدار الحلقات، يتصاعد الجدل بين الأب وأبنائه، ويصر "حربي" على أن العثور على "دلال" حقيقي سيساعده في الوصول إلى مقابر ملكية، فيما يرى أبناؤه ـ الذين يعملون معه في تنقيب وتهريب الآثارـ أن الأفضل الاعتماد على الخرائط والمتعاونين معهم من المتخصص الذين لهم علاقة بالبعثات الأثرية.
"الدلال" شخص يعرف في محافظات الصعيد، بقدرته على معرفة المقابر الأثرية المدفونة في باطن الأرض، ويمتلك مهارات خاصة تساعده على اكتشاف المواقع الأثرية، بدون استخدام أي خرائط أو معدات أو خبرة علمية في مجال الأثار، وهذه المهارات قد يورثها أحد الأبناء عن الآباء، بحسب ممدوح نصر أحد عرب هوارة بمدنية قنا.
إلا أن "نصر" يؤكد أن "الدلال" من الأساطير المتداولة في صعيد مصر، (إحنا بنسمع عنها لكن عمرنا ما شفنا دلال حقيقي)، وكان يسمع من كبار السن عن قدرة بعض الأشخاص على معرفة المقابر والمواقع الأثرية، لكن على أرض الواقع لم يشاهد شخصا لديه هذه القدرة على معرفة المواقع الأثرية.
خالد دياب الذي يشارك شقيقيه محمد وشرين دياب في تأليف وكتابة سيناريو مسلسل "طايع" يؤكد أن شخصية "الدلال" مستوحاة من مهنة يمتهنها أشخاص يدعون أنهم يستطيعون الوصول لحراس المقابر من الجن، حيث يؤكدون أن الفراعنة أوكلوا حراسة الموتى لحارس من الجن، وأنهم يستطيعون التواصل مع هؤلاء الحراس من الجن.
علميًا وعمليًا لا يوجد شخص لديه القدرة على معرفة المواقع الأثرية سواء باستخدام مهارات معينة أو من خلال تسخير الجن من أجل الوصول إلى محتويات المقابر الأثرية، وفقا للدكتور سيد حسن، خبير الأثار الفرعونية السابق بالمتحف المصري، الذي أوضح أنه شارك قبل ذلك في بعثات أثرية نجحت في اكتشاف مقابر فرعونية، وفقا لخرائط ومعلومات تاريخية، وتم نقلها إلى المخازن والمتاحف دون الاعتماد على (دلال أو شيخ)، ولم يتأثر أو يصاب أي شخص من العاملين في البعثة بأي سوء.
يؤكد المؤلف خالد دياب أن الأحداث القادمة من حلقات المسلسل ستكشف عن تفاصيل جديد عن "الدلال"، وطبيعة عمله وهل بالفعل يستطيع الوصول إلى المقابر الأثرية والحصول على محتوياتها كما يدعون.
تنتشر في مصر مناطق معروفة بتواجد الأثار فيها مثل الصعيد والقاهرة الكبرى مثل نزلة السمان وأبو راوش والمطرية، بحسب الدكتور سيد حسن، خبير الآثار، الذي قال إن البحث والتنقيب العشوائي في هذه المناطق والعثور بالفعل على مقابر أثرية، دفع بعض الأشخاص إلى الادعاء بوجود حراس من الجن يحرسون المقابر الفرعونية وقدرتهم على التعامل معهم وترويضهم من أجل الوصول إلى المقبرة التي قد يصلون إليها بالفعل ولكن بالصدفة وليس لها أي علاقة بما يقولونه.
الدكتور زاهي حواس، وزير الأثار الأسبق، يري أن من حق الدراما، أن تقول ما تشاء لكن على أرض الواقع لا يوجد "دلال" أو شخص لديه القدرة على معرفة مواقع المقابر الأثرية، سواء كان (دلالا أو شيخا) هؤلاء في الواقع نصابين يحتالون على الطامعين في التنقيب عن الآثار بطرق عشوائية.
ويرى "حواس" أن ما يقوله الدلال عن أن الجن يتولى حراسة المقابر أو ما يعرف بلعنة الفراعنة خرافه ليس لها أي أساس من الصحة.
فيديو قد يعجبك: