إعلان

اليمن2014: توارت الدولة.. وحكمت المليشيات ( تقرير)

04:07 م الخميس 18 ديسمبر 2014

احتجاجات اليمن

 

كتب : علاء المطيري: 

''توارت الدولة وحكمت المليشيات'' هكذا تبدو اليمن 2014، منقسمة بين فرقاء الاحتجاجات التي بدأت في 2013.

 

 

البداية: 

تلك الاحتجاجات التي دبت بكثافة في ساحات ''صنعاء '' مطالبة برحيل الحكومة إثر رفع أسعار المحروقات.

وباستمرار الاحتجاجات في 2014 تقدمت الدول الخليجية بمبادرة ''لم الشمل'' التي لاقت قبولا من البعض ورفضا من البعض الآخر حتى استطاع المبعوث الأممي لليمن جميل بن عمر عقد مؤتمر للحوار الوطني ضم ممثلين عن كل الأطراف بحضور ممثلين من عدة دول.

وكانت المبادرة تهدف إلى وضع أسس المصالحة التي من بينها اختيار شخصية مستقلة تنال رضا معظم الأطراف لتولي رئاسة الحكومة.

واستمرت المشاورات ولم يتم التوافق على الشخصية التي ستشكل الحكومة وكان الخلاف في الرأي بين حزب المؤتمر والحوثيين من أهم أسباب الأزمة السياسية التي أوصلت البلاد إلى طريق مسدود.

الذروة:

وتصاعد الحراك الجنوبي إلى أن بدأت الاعتصامات في ساحة خور مكسر بعدن في أعقاب الاحتفال بذكرى 14 أكتوبر مطالبين بالانفصال وكذا استمر حزب المؤتمر والحوثيين في عرقلة تشكيل الحكومة وتقليص سلطات الدولة وانتشرت المليشيات المسلحة واللجان الشعبية سواء في الشمال أو الجنوب.

وكان الاتفاق على تكوين دولة فيدرالية بين الشمال والجنوب من أهم النقاط التي توصل إليها الحوار الوطني حيث تم تقسيم البلاد إلى '' ستة '' أقاليم اثنان في الجنوب وأربعة في الشمال مع وضع حصص لكل إقليم في لبرلمان والحكومة.

إلا أن الجنوبيين كأن لهم رأي آخر ورفضوا الحل الذي توصل إليه المؤتمر بحجة أنهم لم يشاركوا فيه، وأن المشاركين باسم الحراك الجنوبي موالين للنظام الشمالي.

وعقِب ذلك جدد الجنوبيون مطالبهم بالانفصال عن الشمال وتكوين دولتهم المستقلة.

الحوثيون:

 

وكانت تظاهرات الحوثيين واعتصامهم في '' صنعاء'' ونصب خيامهم على المداخل الرئيسية للعاصمة وقطع الطرق وتكوين كمائن للتفتيش هي الحدث الأهم والأكبر في هذا العام الذي أعقبه دخول المدن والسيطرة عليها دون مقاومة تذكر.

 

وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول علاقة حزب المؤتمر وعلى عبد الله صالح بما يقوم به ''الحوثيين'' وظهرت آراء كثيرة تؤكد أن هناك تنسيق بينهم وبين حزب المؤتمر الشعبي الذى يترأسه صالح.

وفي 21 سبتمبر دخل الحوثيون عدن وسيطروا على المباني والهيئات الحكومية بالقوة المسلحة التي امتدت إلى حصار الرئيس '' هادى ''.

وأصبح الحوثيون منذ تلك اللحظة هم أصحاب القرار في المشهد اليمنى وبدأوا في التمدد المسلح نحو باقي المحافظات حتى وصلوا إلى مشارف المدن الجنوبية وتفاوتت ردود الفعل الدولية والإقليمية ما بين الصمت وبين والمناداة بضرورة عودة هيبة الدولة ووقف المشهد المسلح وسحب المليشيات من العاصمة.

 

لكن مطالبات انهاء السيطرة المسلحة لم تلق استجابة من الحوثيين الذين واصلوا سيطرتهم على باقي مدن اليمن.

 

مجلس الأمن وعقوبات ضد الرئيس اليمني: 

وخلال شهر أكتوبر الماضي انعقد مجلس الأمن وأصدر قرار بتوقيع عقوبات على كل من على عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر واثنان من القادة الحوثيين بدافع من التقارير التي رفعها المندوب الأممي بأنهم يعرقلون المصالحة وتشكيل الحكومة.

 

 

وواجه صالح هذا القرار بحشد شعبي من أنصاره الذين طالبوا بطرد السفير الأمريكي وسفراء الدول الداعمة للقرار فيما لم يعلق الحوثيين.

وقبل صدور القرار الأممي كان '' الحوثيين '' وعدد من قادة القبائل قد عقدوا مؤتمرا في العاصمة ووقعوا بعده على اتفاق أمهلوا بموجبه الرئيس '' هادى '' عشرة أيام لتشكيل حكومة كفاءات وإلا سوف يقومون بتشكيل مجلس رئاسي لحكم البلاد.

خالد بحاح:

وتم الاستقرار على شخصية '' خالد بحاح '' وبدأ مشاوراته وانتهى من التشكيل وأعلنت الحكومة من جانب الرئيس مساء اليوم الذى صدر فيه القرار الأممي بفرض العقوبات.

وبدأت مرحلة جديدة من الرفض من جانب الطرفين الفاعلين '' الحوثيين والمؤتمر '' وأصبحت الحكومة على مشارف الرحيل لكنها لم ترحل بفضل الدعم الدولي وموقف وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي.

وبعد تفاهمات أو تحذيرات الصبيحي سحب الحوثيين القدر الأكبر والظاهر من ميليشياتهم من العاصمة فيما يظل المشهد المسلح مسيطرا في باقي المحافظات حتى الآن .

الحراك الجنوبي:

ثم اتخذ صالح قرارا بعزل الرئيس ''هادى'' وبعض القيادات الموالية له من الأمانة العامة للمؤتمر وهو ما وصفه البعض بالقرار الذى سيهدد بقاء الحزب مستقبلا.

أما المشهد الجنوبي وهو العقبة الكبرى التي ستواجه الحكومة الجديدة خلال الأيام القادمة بعد أن تزايدت الاعتصامات مع اقتراب المهلة التي حددها الحراك الجنوبي في 30 نوفمبر والتي طالب فيها الشماليون بالرحيل عن الجنوب ودعا الهيئات والشركات النفطية بالتوقف عن العمل وبدا تصعيد جديد بتكوين اللجان الشعبية لحماية المدن في العاصمة.

 

وشهد عام 2014 عودة القادة الجنوبيين من المنفى الذي ظلوا فيه منذ حرب 1994 عندما اجتاح الجيش المدن الجنوبية وسيطر عليها للقضاء على ما وصفه بالتمرد حينها.

 

وربما تشهد الأيام القادمة مزيدا من التصعيد من جانب الحكومة خصوصا بعد قيام الحراك الجنوبي بغلق الطرق المؤدية إلى عدن التي كانت موجودة قبل الوحدة في عام 1990.

وكان على عبد الله صالح قد هدد الجنوبيين بحرب جديدة إذا طالبو بالانفصال قائلا ''إن الوحدة ولدت لتبقى''، ما يعنى أن 2014 ربما يكون بداية مرحلة أكثر شراسة في يمن منقسم بين شمال يصر على الوحدة وجنوب بات أكثر إصرار على المطالبة بالانفصال.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك: