إعلان

مسيحي يقيم مائدة إفطار للمسلمين منذ 40 عاما

05:24 م الأربعاء 13 أبريل 2022

مطبخ المائدة

كتب- محمود عبدالرحمن:

شبرا، حي شعبي ذو أغلبية مسحية، يتميز بتركيبة سكانية شديدة الخصوصية، يصفها السبعيني جميل كامل بـ"الخليط المقدس"، فلا تعامل على أسس دينية، فالعادات والتقاليد يعتبرها قاطني الحي، من المسيحيين والمسلمين، دستور عرفي، ينظم معاملاتهم اليومية.

الطقوس الرمضانية في شبرا، لا تختلف عن غيرها من المناطق ذات الأغلبية المسلمة، لكن الاختلاف، أن القائمين عليها من المسحيين، كما يحرص جميل كامل، المسيحي، على إقامة مائدة الرحمن فى رمضان من كل عام، منذ 40 عاما.

لم يتوقف عم جميل -كما يناديه جيرانه- عن إقامة مائدة الرحمن، إلا في عام 2020، بسبب كورونا، وعادت المائدة بشكل جزئي في رمضان 2021، كان نشاطها قائم على تجهيز الوجبات وتوزيعها على الأهالي قبل أذان المغرب، وفي رمضان الحالي عادت المائدة إلى نشاطها الطبيعي، الذي ينقسم بين توزيع الوجبات على الأهالي في المنازل، تجهيز وجبات أخرى لضيوف المائدة والمارة في الشوارع.

يساهم في تمويل المائدة العديد من أهالي المنطقة: "كل واحد بيعمل اللي بيقدر عليه، اللي بيشتغل بيده، واللي بيجيب حاجات، واللي بيدفع فلوس"، كما يحكي جميل، مؤكد أن الكل يساهم في فعل الخير.

قبل 40 سنة، كنا نقيم المائدة في قطعة أرض مملوكة لوالدي "وكانت 4 ترابيزات بس"، وستات البيوت كانت تتولى عملية الطبخ وتجهيز الوجبات "كل ست عليها تطبخ حاجة معينة زي الرز أو السلطة أو اللحمة"، ويتم تجميع الطعام في مكان واحد وتوزيعه على الصائمين، كما يروي جميل.

مع الأيام أعداد ضيوف ورواد المائدة تزايد، بيعت الأرض وأقيم عليها عمارة سكنية، ليقرر القائمين على المائدة خروجها إلى الشارع وتأجير فراشة قبل قدوم شهر رمضان لتجهيزها، بحسب عم جميل: "لقينا أعداد الصائمين يوم بعد يوم تضاعف" وضيوفها من مختلف الفئات من كبار وشباب وأطفال وسيدات، لتمتد المائدة من بداية الشارع حتى آخره.

"كلما كبرت المائدة كانت المساعدات تزيد"، ليقرر جميل كامل ورفاقه من أهالي المنطقة شراء أدوات المائدة والفراشة، بدلا من تأجيرها، وتخصيصها للمائدة: "كنا كل سنة نشتري حاجة عشان نخفف فلوس الإيجار".

مع الوقت تتطور نظام المائدة، حيث يقدم القائمين على المائدة الوجبات بنظام العمود، بحيث تتنوع مكونات الوجبة ولا تبرد، خاصة بالنسبة للوجبات التي توزع على البيوت لأهالي المنطقة.

ومن أجل تحقيق ذلك، تم حصر الأسر التي تتردد على المائدة وأطفالهم قبل شهر رمضان ببطاقة الرقم القومي وتسليمهم وجبات، وذلك حتى يتمكنوا من الإفطار في منازلهم مع أسرهم، "الأسرة تيجي قبل الفطار بساعة تاخد وجبات على عددهم"، بحسب جميل كامل، الذي يوضح أن الهدف من هذا النظام هو نظرية اقتصادية من جهة وهو قيام الأسر بعدم إلقاء الطعام المتبقي لاستخدامه مرة أخرى: "في المائدة الناس تيجي تفطر وتمشي أما في البيت تشيل الأكل"، ومن جهة أخرى هو تمكين الأسرة من الاجتماع في منازلها على مائدة واحدة، بعدما تبين تعذر حضور كبار السن والأطفال أو المرضى إلى المائدة: "قولنا نسهل عليهم ونوزع الأكل في البيوت".

ويبدأ التجهيز لاستقبال شهر رمضان وإقامة المائدة من بداية شهر شعبان، بإحضار المواد التموينية التي تستخدم في تجهيز الوجبات، كذلك المعدات كتجهيز أسطوانات الغاز بجانب صيانة الأدوات والمعدات التي تستخدم في طهي الطعام: "في ناس كتير أول ما تعرف أننا بنرتب تيجي وتساهم معانا بأي حاجة".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان