أسعار الفراخ في رمضان.. استقرار مرهون بارتفاع تكاليف الإنتاج

كتب- محمود الطوخي:

شهدت الأسواق ثباتاً في أسعار الدواجن منذ بداية شهر رمضان، بعد فترة اتّسمت بتقلبات لافتة في الأسعار، عكس ما كان يتوقعه كثيرون. ولم تتجاوز أسعار الدواجن البيضاء حاجز 80 جنيها للكيلو في أغلب الأسواق الشعبية بمصر.

روبي أبو رحمة أحد صغار المربين وصاحب أحد محال بيع الدواجن بمنطقة عين شمس، يرجع ثبات أسعار الدواجن إلى زيادة المعروض بالأسواق مقارنة بالفترة السابقة، رغم استمرار أزمة الأعلاف، خصوصاً مع الارتفاع المستمر في أسعارها والذي يؤثر سلباً على أصحاب المزارع وصغار المربين.

وبدأت الأزمة في الربع الأخير من العام الماضي مع تراجع كميات الأعلاف المعروضة بالأسواق المحلية وتضاعف أسعارها وبلوغها مستويات قياسية، بسبب تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار، الأمر الذي دفع كثيراً من أصحاب المزارع إلى التخلص مما لديهم من دواجن، حتى بلغت الأزمة ذروتها في شهر نوفمبر الماضي حينما بلغ سعر الكيلوجرام من الدجاج أكثر من 90 جنيهاً.

عبد العزيز السيد رئيس الشعبة العامة للدواجن يقول لـ "مصراوي" إن تراجع القوة الشرائية للمواطن هي أحد أهم الأسباب في الثبات شبه التام بأسعار الدواجن خلال الفترة الأخيرة: "الارتفاع دلوقتى بيكون حوالي 3 أو 4 جنيهات وينزل تاني"، ولكن استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف هو السبب الرئيسي وراء الأزمة، حيث يبلغ سعر طن "الذرة" نحو 20 ألف جنيه، 36 ألف جنيه للصويا، وهو ما أثّر على كثير من العاملين في القطاع الذي يعمل فيه نحو 4 ملايين ونصف المليون عامل.

ويضيف أبو رحمة لـ "مصراوي" أن أسعار الدواجن تتراوح من 65: 70 جنيها داخل المزرعة، وهو ما يتسبب في خسائر للمربين، إذ يبلغ سعر الكيلوجرام من العلف حوالي 25 جنيهاً، وبإضافة تكاليف النقل والتوزيع يصل الكيلوجرام بالمحلات التجارية حاليا لنحو 78 جنيها في حين بلغ سعرها قرابة 80 جنيها قبل بداية شهر رمضان.

بينما يرى السيد أن الأسعار الحالية للدواجن داخل المزرعة معقولة ولا يمكن أن تسبب خسائر في عملية بيع الدواجن نفسها، لكن الخسائر الحقيقية تسببها عملية إنتاج البيض، إذ تبلغ تكلفة إنتاج كرتونة البيض نحو 130 جنيها في حين تباع بالأسواق بقرابة 95 جنيها، حيث يستلزم إنتاجها 5 كيلوجرامات من العلف.

ويشير أبو رحمة إلى أن مساهمة مزارع كبرى في ضخ أعداد كبيرة من الدواجن بالأسواق أدّى إلى ثبات أسعارها في الوقت الراهن: "في مزارع بتربي أعداد بالملايين تغطي الصعيد كله"، هذا إلى جانب توافق شهر رمضان وصيام الإخوة المسيحيين الذي أدّى إلى تراجع كبير في استهلاك شريحة كبيرة من المواطنين للحوم والدواجن.

وبحسب تصريحات السيد لقصير وزير الزراعة في ديسمبر الماضي، فإن مصر قد حققت الاكتفاء الذاتي من الدواجن بنسبة 98.1 % بإنتاج بلغ 1.4 مليار طائر و13 مليار بيضة في القطاع الذي تُقدّر حجم تجارته بنحو 100 مليار جنيه.

وحمّل أبو رحمة بعض أصحاب محال بيع الدواجن مسؤولية تفاوت الأسعار من منطقة لأخرى ومن محل لآخر: "المحلات تبيع بالأسعار اللي عايزاها.. لأنهم ممكن يشتروا النهارده بسعر وبكره بسعر أقل فمش هايقبلوا الخسارة".

تأتى الدواجن واللحوم البيضاء في المرتبة الأولى من حيث الاستهلاك إذ بلغ نصيب الفرد نحو 15 كيلوجراما منها، بينما بلغ معدل استهلاك الفرد للحوم الحمراء قرابة 8 كيلوجرامات، بحسب بيان صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في عام 2020.